نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية لـ"اليوم السابع": مصر ستسخر إمكاناتها لخدمة أشقائها فى القارة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى.. السفير حمدى لوزا: جواز السفر الأفريقى مرتبط بتحقيق تكامل أكبر بين دول القارة

الأحد، 10 فبراير 2019 11:20 ص
نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية لـ"اليوم السابع": مصر ستسخر إمكاناتها لخدمة أشقائها فى القارة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى.. السفير حمدى لوزا: جواز السفر الأفريقى مرتبط بتحقيق تكامل أكبر بين دول القارة نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية مع محرر اليوم السابع
حوار : أحمد جمعة تصوير - أشرف فوزي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- مصر تهتم بالدولة الوطنية ودعم المؤسسات لتتمكن من فرض سيادتها الكاملة.. ومشكلات أفريقيا سببها نزاعات دينية أو قبلية أو عرقية.

- أحد أدوات مواجهة النزاعات فى أفريقيا تحقيق طفرة اقتصادية

- نسعى لدخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية حيز التنفيذ فى أسرع وقت

- جواز السفر الأفريقى مرتبط بتحقيق تكامل أكبر بين الدول الأفريقية

- تحضيرات لقمة تجمع قادة دول الساحل والصحراء لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب

- استضافة وكالة الفضاء الأفريقية يؤكد الصدارة التى تتمتع بها مصر ويفرض علينا مسئوليات

- عقد القمة العربية الأفريقية فى الرياض أواخر العام الجارى

- القاهرة تستضيف اجتماعا لكبار المسئولين من الدول العربية والأفريقية المتشاطئة للبحر الأحمر الثلاثاء والأربعاء المقبلين

 

قال نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، السفير حمدى لوزا، أن مصر تعمل لصالح القارة الأفريقية بمشاركة أشقائها، مؤكدا أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى لا تعنى التفرد بكافة الجهود، وإنما ستقوم مصر بطرح رؤيتها وتنسيق الجهود، التى تتم على مستوى دول القارة ومختلف الأقاليم بالتعاون مع أشقائها.

وأكد السفير حمدى لوزا، خلال حوار شامل لـ"اليوم السابع" على اهتمام مصر بشكل كبير بالدولة الوطنية، ودعم المؤسسات، لتتمكن من فرض سيادتها على كافة مناطق الدول، مشيرا إلى أن العديد من المشكلات فى القارة الأفريقية سببها وجود نزاعات دينية أو قبلية أو عرقية، وأنه لو تركنا الساحة لهذه النزاعات فلن نصل إلى الاستقرار فى أفريقيا. وفيما يلى نص الحوار..

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (1)

فى البداية.. ما هى أبرز الأولويات التى ستركز عليها مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى؟

ما يحدد الأولويات، هو الإطار العام للعمل الأفريقى المشترك فى هذه المرحلة، وإمكانات مصر لخدمة أشقائها فى القارة الأفريقية فى هذه المرحلة، وهو ما يمكن تلخصيه فى عدة نقاط، أولها التغيير الكبير فى رؤية دول أفريقية لتاريخها وحاضرها ومستقبلها، وتمثل هذا عام 2013 فى إقرار أجندة 2063.

 

نتذكر جميعا دعم مصر لحركات التحرر الأفريقية وإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، واجتماع الدول الأفريقية عام 2013 لوضع أجندة لمدة 50 عاما.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (5)

مجموعة كبيرة من الشباب الأفريقى لم يعاصر فترة حركات التحرر، ولم يلمس دور مصر فى دعم هذه الحركات، وبالتالى الرؤية الأفريقية لدى غالبية الشباب هى ما تقدمه القارة سواء على مستوى الأفريقى أو الحكومات الأفريقية لصالح الشباب والاقتصاد والنمو الاقتصادى وهذا يجب وضعه فى الاعتبار.

 

مصر خلال الفترة من 2013 : 2019 حققت باعتراف الجميع فى الداخل والخارج طفرة كبيرة جدا فى مجال مكافحة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار ورفع معدلات النمو وإحياء قطاعات عانت معاناة كبيرة كالسياحة وإتمام عمليات لتطوير البنية الأساسية والتى أحدثت تحولا فى الاقتصاد المصرى وأدت لزيادة الاستثمار الخارجى، وبالتالى الدول الأفريقية جميعا تشهد هذا وتلمسه وحريصة على أن تعكس مصر هذا النجاح على مستوى القارة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى.

 

الاتحاد الأفريقى كان لفترة طويلة يسعى لزيادة المعونات الخارجية لكن الأمور تغيرت الآن باعتراف المجتمع الدولى كله، فالوضع اختلف بعد تحقيق مجموعة كبيرة من الدول الأفريقية لمعدلات نمو مرتفعة فيها موارد بشرية واقتصادية، وبالتالى هناك تسابق من جهات عدة على مستوى العالم للتواجد والمشاركة فى عملية البناء الاقتصادى فى الدول الأفريقية والحصول على جزء من "الكيكة" التى تمثلها القارة الأفريقية، وهو ما يتطلب منا أن نكون حريصين كاتحاد أفريقى فى علاقتنا بالدول والمجموعات الأخرى بأن نؤكد على سيادة الدول الأفريقية والسيطرة على مواردها الطبيعية والاتجاه نحو زيادة نسبة التصنيع فى القارة والتكامل الاقتصادى.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (2)

ويجب الأخذ فى الاعتبار أن الاتحاد الأفريقى أعلن عن عام 2020 لإسكات البنادق، والنجاح لتحقيق ذلك يتطلب عمل مكثف جهد من كافة الدول الأفريقية لتسوية النزاعات القائمة فى القارة الأفريقية، ومطلوب من الرئاسة المصرية أن تستخدم كل الإمكانات المتاحة على الساحة الأفريقية للوصول لهذه النتيجة، نحن نرى أن النجاح الذى تم فى مصر عبر القيادة الحالية، التى تمتلك رؤية ومتابعة ولديها قدرة على التنظيم والمتابعة، لكن فى نفس الوقت يتطلب ذلك مشاركة كافة الجهات المعنية مثل المجموعات المنتمية للاتحاد الأفريقى مثل "الأيكواس" و"السادك" و"تجمع شرق إفريقيا" و"تجمع الساحل والصحراء"، ومطلوب من كل هذه الجهات سواء على المستوى الثنائى أو المنظمات الإقليمية أو دون الإقليمية المساهمة بإسكات البنادق 2020 وتحقيق طفرة حقيقية فى هذا الإطار.

 

الأولوية المعلنة للاتحاد الأفريقى عام 2019 هى موضوعات النازحين واللاجئين والأخيرة يمكن التعامل معاها كونها تحتاج مساعدات إنسانية وهو ما يفتح موضوعات أعمق وضرورة التطرق لجذور المشكلة وهى النزاعات وظاهرة تغير المناخ ووجود جفاف، فضلا عن الخلافات بين الرعاة والمزارعين على مناطق العشب وضرورة وضع ذلك فى الاعتبار، وندرك أن أحد أدوات مواجهة النزاعات تحقيق طفرة اقتصادية فى هذه الدول يشعر بها المواطن، وبالتالى تساعد على تحقيق نمو اقتصادى يستفاد به الجميع وتقلل من توجه بعض الشباب إلى الهجرة للخارج.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (6)

وما هى أبرز التحديات التى تواجه دول القارة وتستطيع الخبرات المصرية تقديم دعم لحلها؟

مصر تهتم بشكل كبير بالدولة الوطنية ودعم المؤسسات لتتمكن من فرض سيادتها على كافة مناطق الدول، نحن نلمس أن العديد من المشكلات فى أفريقيا سببها وجود نزاعات دينية أو قبلية أو عرقية ولو تركنا الساحة لهذه النزاعات فلن نصل إلى الاستقرار فى أفريقيا.

 

ويجب على الدول الأفريقية دعم فكرة الدولة الوطنية ودعم الجيش الوطنى، بحيث يبسط سيطرته على كافة مؤسسات الدولة، لتحقيق مناخ مستقر يسمح بجذب الاستثمارات وتحقيق نمو اقتصادى، وهذا بطبيعة الحال نجاح حققته مصر على الساحة الداخلية وتسعى إلى تعريف الدول الأفريقية بأهمية فكرة الدولة ولا سيما ليبيا والدور الخاص، الذى تلعبه مصر فى دعم مؤسسات الدولة الوطنية، لكى تعود دولة كاملة السيادة وقادرة على بسط نفوذها على كل المناطق الليبية بعيدا عن سيطرة الميليشيات.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (3)

ويمكن لمصر إقامة مشروعات بنية تحتية كبيرة فى أفريقيا مثل مشروع قناة السويس الجديدة وإقامة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهو المشروع الذى تم بإرادة وطنية وبموارد محلية وفى توقيت نموذجى، وطلبت عدد كبير من دول أفريقيا زيارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للتعرف على أسلوب إدارة هذه المنطقة وكيفية إتاحة الفرصة لها لتحقيق هذه النجاحات، وجمع أنشطة قطاعات كبيرة محلية سواء كانت حكومية أو قطاع خاص بمشاركة شركات اجنبية لتنفيذ المشروع فى وقت نموذجى.

 

هناك نجاح ثالث حققته الدولة المصرية، وهى قضايا تهم المواطن بشكل خاص وهو القضاء على فيروس سى بالتنسيق مع كافة أجهزة الدولة، وكثير من الدول الأفريقية تعانى من مشاكل منها تعبئة الموارد الوطنية وحشد جهود كل الجهات لمقاومة مرض أو وباء أو معاناة صحية فى قطاع معين، وأعتقد أن مصر تستطيع تقديم الكثير فى هذا المجال.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (13)

وما هى أبرز المبادرات التى ستطرحها مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى؟

المبادرات ليست بعيدة عن أولويات الاتحاد الأفريقى، نحن نعمل ضمن أطر ومؤسسات الاتحاد لتحقيق الأهداف، التى تتمثل فى تحقيق أهداف أجندة 2063 وإسكات البنادق، وهدف آخر مهم هو تحقيق التكامل الاقتصادى بين الدول الأفريقية، وهنا أشير لاجتماع وزراء تجارة الدول الأفريقية فى ديسمبر الماضى، وكان هناك معرض تجارى ضم شركات ورجال أعمال من جميع الدول الأفريقية.

 

نحن نسعى لدخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية حيز التنفيذ فى أسرع وقت وتوفير البنية، التى تسمح تحقيق الفوائد من خلال تطبيق هذه الاتفاقية، بما فى ذلك تطوير البنية الأساسية وربط الدول الأفريقية ببعضها البعض، بسبب وجود صعوبة حتى الآن فى التواصل داخل إقليم واحد على الساحة الأفريقية، وهذا لا يساعد على تطوير التبادل التجارى، وتسهيل عملية حصول رجال الأعمال على تأشيرات دخول لمدد طويلة ودخولهم الدول الأفريقية الآخرى وإقامة خطوط نقل بحرى وجوى، إضافة إلى الربط البرى بين الدول الأفريقية والعودة إلى طريق كيب تاون - القاهرة وهو مشروع تهتم به مصر، والنظر إلى المناطق التى لم يستكمل فيها هذا الطريق ورفع كفاءاته بحيث يكون هناك إمكانية للشاحنات التى تنقل البضائع على مستوى كل القارة.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (4)

وحققت مصر طفرة كبيرة فى طرق النقل بين القاهرة والخرطوم عبر معبرى "أرقين" ومعبر "أشكيت- قسطل"، ونسعى إلى أن يتمدد ذلك لمناطق أخرى، فالخرطوم ترتبط بحدود مع انجامينا وأديس ابابا، لكن إقامة الطريق فى حد ذاته لن يحل المشكلة، لأن المطلوب توفير خدمات وتسهيلات للاعتراف برخص القيادة للسائقين، والتأكد من مواصفات الطريق ملائمة للشاحنات التى ستمر من خلاله، هناك أمور وتعقيدات مطلوب توفيرها لتحقيق النتائج المطلوب تحقيقها من خلال تحرير التجارة.

 

ومتى يرى جواز السفر الأفريقى النور؟ وهل يمكن الإعلان عن عملة موحدة لدول القارة؟

هذه أمور نستطيع أن نقول أن الاتحاد الأوروبى الذى بدأ قبلنا لم يصل إليها حتى الآن، نظام شنجن غير مطبق فى كل دول الاتحاد الأوروبى، وعندما انفتح لضم مجموعة من الدول فى شرق ووسط أوروبا تطلب الأمر فترة انتقالية قبل الوصول إلى مرحلة تحرير السفر والسماح للمواطنين فى شرق أوروبا بالعمل والإقامة فى غرب أوروبا، لأن الوصول لهذا يتطلب وجود قدر من التقارب فى المستوى الاقتصادى بهذه الدول وإلا ستجد العمالة فى دولة بعينها ستنتقل للعمل بالكامل فى دولة أخرى فيها ظروف اقتصادية أفضل.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (7)

هذه الإجراءات مرتبطة بتحقيق تكامل أكبر بين الدول الأفريقية، وهذا لا يمنع أن تبدأ بمجموعة محددة مثل رجال الأعمال والمستثمرين، لأن إتاحة الفرصة لهم كحرية الانتقال يسهل إقامة مشروعات ورفع المستوى المعيشة وإيجاد فرص عمل، وهو ما يسهل عملية الوصول إلى مرحلة حرية الانتقال بالكامل بين الدول الأفريقية.

 

تحدثتم عن مبادرة إسكات البنادق عام 2020.. هل يمكن تفعيل عمل الجيش الأفريقى الموحد لإرساء الأمن فى دول النزاع؟

هذا يتم على مراحل، ونحن نلمس وجود بعض المبادرات على مستوى مناطق بعينها مثل منطقة الساحل الأفريقى، التى تواجه تحد كبير جدا فى عملية انتشار الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتجارة الأسلحة، هناك توجه بين خمس دول من دول الساحل والصحراء بتشكيل قوة وقيادة موحدة تستطيع مواجهة العمليات الإرهابية الموجودة فى المنطقة ومناطق أخرى، لكن هذا الجهد يتم على مستوى محدد والمفترض أن يصل فى مراحل معينة إلى أن يكون هناك جيش موحد للدول الإفريقية، ولا أتوقع أن يكون ذلك خلال مدة وجيزة، لأنه يتطلب إعداد على مستوى مكثف ولمدة طويلة جدا، توجد بعض المبادرات التى تشارك بها مؤسسة مصرية تتبع وزارتى الدفاع والداخلية لتدعيم القدرة المشتركة للأشقاء الأفارقة على مواجهة التحديات الأمنية.

 

كيف يمكن أن يساهم المركز الإقليمى لمكافحة الإرهاب لتجمع الساحل والصحراء فى بناء القدرات العسكرية لهذه الدول؟

واجه تجمع الساحل والصحراء منذ عام 2011 تحديات كبيرة جدا، لأن الأمانة العامة له فى ليبيا، التى تشهد ظروف صعبة حتى اليوم، وهو ما دفع مصر لعدم الاستسلام إلى هذا كون التجمع يتمتع بأهمية نتيجة زيادة عمليات الإرهاب فى المنطقة، وهو ما يتطلب ضرورة وجود أولوية لمكافحة الإرهاب وهو ما دفع القاهرة لتنظيم اجتماع لوزراء دفاع دول الساحل والصحراء فى مصر، وإقامة مركز إقليمى لمكافحة الإرهاب لدول الساحل والصحراء، والذى يوفر قدرة كبيرة جدا على التدريب وتبادل المعلومات وتنسيق الجهود وتحديد الأولويات والبناء على التجارب الناجحة التى تخوضها الدول.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (8)

نحن نعد لقمة لدول الساحل والصحراء وسيتم عرض إمكانات هذا المركز على القادة، وأتوقع أن يكون للمركز دور فى دعم الجهود التى تجرى على المستوى الوطنى لمكافحة الإرهاب، ثمة تحركات لعقد القمة فى انجامينا لكن هذا يتطلب تنسيق بين القادة، لأن مشاركة عدد كبير من القادة ضرورة والأهم الخروج بنتائج ملموسة لذا يتم التشاور بين القيادة لتحديد الموعد المناسب.

 

ما هو الدور الواجب على وسائل الإعلام خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى؟

فى إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى رسالتنا هى أن مصر تعمل لصالح القارة الأفريقية بمشاركة أشقائها، القيادة المصرية للاتحاد الأفريقى لا تعنى أن مصر ستنفرد بكافة الجهود، وإنما ستقوم بطرح رؤيتها وتنسيق الجهود التى تتم على مستوى دول القارة ومختلف الأقاليم بالتعاون مع أشقائها، وهذه كانت رسالة كان الرئيس السيسى حريص على توضيحها فى عدة مناسبات ومنها منتدى الشباب ومنتدى شرم الشيخ، وكانت رسالته أن مصر حققت بعض النجاحات وتريد مشاركة الدول الأفريقية الأخرى هذه التجربة دون استعلاء وفى نفس الوقت تعترف بوجود تجارب ناجحة فى دول افريقية اخرى تدفع نجو التعاون مع تلك الدول لتعميمها على الساحة الأفريقية.

 

علينا الاعتراف أنه فى كثير من الأحيان نحصل على المعلومات حول ما يجرى فى القارة الأفريقية من مصادر إعلامية غربية، والمهم وجود إطلاع من جانب المواطن المصرى على أخبار أفريقيا من مصادرها الرئيسية وليس من مصادر مترجمة نقلا عن وسائل إعلام أجنبية.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (9)

على سبيل المثال، فى مجال الرياضة تركز وسائل الإعلام على الفرق المصرية فقط خلال أى لقاء له مع الفرق الإفريقية، دون طرح أى معلومات للقارئ المصرى حول الفريق الأفريقى، الذى يلتقى معه الفريق المصرى أو الدولة، التى ينتمى إليها هذا الفريق، وأعتقد أنه علينا البدء فى الاهتمام بتعريف الشباب المصرى بأهمية عرض معلومات عن الدولة الأفريقية وتاريخ العلاقات المصرية مع هذه الدول خلال أى أحداث مشتركة تشارك بها مصر فى هذه الدول.

 

وماذا يعنى فوز مصر باستضافة وكالة الفضاء الأفريقية؟ وما هى تداعيات القرار؟

يوجد توجه لإقامة مؤسسات معنية فى إطار الاتحاد الأفريقى بأمور محددة، وعلى سبيل المثال سيكون هناك سكرتيرة خاصة لاتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، والتعاون فى مجال الفضاء يحتاج إلى جهة تنسق الجهود وتسعى إلى تحقيق تقدم أكبر فى مجال القدرات من جانب الدول الأفريقية، وتقدمت مصر بعرض لاستضافة وكالة الفضاء الأفريقية، وكانت هناك عروض من دول أخرى وتم المقارنة بينها وتقييمها من بين خبراء ومتخصصين لتقييم إمكانيات كل دولة والعرض المقدم منها، وحصلت مصر على المركز الأول.

 

هذا يؤكد الصدارة التى تتمتع بها مصر، ويفرض علينا مسئوليات، وهى أن أى نجاحات تتحقق داخليا نسعى إلى تعميمها والاستفادة منها على الساحة الأفريقية لخدمة دول القارة وليس لفرض إرادة معينة على القارة.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (10)

متى ستعقد القمة العربية الأفريقية؟ وما هى أبرز الملفات التى ستطرح فى القمة؟

هناك شراكات بين الدول الأفريقية ودول مجموعات أخرى، وهناك تعاون عربى أفريقى ومصر كانت رائدة به منذ عدة سنوات، ومن المقرر أن تعقد القمة فى أواخر عام 2019 ولم يحدد توقيتها حتى الآن.

 

وقد عقدت مؤخرا 3 قمم عربية - أفريقية أولهما فى الكويت 2013، والثانية فى غينيا الاستوائية 2016 والقادمة فى الرياض 2019، القمة العربية - الأفريقية تعقد كل ثلاث سنوات لمراجعة أطر العلاقات العربية الأفريقية وكيفية تفعيلها، والتشاور حول الأوضاع فى منطقة البحر الأحمر التى تعد منطقة تماس بين دول عربية وأفريقية.

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (11)

وما هى أبرز الفعاليات التى ستحتضنها مصر حول الأفريقية خلال الأسابيع المقبلة؟

سوف تستضيف مصر يومى الثلاثاء والأربعاء اجتماعا لكبار المسئولين من الدول العربية والأفريقية المتشاطئة للبحر الأحمر، للنظر فى كيفية التنسيق فيما بينها سواء على المستوى الأمنى أو الاقتصادى أو على مستوى التشاور السياسى.

 

ومن المقرر أن تحتضن مصر 3 فعاليات خلال شهر مارس المقبل أولهما اجتماع لاتحاد الغرف الأفريقية للتجارة والصناعة والزراعة والمهن الحرة فى القاهرة من 2 : 4 مارس لأن تفعيل اتفاقية التجارة الحرة سيتم عبر القطاع الخاص، وملتقى شباب عربى أفريقى فى أسوان من 16:18 مارس، ومهرجان السينما الأفريقية، الذى سيعقد فى الاقصر من 16: 22 مارس، نحن نؤمن بأن البعد الثقافى والحضارى مع الدول الأفريقية الأخرى له أهمية كبيرة.

 

وما هى أهمية التنسيق والتعاون بين مصر وأثيوبيا والسودان؟

هناك اتفاق بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس السودانى عمر البشير ورئيس وزراء اثيوبيا آبى أحمد، على تعميق العلاقات بين الدول الثلاثة فى مجالات مختلفة وتحقيق قدر كبير من التعاون والتكامل الاقتصادى، بما فى ذلك انشاء صندوق لتمويل مشروعات البنية الأساسية ومشروعات التكامل بين الدول الثلاثة.

 
نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (12)
 
نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (14)
 
نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (15)
 

 

نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى حوار لـاليوم السابع (16)
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة