أكرم القصاص - علا الشافعي

"ست بـ100 راجل".. "أم إبراهيم" سيدة ستينية لم تعرف للراحة طعما.. تعمل ببيع الأدوات المنزلية بشوارع بنها منذ 30 عاما.. ووقفت بجوار زوجها المريض طيلة 17 سنة..وتتحمل نفقة أسرة ابنها.. وأمنيتها الراحة فى آخر أيامها

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 04:08 ص
"ست بـ100 راجل".. "أم إبراهيم" سيدة ستينية لم تعرف للراحة طعما.. تعمل ببيع الأدوات المنزلية بشوارع بنها منذ 30 عاما.. ووقفت بجوار زوجها المريض طيلة 17 سنة..وتتحمل نفقة أسرة ابنها.. وأمنيتها الراحة فى آخر أيامها أم إبراهيم "ست بـ100 راجل
القليوبية إبراهيم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سيدات حملن أحمالا كالجبال وكانوا على قدر المسؤولية لم يتخلين أبدا عنها، وكثيرا ما يثبتن أنهن يملكن عزائم تفوق هذه الصعاب التى أصبحت كالجبال فى أثقالها، فبذلوا الجهد والعمل والعرق حتى أتموا تلك المسؤولية ولازالوا يقدمون المزيد، ولا نملك فى هذا إلى أن نقبل هذه الأيدى.

ست ب100 راجل (3)

سيدة ستينية تملأ التجاعيد وجعها من قسوة الزمان عليها، إلا أنها كانت أقسى منه وقهرته وثابرت ولازالت تثابر حتى الآن لتقديم المزيد من العطاء والإنفاق على أسرة ابنها بعد أن أصابه المرض، فهى لم تعرف للراحة عنوان على مدار 58 عاما، لم تمكث خلالها إلا أعوام معدودات فى بيت والدها، حتى تزوجت وهى فى سن صغير، وبدأت الصراع مع الحياة برفقة زوجها، إلى أن أصابه المرض ولم تتخل عنه بل وقفت إلى جواره فى رحلة علاجه طيلة 17 عاما حتى توفى منذ 3 أعوام، لتبدأ فصلا أخر من هذه الرحلة مع ابنها بعد أن أصابه المرض وأصبح ملازما للفراش ويصبح هو وزوجته وأبنائه الأربعة فى رقبتها.

أم إبراهيم محمد حسن، سيدة صاحبة 58 عاما، من قرية عرب أبو ذكرى التابعة لمدينة قويسنا بالمنوفية، تعمل ببيع الأدوات المنزلية بأحد المناطق ببنها فى القليوبية منذ 25 عاما، تراها تحمل هما يفوق حمل الجبال، ودائما ما تمتلئ أعينها بحزن دفين، وعند الحديث إليها أنها تحمل حملا يتعب منه الرجال الشداد فى تلك المحن الصعاب، واستعرض "اليوم السابع" حال هذه السيدة منذ ولادتها وحتى الآن.

ست ب100 راجل (1)

أكدت "أم إبراهيم"، إنها ولدت لأسرة بسيطة الحال بمنطقة "بالأرياف" تتبع مدينة قويسنا بالمنوفية، وزوجت فى سن صغيرة طبقا للأعراف والتقاليد التى كانت سائدة فى هذا الوقت، من شخص أيضا بسيط الحال، وبدأت معه رحلة الكفاح، موضحة "كان شعارنا فى الحياة إيد على إيد هنبنى حياتنا، وبالفعل بدانا ومشينا على كدة"، مشيرة إلى أنها رزقت بـ 4 بنات وولد، وظلت تقف بجوار زوجها ببيع بعض المواد المنزلية بشوارع بنها، حتى زوجت ابنائها جميعا.

وتابعت، أن الحياة لا تحمل السعادة الدائمة على طول الخط، فقبل زواج ابنتها الأخيرة، أصيب زوجها بمرض الكلى والبلهارسيا، وظلت طيلة 17 عاما بجواره طوال فترة علاجه، والتى انتهت بوفاته منذ ما يقرب من 3 أعوام، وأثناء فترة علاج زوجها أصيب ابنها بمرض الحصوات على الكلى ومعه من الأبناء 4، وكان يعمل بنظام اليومية، فاصبح هو وزوجته وأبنائه فى رقبتها.

ست ب100 راجل (4)

وأضافت، أنها تعمل ببيع المواد البلاستيكية المنزلية منذ ما يقرب من 30 عاما، من خلال التعامل مع أحد تجار الجملة بسحب كمية معينة من تلك المعروضات ودفع جزء من الحساب وبعد بيع هذه المنتجات تقوم بتسديد ما عليها وسحب كمية جديدة ودفع جزء من الحساب وهكذا على الدوام، واستخراج قوت يومها من عرق جبينها، وتدبير مصروفات منزل نجلها والحصول على الأدوية الخاصة بها، حتى يقف مرة أخرى بين أبناءه.

وأوضحت، أنها فجعت منذ ما يقرب من أسبوعين بوفاة إحدى بناتها، تاركة ابن وابنه، وهو ما ترك هذا الحزن الدفين بداخلها، مطالبة وزيرة الصحة والتضامن الاجتماعى ومحافظ المنوفية بتدبير مصروفات علاج نجلها، والمساعدة فى المصروفات لأسرة نجلها، "نفسى أرتاح فى آخر أيامى بس طبعا دا مش هينفع غير لما ابنى يتعالج ويرجع تانى يقف على رجله وسط أبنائه، وكمان نفسى أشوف قبر النبى والكعبة".

 
ست ب100 راجل (5)








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة