أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

إذا لم تواجه الجامعة العربية مخطط أردوغان بغزو ليبيا.. فلتكتب شهادة وفاتها رسميا!!

الأحد، 29 ديسمبر 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى يوليو 2018 فاجأ رئيس قسم شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى حلف شمال الأطلسى «الناتو»، نيكولا دى سانتوس، العالم، باعتراف خطير، عندما أكد فى تصريحات له، على هامش لقاء استضافة صندوق «مارشال» الألمانى، حينذاك، بخطأ حلف الناتو عندما قصف ليبيا، لإزاحة نظام القذافى.
 
وقال «دى سانتوس»: «جامعة الدول العربية فضلاً عن الليبيين دعوا الحلف إلى التدخل فى ليبيا ضد نظام العقيد معمر القذافى»، مضيفاً: «هناك أخطاء ارتكبت من جميع الأطراف، ولم يولِ المجتمع الدولى الاهتمام الكافى بالأوضاع الليبية عقب سقوط القذافى».
 
اعتراف «الناتو» يكشف تورط الجامعة العربية فيما آلت إليه الأوضاع فى ليبيا، تحت تأثيرات «خمر ثورات الربيع العربى» التى أسكرت بعض الشعوب، وأفقدتهم الوعى بقيمة أمن واستقرار أوطانهم، ومن يقف وراء مخططات إسقاط الدول.
 
وكانت الجامعة العربية فى مارس 2011 وعقب اجتماع وزراء الخارجية العرب، قد وافقت على فرض حظر الطيران فوق ليبيا، وناشدت مجلس الأمن باتخاذ القرارات اللازمة لتلبية مطلب العرب، وهو القرار الذى كان بمثابة المفتاح السحرى، لمنح الشرعية لـ«الناتو» لضرب ليبيا جويا، وإسقاطها فى مستنقع الفوضى. 
 
إذن، ساهمت الجامعة العربية فى 2011 فى إسقاط ليبيا وسوريا واليمن، سواء بالموافقة لحلف الناتو ومنحه الشرعية بالتدخل العسكرى، أو بالصمت والسكوت، أو بسبب الخضوع والخنوع لدويلة قطر، التى لعبت حينها دورا بارزا فى التحكم بتوجيه بوصلة قرارات الجامعة حسب الاتجاه الذى يخدم أهداف نظام الحمدين، الخاصة، وصار صوتها بقوة المال مسموعا وقويا، وسيطرت على المشهد السياسى العربى برمته، موظفة الحراك الثورى الكارثى فى تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن والبحرين، لمصلحتها.
 
وفى ظل صمت وعجز جامعة الدول العربية، أمام غزو تركيا للشمال السورى، موخرا، فإن الشعوب العربية تطرح سؤالا مهما، لماذا تصمت جامعة الدول العربية أمام مخططات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الرامية لإسقاط الدول العربية فى وحل الفوضى، والترتيب لغزوها، فى إطار مشروعه الاستعمارى، إحياء الخلافة العثمانية، أو ما يسمى إعادة جغرافية تركيا القديمة، أو إرث أجداده..؟!
أردوغان، وبعد أن سيطر على الشمال السورى، ارتفع سقف طموحه السياسى، قرر أن يغزو ليبيا، وهى النقطة الجغرافية الثانية، التى ستمهد الطريق أمامه، وحسب مشروعه، لغزو مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت وتونس والجزائر، ومع كل خطوة نجاح يحققها فى غزواته، يزداد نهما وقوة.
 
لذلك، وفى ظل تحرك أردوغان الواضح لالتهام ليبيا وثرواتها ومقدراتها، يقف العرب موقف المتفرجين، دون إدراك أن دائرة اللهب مشتعلة، وإذا كانت بعيدة عن أوطانهم اليوم، فإن غدا وفقا للرياح السياسية القوية ستنتقل لتقضى على الأخضر واليابس فى كل وطن عربى، ولن يفلح حينها الشرذمة والانكفاء على الأوضاع الداخلية.
المثير للدهشة، ونظرا للضعف والتفكك العربى المخيف، فإن أردوغان يمول حملاته الاستعمارية، من خزائن أموال الشعب القطرى «العربى»، ويخطط لغزو ليبيا انطلاقا من الأراضى التونسية «العربية»، ومطاراتها وموانيها، وربما ينسق الأيام المقبلة، مع دول «عربية» أخرى، فالعرب يطعنون بعضهم البعض.
 
ويبقى فى الأخير، أن الجامعة العربية الآن، وجودها وتأثيرها على المحك، وإذا لم تتحرك وتصنع حشدا عربيا كبيرا لمواجهة أردوغان، ومنعه بكل الوسائل من احتلال ليبيا، فعليها أن تكتب وبيدها شهادة وفاتها رسميا، فبقائها سيصبح والعدم سواء..!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة