الأرشيف الملقى على الرصيف.. 8 مجلات أدبية تدوخ علشان تلاقيها.. "الأستاذ" أطلقها عبدالله النديم وتوقفت مع نفيه.. "الرسالة" جمعت رموز الأدب مرتين.. و"القاهرة" واجهت التيارات الرجعية.. ومجلات الفكاهة الأصل

السبت، 23 فبراير 2019 07:00 م
الأرشيف الملقى على الرصيف.. 8 مجلات أدبية تدوخ علشان تلاقيها.. "الأستاذ" أطلقها عبدالله النديم وتوقفت مع نفيه.. "الرسالة" جمعت رموز الأدب مرتين.. و"القاهرة" واجهت التيارات الرجعية.. ومجلات الفكاهة الأصل المجلات الثقافية فى مصر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا دخلت سور الأزبكية فى العتبة، او مررت على سور السيدة زينب، أو كنت من رواد شارع النبى دانيال بالإسكندرية، وكنت من محبى إقتناء المجلات والأعداد الثقافية القديمة، فربما توقفت أمام العديد من المجلات والإصدارات الثقافية والأدبية، التى طالما أثرت الحياة الثقافية المصرية، وكتب فيها كبار المفكرين والأدباء، لكنها جميعا ذهبت فى خبر كان، وأصبحت جزءا من ماضى مهدر، متروك الآن على أرصفة و"فرشة" بائعى الكتب القديمة والمستعملة، وربما أصبح نادرا الحصول عليه الآن.
 
على مدار أكثر من قرن من الزمان، ومثلما مر على مصر العديد من الرموز الفكرية والثقافية، كالرافعى وطه حسين والعقاد ولطفى السيد ونجيب محفوظ، وغيرهم الكثيرين،  كانت هناك العديد من الدوريات والإصدارات الثقافية، التى كانت لها تأثيرها، وكانت منبع للفكر، ومجمع لرموز الفكر والأدب فى مصر.
 
وتمر اليوم الذكرى السادسة والستين، لاحتجاب مجلة الرسالة الأدبية عن الصدور بعد أن ظلت عشرين عامًا المجلة الأدبية الأولى في الوطن العربي والتي اشترك في تحريرها كبار الكتاب في مصر والوطن العربي، وكان يرأس تحريرها الأديب أحمد حسن الزيات، إذ توقفت نهائيا فى يوم 23 فبراير من عام 1953.
 
و مجلة الرسالة هي مجلة ثقافية ترأس تحريرها الأديب المصري أحمد حسن الزيات (1885-1968) في عام 1933م، وكتب فيها معظم المقالات عن رموز الأدب العربي آنذاك من مثل: العقاد، سيد قطب، أحمد أمين، محمد فريد أبو حديد، أحمد زكي باشا، مصطفى عبد الرازق، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين، محمود محمد شاكر والشابي.
 
مجلة الرسالة
مجلة الرسالة
 
وبحسب كتاب "المجلات الثقافية في العالم العربي" للناقد الكبير محمود قاسم، بأن الرسالة التى بدأت الصدور عام 1933، كانت تطبع بشكل شعبى كى تصل إلى البسطاء والقادرين، وقد اتسمت بقوة التحرير، وعمق الموضوعات وتنوعها، وبذلك فالمجلة ملأت الفراغ الأدبى عند القراء والكتاب قبل صدورها، كما أنها تمتعت بالإستمرار فى الإنتظام والصدور فى سنوات اذدهار المجلات الثقافية، وكان القراء ينتظرونها، فى موعدها، فيجدونها لدى الباعة، يتهافتون عليها للمضمون الذى تحتويه، كما اهتمت بنشر الإبداع، وتابعته بالنقد والتقييم، وقامت بإفراز جيل متواصل من الأدباء والأدبيات، كما كانت نافذة للتعرف على الأدب العالمى وتقديمه إلى القراء، وبعدما توقفت المجلة فى عام 1953/ جاولت الدولة دعم الزيات فى حياته مرة أخرى، من أجل عودة المجلة تحت اسم "الرسالة الجديدة" وذلك بعد نحو عشر سنوات فى عم 1963، لكن المجلة ما لبثت أن توقفت قبل أن يتوقف قلب صاحبها أحمد حسن الزيات فى عام 1968، لتتوقف إلى الأبد.
 
لكن ربما لم تكن "الرسالة" الوحيدة التى واجهت تلك المصير، فهناك العديد من المجالات الأدبية التى ظهرت للنور وكانت مثل الشعاع الذى أنار طريق المثقفين، لكن أنطفا وذهب، ومن مجلة "روضة المدارس المصرية" وهى واحدة من أقدم المجلات العربية على الإطلاق، صدرت لأول مرة فى 18 أبريل عام 1870، حيث كانت تصدر كل أسبوعين، وكان يطبع منها 350 نسخة تحت نظارة "رئاسة تحرير" رفاعة الطهطاوى، ناظر قلم الترجمة بديوان المدارس آنذاك.
 
ووقع المجلد الأول من المجلة فى 422 صفحة، وتضمن مقالات فى تدريس التاريخ، وصد صارت المقالات بمثابة مرجع مهم للتلاميذ فى مراحل التعليم، ويوضح الناقد الكبير محمود قاسم، فى كتابه سالف الذكر، أن المجلة كان تهدف إلى إبراز الوسائل المعنية، على جلب المعرفة، وتكفلت بانتشار أنوار العرفات لمختلف العلوم، ووجهت المجلة إلى تلاميذ المدارس، وأيضا الكبار الذين يسعون إلى التعلم والمعرفة فى كافة المجالات: "الجغرافيا، التاريخ، العلوم التطبيقية، العلوم البحثة، الفن بكافة أشكاله، وأيضا فى فنون الكتابة، كما اهتمت بنشر الألغاز، من أجل اكتشاف درجة الذكاء والمعرفة عند القراء، وظلت المجلة هكذا تصدر بشكل منتظم، حتى صدر العدد الأخير منها فى عام 1892، وهو العام الذى صدرت فيه مجلة الهلال.
 
مجلة الأستاذ
مجلة الأستاذ
 
من المجالات الأدبية الأخرى الذى توقفت كانت مجلة "الأستاذ" وهى أحد أشهر المجالات الفكاهية التى أصدرها عبد الله النديم، وصدر عددها الأول فى 23 أغسطس عام 1892، وكان الهدف هو أن تكون مجلة "الأستاذ" منبرا للأدب والفكر، وصارت المجلة كما أراد، وتسابق إليها إذ أن المجلة اتفقت وأذواق الناس من كافة الطبقات الاجتماعية، وحفلت المجلة بموضوعاتها الأدبية والاجتماعية، وتمثل أيضا إلى طريقة الفكاهة والسخرية، وانتشر المجلة إلى آفاق ما كان يتوقع لها أحد ذلك، وغطت على أى مطبوعة أخرى كانت تصدر حينها، إلا إنها توقفت مع نفى النديم إلى خارج وطنه، ورحيله إلى مدينة يافا فى فلسطين، حسبما اختار هو.
 
مجلة التنكيت والتبكيت
مجلة التنكيت والتبكيت
ومن المجلات التى أصدرها أيضا عبدالله النديم، كانت مجلة "التنكيت والتبكيت" التى أصدرها فى 6 يونيو عام 1891، هي صحيفة أدبية تهذيبية تناولت النقد بطريقة ساخرة وتضمنت مقالاته بها الدفاع عن الفصحى وبيان أهميتها والدعوة الى المحافظة عليها وكان يسر تحت عنوان "أيها الناطق بالضاد" ولقد استمال أسلوب الجريدة القراء وشد انتباههم وزاد الصحيفة شهرة مخاطبتها للعامة والنزول الى مستواهم الفكرى، لكنها توقفت بعدما تم تغيير اسمها أكثر من مرة.
 
مجلة أبو نضارة
مجلة أبو نضارة
ومن المجلات الفكاهية الأخرى التى انتشرت بقوة فى أنحاء الوطن العربى، كانت مجلة أبو نضارة والتى صدرت فترة حكم الخديوى إسماعيل، وصدر عددها الأول فى 1876 م، قام بتأسيسها يعقوب صنوع، وكان اسم المجلة فى البداية "أبو نضارة زرقاء" وقد كتب تحت العنوان عبارة "جريدة مسليات ومضحكات"، وكانت المجلة كانت فتحا شعبيا متميزا، ويقول الراوى أن توزيعها كان يربو على العشرة آلاف نسخة فى تلك الأيام، و وكانت الصحيفة تصدر في معظم أعدادها في أربع صفحات مليئة بالمحاورات الساخرة والمهاجمة لسياسة الخديوي وحكومته، وظلت لأكثر من 43 سنة تواصل كفاحها حتى 31 ديسمبر سنة 1910 م، حيث صدر العدد الأخير من جريدة أبى نضارة.
 
مجلة الإثنين والدنيا
مجلة الإثنين والدنيا
فى القرن العشرين، كانت أهم المجلات التى امتزج بها الفن بالثقافة فى كل حياتنا، كانت مجلة الإثنين والدنيا التى صدرت فى عام 1933، التى أصدرها المترجم أحمد الصاوى محمد، على نفقته الخاصة، وقد قدمت المجلة العديد من الترجمات والروايات والكتب من الكتب حول المرأة والفن التشكيلى، كما أن المجلة أصدرت أعدادا خاصة عن فن المسرح وفن الشعر وفن النثر، إلى أن توقفت عام 1941، أى ان عمرها تجاوز الثمان سنوات.
 
 من المجالات الثقافية الهامة أيضا، كانت كان لدينا مجلة سطور التي كانت تصدر عن دار سطور برئاسة تحرير الدكتور فاطمة نصر، وكانت مجلة ثقافية بالمعني الواسع للكلمة وساهمت في بروز أسماء جديدة في الكتابة الثقافية وفي النقد الادبي والثقافى، واهتمت بتقديم الكتابات التاريخية، لكنها أيضا توقفت منذ سنوات قليلة.
 
مجلة القاهرة
مجلة القاهرة
 
وكان لدينا مجلة القاهرة التي رأس تحريرها غالي شكري وكانت مجلة تشتبك مع التيارات الرجعية، ظلت تصدر من 1985 إلي 1997، حتى تحويلها إلي جريدة بعد وفاة رئيس تحريرها.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة