محمود عبدالراضى

زوجتى "بنت كارى" وأنا ابن مهنتها

الجمعة، 22 نوفمبر 2019 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثيرون يسألونى عن زواج أبناء المهنة الواحدة، هل هو تقارب وتكامل أم اختلاف وتناحر، باعتبارى إحدى حالات الزواج من أبناء المهنة الواحدة.

وبطبيعة الحال، تكون إجابتى دبلوماسية لحد ما، لا سيما حال وجود زوجتى العزيزة "هند عادل" برفقتى، لكن فى حقيقة الأمر، لكل شىء إيجابياته وسلبياته، وزواج المهنة الواحدة يحمل كثيراً من المفارقات والتصورات العديدة بعضها طريف ومضحك، وبعضها يحمل ملامح الجدية والغيرة.

أتحدث أولاً عن سلبيات زواج أبناء المهنة الواحدة، ليكون الختام مسك بالإيجابيات، حتى نشجع غيرنا فى النهاية.

وتكمن سلبيات زواج أبناء المهنة الواحدة، فى أن معظم حديث الزوجين يكون عن "الشغل" حيث يحجز مساحات كبيرة من الحديث بين الزوجين، خاصة أنه بمثابة القاسم المشترك بينهما، وتلقائياً يجد الزوجان أنفسهما يتحدثان باستفاضة عن الشغل، فضلاً عن أن المتزوج من زميلته لا يعرف المراوغة، بمعنى أنك "مش هتعرف تزوغ، يعنى لا هتعرف تقول عندى اجتماع، ولا فى سفارية تبع الشغل، إنسى دا خالص.. هى عارفة كل حاجة"، كما أنه يضعك طوال مدة العمل اليومية تحت المجهر، فأنت مراقب على طول الخط.

أما عن الإيجابيات فالحقيقة كثيرة ومتعددة، لعل أبرزها أن يكون الاثنين مطمئنين بوجودهما معاً فى مكان واحد، فضلاً عن أنه يخلق نوعا من التقارب بين الطرفين فى الأفكار، ويتيح لهما مساحة أكبر للحوار الفكرى وتبادل المعلومات، ويجعلهما يخططان للمستقبل، ويجعل كل منهما حريص على مراعاة شعور الآخر، وحريص ألا يصدر منه تصرفا يجرحه أو يسىء إليه، فضلاً عن أنه يزيد من نقاط التوافق بينهما، ويتفهم كل طرف ظروف عمل الآخر.

الأهم من هذا كله، أنك لو متزوج من بنت مهنتك أو العكس، "تلاقى حد يشيلك فى الشغل، أو يشتغل بدلاً منك أحياناً"، ويقدر ظروفك، ويفهم طبيعة عملك ويخلق لك المناخ الطيب لذلك.

وإذا كنا بصدد الحديث عن زواج أبناء المهنة الواحدة، فلا يمكن أن نتغافل مؤسسة "اليوم السابع"، فهى نموذج فريد فى هذا الأمر، حيث حققت أعلى نسب زواج بين أبناء المهنة الواحدة على مدار عدة سنوات، وكان اليوم السابع بمثابة القاسم المشترك بين العروسين، حيث تجمعت القلوب من خلاله واتفق العروسان على الزواج بين جدرانه، فتصاهروا بالرغم من اختلاف بلادهم وعاداتهم وتقاليدهم، إلا أن "اليوم السابع" كان كلمة السر فى جميع هذه الأفراح، ولم يغب "لوجو" الجريدة عن المشهد السعيد واكتسى موقعه بصور العروسين، وارتسمت الفرحة على وجوه الزملاء.

العديد من الوجوه الشابة جمعها "اليوم السابع" من خلال مكان واحد، وغرس فيهم شجرة الحب فأثمر عن مصاهرات جليلة، ومع دوران "ماكينات" الطباعة للأعداد الأسبوعية للجريدة كانت تدور معها ماكينات الأفراح معلنة عن انضمام عروسين جديدين إلى قافلة "زواج الزملاء"، الذين عزفوا عن الزواج من أقاربهم وأصروا على الارتباط بزميلاتهم من داخل هذه المؤسسة، تأكيدا أنه بمثابة البيت الكبير يجتمعون فيه ويعملون به ويتزوجون من خلاله، يلتقون فيه ساعات طويلة لا يقضون مثلها فى منازلهم يجمعهم العمل وتفرقهم ابتسامة السلام، ومع صدور الأعداد اليومية عقب ذلك زادت حالات الزواج بين الزملاء، ومع مرور السنوات ظهر الأطفال وكبروا وأصبحوا يتحركون داخل صالة التحرير بين والديهم عند زيارة الأبناء للجريدة أحياناً.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة