أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الحرب التكنولوجية الأولى بين الصين وأمريكا.. ظاهرها الأمن وباطنها التجارة

الخميس، 14 فبراير 2019 07:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تغيرت أولويات القوة والسلطة، وحلت الحروب الاقتصادية فى العالم مكان التقليدية، ويوصف جيمس أندرو لويس، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الحرب الحديثة، أنها السعى لامتلاك وتسويق التكنولوجيا ويقول ل-«سى إن إن بيزنس»: فى القرن العشرين، كانت الصلب والفحم والسيارات والطائرات والسفن والإنتاج الكثيف مصادر القوة الوطنية، لكن اليوم أصبحت أسس الأمن والسلطة مختلفة.
 
 وهو ما يتجسد فى الحرب التجارية التى تتخذ أبعادًا أمنية وسياسية،  بين الولايات المتحدة والصين، منذ تولى دونالد ترامب، فقد فرضت أمريكا رسومًا على وارداتها من الحديد الصينى، وردت الصين بالمثل، لكن المعركة الجديدة وصلت إلى اتهامات بالتجسس والتهديدات الأمنية، حيث شنت أمريكا هجومًا على معدات الاتصالات الصينية واعتبرتها تهديدًا للأمن القومى، ووجهت لأوروبا تحذيرات من الاعتماد عليها، وفى المجر أعلن وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، عن وجود  مخاطر أمنية من استخدام معدات تابعة لشركة «هواوى» للتكنولوجيا،وردت الصين باتهام أمريكا أنها تلفق الاتهامات وتردد اتهامات بلا أدلة.
 
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينج، إن تحذير الجانب الأمريكى بشأن «مخاطر أمنية» لا يتماشى مع وضع أمريكا كدولة عظمى، خاصة أنها لم تقدم أى دليل على أن معدات شركة «هواوى» تشكل تهديدًا لأمنها القومى، معتبرة أن إثارة مثل هذه المخاوف هدفها تحقيق «مصالح ذاتية».
التصريحات المتبادلة فصل من حرب تجارية تتخذ شكلًا سياسيًا وأمنيًا بدأت منذ العام الماضى بعد القبض فى كندا على مينج وان تشو، المديرة المالية لـهواوى، بناءً على مذكرة أمريكية تتهمها بالتجسس وخرق العقوبات على إيران.. وردت الصين باعتقال كنديين وحكمت على ثالث بالإعدام، وهو ما دفع السلطات الكندية لإطلاق سراح مينج.
 
كما سعت وزارة العدل الأمريكية إلى اتهام بسرقة هواوى لأسرار تجارية من شركائها الأمريكيين. وتقدم مشرعون أمريكيون بمشروع قانون يحظر تصدير قطع الغيار والمكونات الأمريكية إلى شركات الاتصالات الصينية، وأعلن  السيناتور الجمهورى توم كوتون أحد رعاة مشروع القانون «هواوى هى ذراع لجمع المعلومات فى الحزب الشيوعى الصينى، ومؤسسها ورئيسها كان مهندسًا لجيش التحرير الشعبى». وهو ما دفع مؤسس هواوى رين تشينجفاى لينفى فى مقابلة نادرة تورط شركته العملاقة فى أعمال تجسس لصالح الحكومة الصينية.
 
ويرى محللون أن الحملة جزء من حرب تجارية بدأها الرئيس دونالد ترامب، عندما دعا إلى زيادة التصنيع على الأراضى الأمريكية، وفرض رسوم عالية على البضائع الصينية لمواجهة المنافس الصينى العنيد. ويرى المحللون أن الإجراءات الأمريكية تهدف لدعم شركة آبل المنتجة لهواتف آيفون بعد تراجعها للمركز الثالث عالميًا خلف الشركات الصينية، ومخاوف أمريكية من هيمنة الصينيين على تقنية اتصالات الجيل الخامس. 
 
الصين وجهت ضربة لشركة آبل بقرار حظر البيع عن أنواع عديدة من هواتفها بتهمة انتهاك براءات اختراع.. وأن الصين تدافع عن منتجاتها، وتواجه الهجوم الأمريكى بهجوم مضاد. خاصة أن الشركة الصينية ثانى أكبر مصنع للهواتف الذكية فى العالم وأكبر منتج لمعدات الاتصالات.  وتجسد طموحات الصين لتصبح قوة مهيمنة على أكبر حصة ممكنة من قطاع التكنولوجيا عالميًا، وتضخ بكين مئات المليارات فى خطة تهدف إلى تصدر صناعات الروبوتات والسيارات الكهربائية ورقائق الكمبيوتر. فيما تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على تفوق الشركات الأمريكية، وبشن حروب سياسية وأمنية وإعلامية ضد المنتجات الصينية التى تجتاح الأسواق العالمية. 
 
ولا أحد يعرف المدى الذى تصل إليه هذه الحرب، التى تتخذ أشكالًا سياسية بينما هى تجارية بحتة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة