أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب

فضيحة تحت المطر

الأحد، 27 أكتوبر 2019 01:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وفقا لتأكيدات خبراء المناخ أن الكوارث المناخية أو ما يُسمى بـ"غضب الطبيعة" التى تضرب مناطق مختلفة من العالم من وقت لأخر، سوف تكون أكثر شيوعًا فى المستقبل، وأن من الصعب التنبؤ بحجم تلك الكوارث التى قد تحدث مستقبلاً، ولكن الشىء المؤسف، أن هناك من يستغل تلك التغيرات المناخية مطية لأهدافه الخبيثة والمسمومة غير عابئين بمدى القلق والتوتر الذى ينتاب الناس من مثل هذه الظواهر المناخية المفاجئة.
 
فها هى أبواق التنظيمات الإرهابية ترتكب فضيحة جديدة تضاف إلى سجلات فضائحها السابقة، بعد أن قامت بتكثيف تركيزها على واقعة الأمطار التى شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، والعمل على التهويل وخلق حالة من الذعر لدى المواطينن من خلال نشر صور وفيديوهات قديمة عن ظاهرة السيول والزعم بأنها جديدة، بالإضافة إلى بث إشاعات حول شدة الزحام بسبب تلك الأمطار، وكذلك التضخيم فى عدد الضحايا، وذكر تقارير دولية مشبوهة عن الظاهرة، فى حين أن تلك المنابر التحريضية تجاهلت تماما السيول التى ضربت مدينة إسطنبول التركية خلال الأسابيع الماضية، وأحدثت حالة من الشلل التام فى المدينة، بعد أن ضربتها عاصفة قوية محملة بالأمطار، وهذا ما يعكس ازدواجية تلك التنظيمات ويؤكد حقدها الدفين ضد الدولة المصرية.
 
ولم تكتفى منابر الشر باستغلال الظاهرة المناخية، بل قامت بتدشين عدة حملات مجهولة على السوشيال ميديا، من أجل  الترويج لإعصار ميديكين على شواطئ الإسكندرية والدلتا، ونشر الأكاذيب بأن هناك كارثة بيئة ستتعرض لها سواحل مصر الشمالية، متجاهلين تأكيدات خبراء الأرصاد بأن الأعاصير لا تحدث إلا فى البحار المفتوحة مثل المحيطات، ولا تضرب البحار المغلقة مثل البحر المتوسط أو البحر الأحمر، وأن ما تتعرض به مصر حاليا هو منخفض جوى يختلف تماما عن الإعصار، لأنه ببساطة مجموعة من السحب تتجمع وتتكاثر وتتسبب فى هطول الأمطار بشكل متقطع كلما تجمعت بكثافة، وهذا إن دل فإنه يدل على أن تلك القوى لا تترك واردة ولا شاردة إلا وتبث سمومها من أجل ضرب الدولة متوهمين تحقيق أغراضهم الخبيثة مرة ثانية.
 
ورغم ذلك، سيظل المطر من أهم النعم التى أنعم بها الخالق سبحانه تعالى على الإنسانية، لأنه هو من يهب الحياة للأرض وما عليها، وقد قال عنه عز وجل، "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِى الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِى الْأَلْبَابِ﴾، وهنا يكون للمطر النازل من السماء وظيفتنان، أولهما، العقاب إن كان كثيراً وغزيراً أكثر من المستويات الطبيعية، وثانيها: مُحيى للزرع والضرع إن كان معتدلا.
 
وفى النهاية نقول، إن الدعاء هو لب العبادة وأساسها، وإليه يلجأ المسلم فى وقت الشدة، ويذكره أيضا فى وقت الرخاء، ولهذا قال سبحانه وتعالى "وقال ربكم أدعونى أستجب لكم)، وقال عز وجل: (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى" ، وقد ثبت بالدليل الشرعى عن قول النبى الكريم عندما ينزل المطر "اللهم صيباً نافعاً، اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ‏وأعوذ‎ ‎بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به".
 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة