فى ذكرى ميلاده..

الحب والفقر معًا.. رياض الصالح الحسين "البسيط" الذى اختاره الموت

الأحد، 10 مارس 2019 10:00 م
الحب والفقر معًا.. رياض الصالح الحسين "البسيط" الذى اختاره الموت رياض الصالح الحسين
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصفت أشعاره بالبسيطة وأسلوبه بالواضح، قصيدته صافية كالماء، وكلماته واضحة كطلقة تخرج من مسدس تخترق جميع الحواجز ولا يقف أمامها شىء قبل الوصول مسرعة إلى قلب الهدف، مسرعة تمامًا كحياته القصيرة التى جاءت محملة بالأوجاع والأحزان مليئة بكلمات الحب، وإن غاب الفعل نفسه، هكذا كان الشاعر السورى الراحل رياض الصالح حسين.
 
وتمر اليوم الذكرى الخامسة والستين على ميلاد الشاعر السورى رياض الصالح حسين، إذ ولد فى 10 مارس 1954م، بينما غاب عن عالمنا فى 21 نوفمبر من عام 1982، عن عمر يناهز حينها 28 عامًا.
 
 

"يركض في عينيه كوكب مذبوح، وسماء منكسرة، يركض فى عينيه بحر من النيون، ومحيط من العتمة الطبقية، في عينيه -أيضًا- تركض صبية جميلة بقدمين حافيتين.

 
إذا كان اختار  الشاعر السورى الراحل أن يعرف نفسه من خلال أحد أبياته فلعله لم يكن ليختار هذه الأبيات السابقة والتى جاءت فى قصائد ديوانه الأول "خراب الدورة الدموية"، ليروى عن حياته البائسة التى انتهت ركضت سريعًا منهية قصته فى عالم منكسر لا يخلو من الطبقية الشديدة، مستخدمًا أشعاره كأحد الطرق التى يستطاع بأن يخفف بها عثرات الحياة.
 

"كانا اثنين، أهدته قلمًا للكتابة، وأهداها حذاءً خفيفًا للنزهات، بالقلم كتب لها: "وداعًا" وبالحِذاءِ الخفِيف، جاءت لتودِّعُه"

 
بحسب الكاتب وائل سواح: فإن رياض الصالح كان يحب فتاة اسمها سمر، لا يعتقد أنه أحب غيرها، وكثيرًا ما رمز إليها في شعره بالآنسة س. سمر كانت عالمه الصغير، لم تكن عشيقته، كانت سرَّه وكذبته وقصيدته التي لم يكتبها قط.
 
كثيرًا ما كتب "الصالح الحسين" عن "س" وتغنى بجمالها الساحر البسيط، وعن أمنياته شديدة البساطة والوضوح لكى يلتقى بها ويعيشا معًا، لكن الوداع كان أسرع من الأمنيات، وغياب الروح أهون من وجع النفس وتعب الروح.
 

"أمس لم يسأل عني أحد، زارني الموت ولم يكن على الرفّ قهوة، ولأن الموت يحب القهوة مثل جميع الناس، فلقد قلب شفتيه وصفق الباب وراءه، ومضى في قطار العتمة"

 
من يعرف نهاية رياض حسين الصالح، يشعر بكلماته السابقة، حيث غادر الحياة عن عمر لا يتجاوز 28 عامًا، في غرفة موحشة بجانبها طاولة بدرج تخبئ آخر ديوان جاهز للنشر، وعليها إهداء لفتاة تسمى هيفاء، ربما كانت حبيبته، أو ربما كان يتمنى ذلك، لكن القدر أيضا لم يمهله كى يعيش تجربة جديدة، إلا الموت.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة