أكرم القصاص - علا الشافعي

د. إبراهيم نجم

منتدى شباب العالم.. طموحات ودلالات

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل احتفاء عالمى يعبر عن أهميته، وتحت رعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، انعقد المنتدى العالمى السنوى لشباب العالم المقام بشرم الشيخ، باعثًا برسالة سلام وتنمية من خلال الشباب الذين يمثلون ذخيرة الأمم ورجاءها فى غد مزدهر مشرق بالأمل.
 
من هنا، من أرض مصر مهد الحضارة، يأتى هذا الملتقى العالمى ليؤكد على مركزية دور الشباب فى عالم اليوم الحافل بالتحديات المعاصرة بدءًا من شكل العلاقات الاجتماعية المتجددة بين بنى الإنسان، فى ظل العالم المفتوح، وصولًا إلى التكنولوجيا ووسائل الاتصال المتقدمة التى تؤثر فى هذه العلاقات بين الناس وتتأثر بها.
 
وقد كانت البذرة الطيبة لهذا المنتدى العالمى يوم أعلن سيادة الرئيس عن بدء المؤتمرات الوطنية للشباب، كمنصة حوارية فعالة بين مؤسسات الدولة والشباب المصرى، وقد بدأها بشعار ينم عن التقدير العميق لقيمة الشباب بوصفهم العامل الأساس للابتكار المفضى إلى التقدم.
 
ولم يخيب شباب مصر ظن رئيسهم بهم، فبادروا بتقديم رؤية لجمع نخبة من شباب العالم فى مكان واحد كتعبير عن وحدة الإنسانية الجامعة، وعن الطموح المصرى العابر للحدود فى استعادة الريادة الحضارية، من خلال تعزيز الحوار المفتوح بين الثقافات المختلفة التى يمثلها شباب المنتدى العالمى، حيث يوفر المنتدى الظرف الملائم لتبادل الرؤى والتفاعل الإيجابى البناء بين نخبة من الشباب الذكى الثرى باختلاف أجناسه وتنوع أفكاره مع صناع السياسات والقادة، لمجابهة التحديات العالمية التى تواجه عالم اليوم، من منظور الشباب بالطبع، لتعود مصر على يد شبابها وبمباركة قيادتها، كما كانت فى عصور ازدهارها، مركزَ إشعاع حضارى ومحطَّ أنظار العالم ومهوى أفئدة الناس إليها.
 
وتتبدى ثمرة المنتدى يانعة تبعث على الأمل بما تطرحه جلسات النقاش وورش العمل من أسئلة مهمة وتحديات يطرحها الشباب ويقترحون الحلول لها ويصيغون القرارات المشتركة حولها، ومن أهم ما يميز أجندة منتدى الشباب العالمى لهذا العام نموذج محاكاة الاتحاد من أجل المتوسط «الجذور المشتركة»، الذى يجىء كخطوة تالية لنجاح نموذج محاكاة الاتحاد الأفريقى، حيث أتاح الفرصة لمشاركة الشباب الأفريقى بالتعبير عن أفكارهم حول مجابهة التحديات التى تواجه أفريقيا، وسبل التعاون بين شباب أفريقيا لتعزيز التنمية فى القارة السوداء. وهكذا تتسع دوائر العمل الشبابى عامًا بعد عام لتقريب وجهات النظر والاستفادة من التنوع الثقافى والجغرافى والحضارى، تحقيقًا لمبدأ الاختلاف فرصة للثراء وليس مدعاة للعداء.
 
كما تناقش ورش عمل المنتدى مستقبل مهارات الشباب فى عصر الثورة الصناعية الرابعة، وتطبيقات الذكاء الصناعى وريادة الأعمال، وأيهما الجدير بالتحكم فى الآخر الإنسان بأبعاده المختلفة نفسية وروحية وعقلية وشعورية أم الآلة ذات البعد المادى الواحد؟ ويطرح المنتدى قضية الأمن والسلم الدوليين، بصفة عامة، والأمن الغذائى فى أفريقيا بصفة خاصة، ويقدم الشباب أفكارًا حول مكافحة خطاب التطرف والكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، باعتبارها ثغرة تدلف منها الأفكار الشاذة والمدمرة إلى المجتمعات، وتحتاج إلى يقظة ووعى بما تبثه فى عقول الشباب.
 
كما تدور مناقشات حرة حول أثر التغيرات المناخية على الإنسانية، تقدم خلالها تطبيقات ورؤى شبابية تُبتكَر من خلالها الحلول العملية للحفاظ على البيئة.
 
ويتجلى البعد الإنسانى فى فعاليات المنتدى العالمى للشباب هذا العام من خلال تعبير الشباب عن تجاربهم الإنسانية التى مثلت رافدًا لهم وزادت من خبرتهم فى مناحى الحياة المختلفة، حيث تشارك مجموعة من الشباب فى منصة INSPIRE.D للحديث عن رحلاتهم من أجل مساعدة الإنسانية، وتمثل المنصة ساحة للقصص الحر والحديث عن الأحلام والإنجاز بهدف بث الأمل وروح الإنجاز والإلهام وتغيير حياة الآخرين إلى الأفضل. كما يمثل إبداع الشباب من خلال العروض الفنية المقامة على مسرح شباب العالم فى منتدى هذا العام رسالةً للتفاهم والتكامل فى إطار فنى هادف، للتعبير عن قضايا الإنسانية المعاصرة.
 
إن أهمية هذا المنتدى العالمى تتمثل فى أمرين متشابكين يترتب أحدهما على الآخر؛ أولهما: أن اجتماع شباب دول العالم وحضورهم فى مكان واحد رغم اختلاف ثقافتهم وتنوعهم الحضارى للتعبير عن طموحاتهم والتقريب بين وجهات النظر فيما بينهم، هو تمثيل لما بات يطلق عليه «عالم اليوم.. قرية صغيرة» فى اتصاله الوثيق وتأثيره المتبادل، فنستطيع أن نقول إن المنتدى العالمى لشباب العالم هو نموذج عملى لتلاقى الحضارات بشكل إيجابى فعال، ومنحة مصرية خالصة للعالم من أجل السلام والتنمية، ولعل من محاسن الترتيب أن يقام هذا المحفل السنوى فى بلد السلام شرم الشيخ، وهو ما يمنح مصر قوة ناعمة تضاف إلى تراثها التليد وتعيد إليها الريادة الحضارية كما كانت فى أزهى عصورها، وهذا هو الأمر الثانى الذى يطرحه هذا المنتدى العالمى المقام على أرض المحروسة مصر، المكان الأنسب لاحتضان هذا الزخم الحضارى، لما لها من تاريخ عريق فى قبول الآخر واحتواء اختلافه.. وكلنا ثقة أن تستعيد مصر بأيدى شبابها دورها التاريخى وتعود مركز إشعاع يشرق على العالم شمسه اليوم وغدًا كما كانت بالأمس، وهى أحق بهذه المكانة وأهل لها.
 








الموضوعات المتعلقة

الفتوى حياة

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019 10:00 ص

التجديد فى الفقه والفتوى

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019 10:00 ص

حرمة المال العام وأزمة الوعى

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة