عماد على قائد مراجعات الإخوان لـ"اليوم السابع" فى أول حوار بعد خروجه من السجن .. لا جدوى من إصلاح الجماعة وفكر حسن البنا أساس كل تنظيمات الإرهاب.. اعتصام رابعة كان مسلحاً.. التنظيم أمر بحرق الأقسام بعد عزل مرسى

الأحد، 20 يناير 2019 11:30 ص
عماد على قائد مراجعات الإخوان لـ"اليوم السابع" فى أول حوار بعد خروجه من السجن .. لا جدوى من إصلاح الجماعة وفكر حسن البنا أساس كل تنظيمات الإرهاب.. اعتصام رابعة كان مسلحاً.. التنظيم أمر بحرق الأقسام بعد عزل مرسى عماد على الاخوانى المنشق
حوار - كامل كامل تصوير - عمرو مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 - قبل 30 يونيو الجماعة أرهبت الأقباط لمنعهم من الخروج فى المظاهرات.. وكنا نتصور أن قيادات الجماعة تمتلك قدرات خارقة تنظيمياً وفكرياً وإدارياً واكتشفنا داخل السجون أنهم لا يمتلكون أى إمكانيات
 

- الجماعة دعت علينا فى خطب الجمعة والصلوات واعتدوا علينا بالأيدى بعد إعلان المراجعات

- «الإخوان» كانت تمهد للسيطرة على الحكم إلى ما لا نهاية ووضعت خطة لـ«أخونة» الدولة 

- قيادات الإخوان استدعت عناصر التنظيم لفض اعتصام الاتحادية ومحمد مرسى تعامل مع الدولة كأنها جماعة

حوار عماد على (5)
 
فى 10 يوليو 2017 حصلت «اليوم السابع» على وثيقة مكتوبة بخط اليد، من قبل عدد كبير من إخوان الفيوم وبنى سويف، الموجودين داخل السجون، أعلنوا انفصالهم عن التنظيم بشكل نهائى، بعدما أجروا مراجعات فكرية وتبين لهم خطأ مواقفهم.
 
وأثارت الوثيقة التى انفردت «اليوم السابع» بنشرها ضجة كبيرة سواء على المستوى الإعلامى أو على مستوى تنظيم الإخوان، فالوثيقة أول مستند يعلن من خلاله مجموعة شباب الإخوان الانشقاق عن التنظيم، ليس هذا فحسب بل إجراء مراجعات فكرية والاعتراف بأن «الإخوان» كانت جزءا أصيلا من صناعة الأزمة التى مرت بها مصر.
 
وخرج عماد على عبدالحافظ، أحد شباب الإخوان الذين قادوا هذه المراجعات داخل السجون بحكم قضائى، لتلتقى به «اليوم السابع» وتجرى معه أول حوار صحفى، يكشف خلاله كيف بدأوا هذه المراجعات وهل هذه المراجعات تشبه مراجعات الجماعة الإسلامية التى تمت فى نهاية التسعينيات، وإلى أين وصل قطار المراجعات، وغيرها من الأسئلة التى كشف فيها مخططات الجماعة الإرهابية للسيطرة على حكم مصر إلى ما لا نهاية.. وفيما يلى نص الحوار..
حوار عماد على (2)

فى البداية ما هى حكايتك مع تنظيم الإخوان وكيف دخلت الجماعة؟

- عندما كنت فى الجامعة عام 2002 عرفت الإخوان، وطريقتهم قبل 25 يناير كان تختلف تماما عما بعدها، فقبل اندلاع الثورة كانت الجماعة محظورة وتسعى للانتشار من خلال الجمعيات الخيرية وداخل المؤسسات التعليمية ومراكز الشباب، وكانت تنظم أنشطة رياضية وتثقيفية وتعليمية وخيرية، وذلك بهدف نشر قيم الإخوان ومبادئهم واستقطاب الشباب الذين يتجاوبون مع أنشطة الجماعة، وأنا كنت أحد الذين تم استقطابهم من خلال هذه الأنشطة، حيث تعرفت فى البداية على مجموعة من الأفراد لم أكن أعرف أنهم إخوان، ثم تدريجيا بدأت أشترك فى أنشطتهم حتى مر ما يقرب من عام، وبعد ذلك تكتشف أنك من عناصر الإخوان، ليس بشكل رسمى، ولكن عضو فى مرحلة تمهيدية، ثم بعد ذلك تم تصعيدى لمستوى تربوى أعلى حتى أصبحت عضوا فى الجماعة، واستمررت فى الجماعة حتى عام 2017.

ما التوجيهات التى كانت تأتى لكم من القيادات كقواعد للإخوان، بعدما تولى محمد مرسى رئاسة مصر 2012؟

- بدأت فكرة التوغل فى المجتمع بشكل أكبر وعلنى، خاصة أن جميع القيود التى كانت على الجماعة تلاشت، وبدأت تتصدر العمل العام بعدما كانوا يخفون انتماءهم للجماعة، وبالنسبة لمصطلح أخونة الدولة، أنا فاكر، أن قيادات الإخوان أرسلت استبيانا إلى قيادات الجماعة بالمحافظات حول كيفية اختيار الاشخاص الذين يتولون الوظائف القيادية والمحلية فى الدولة على مستوى المحافظات، واستقر الرأى على أن يكون الشخص منتميا للإخوان أولا ثم الأفراد الموالين للإخوان وغير معادين للجماعة، وكانت هذه الخطة لـ«أخونة الدولة»، فبمجرد عزل وكيل وزارة أو أى منصب فى الدولة توفر البديل الإخوانى أو الموالى للجماعة.

 

حوار عماد على (1)

كلامك يؤكد أن جماعة الإخوان كانت تمهد للحكم لمدة 500 سنة لولا اندلاع ثورة 30 يونيو؟

- عندما تنظر للأفكار التى تحكم الجماعة وفلسفة الإخوان لحكم الدولة، ستفهم وقتها كم سنة تريد الجماعة السيطرة على الحكم، فالفكرة ليست صراعا على السلطة والوصول للحكم، بل إن الفكرة لدى الإخوان وجميع التيارات الإسلامية تريد الوصول للحكم من أجل تطبيق الإسلام من منظورهم، فالإخوان والتيارات الإسلامية ترى أن الإسلام دين شامل، ومن أجل تطبيق هذا الدين لابد أن تكون هناك حكومة تطبق هذا الدين الذى لا تطبقه الحكومات الموجودة وفقا لرؤية الإخوان والإسلاميين عامة، فالإخوان يعتبرون أنفسهم أجدر ناس بتطبيق الشريعة وتطبيق الدين من خلال وجودهم فى السلطة والقيادة، وأنهم أكثر ناس فهما للدين والشريعة الإسلامية.
 
والجماعة تعتبر أن الإسلام غير مطبق، وأنها أصلح جماعة لتطبيق الحكم الإسلامى، وأنها هى الدين الإسلامى، فالجماعة إذا تمكنت وسيطرت فى الحكم ستظل فيه إلى ما لا نهاية.
حوار عماد على (3)

هل رصدت أى سلبيات على الجماعة خلال عام 2012؟

- نعم رصدت سلبيات، وكانت هناك قرارات من الجماعة ضد المنطق، من بينها قرار الجماعة بفض الاعتصام الذى كان فى محيط الاتحادية، فعندما دُعينا من قبل قيادات الجماعة للتواجد فى محيط الاتحادية تساءلت وقتها لماذا نذهب إلى هناك، ولماذا يدعونا محمد مرسى لفض الاعتصام ويتعامل على أنه رئيس للجماعة ليس رئيس لدولة، ومن المفترض أن يستدعى أجهزة الدولة وليس الجماعة؟ والجماعة كانت تتعامل بمبدأ عدم ترك الميادين حتى لا يظهر أننا انهزمنا، فحمد مرسى كان يدير الدولة كأنها جماعة.

 

حوار عماد على (4)

بعد ثورة 30 يونيو، تم إحراق كنائس وأقسام الشرطة، فهل كانت تأتيكم التوجيهات بصورة واضحة من قيادات التنظيم بقيام هذه الأعمال؟

- قبل 30 يونيو كان هناك ترقب من الجماعة للمظاهرات والاستعداد لها من بداية شهر يونيو 2012، وكانت هناك توجيهات بحماية مقرات الجماعة، من خلال دوريات على مدار 24 ساعة للتواجد فى المقرات.

وهل كانت هذه الدوريات مسلحة؟

- كنت أرى بعينى اشتباكات وأسمع تبادل إطلاق النار بين الإخوان والمتظاهرين، فالتسليح كان موجودا، وكانت استراتيجية الجماعة فى هذا الوقت ترهيبا، وأصدرت رسائل ترهيب بطريقة غير مباشرة للأقباط عبر وسطاء لمنعهم من الخروج ضد محمد مرسى.

لم تحدثنى عن حرق الكنائس والأقسام، هل جاءت لكم تعليمات بذلك؟

- لا يتحرك فى الإخوان أحد من نفسه، فالشخص داخل الإخوان شخصيته «ملغية»، ومن أدبيات الجماعة السمع والطاعة والثقة فى القيادات، فهذه الأمور حصلت بتوجيهات، والتنظيم فى ذلك الوقت كان مرتبكا بشكل كبير، ولو نظرت للأفكار المؤسسة للجماعة ستجد فكرة العنف وكيفية استخدام العنف كوسيلة للتغيير.

 

حوار عماد على (6)

أنتم كأفراد جماعة، هل كانت لديكم قناعة بأن 30 يونيو ضد الإسلام؟

- طبعا، فالموضوع ببساطة كنا كجماعة ننظر للأمر على أننا نريد تطبيق الشريعة، فكل من يهاجمنا يعترض على تطبيق الشريعة.

وهل الإخوان طبقت الشريعة؟

- الإخوان لا تعرف أى شريعة تريد تطبيقها، وأحكى لك عن موقف حدث معى، مرة كنت أنا وزميل لى نسير فى التحرير فى مليونية «الشرعية والشريعة» وكانت الهتافات تطالب بتطبيق الشريعة، فسألت زميلى ما هى الشريعة التى نريد تطبيقها، وما هو برنامج الجماعة لتطبيق الإسلام؟ فبرنامج حزب الحرية والعدالة ستجد موضوع الشريعة فيه عبارة عن شعارات وعموميات، وعندما كان يرسل حسن البنا رسائل للحكومات المتعاقبة وكان يطالبهم بتطبيق الشريعة كان مضمون كلامه منع الفساد الظاهر ومنع الدعارة والخمور.

 

حوار عماد على (7)

ننتقل للحديث عن مرحلة دخولك السجن، ما المدة التى قضيتها.. وكيف جاء قرار إجراء مراجعات وإعلان الانشقاق عن الجماعة بشكل نهائى؟

- 16 شهرا بالضبط، بتهمة الانضمام لجماعة محظورة والاعتداء على مؤسسات الدولة، وسأحكى لك عن فترة السجن والمراجعات من خلال شكل الإخوان داخل السجن، فكانت العنابر عبارة عن إخوان وجماعة إسلامية وداعش وأفراد غير تنظيمية، وكانت الإخوان مسيطرة على المساجين، وكان لنا هيكل إدارى للجماعة داخل السجن شبيه بنفس الهيكل خارج السجن، وأنا كنت فى سجن الفيوم العمومى، وكان معنا مساجين من بنى سويف، وكان فى خلاف بيننا ولم يستطع إخوان محافظتى الفيوم وبنى سويف التوحد داخل قيادة واحدة داخل السجن، وهذا أمر مضحك، فكيف لجماعة تريد حكم العالم لا تستطيع أن تكون تحت قيادة واحدة فى محافظتين فقط، ولذلك تم عمل هيكل إدارى لكل محافظة داخل السجن، الأمر الذى جعلنى أقتنع أن أهداف الجماعة الرئيسية غير واقعية.

كيف كان تعامل القيادات معكم داخل السجن؟

- قيادات الجماعة كان يبذلون مجهودا كبيرا للسيطرة على القواعد، وأنا سميت ذلك وسيلة «الإلهاء والتخدير» فى الكتاب الذى بصدد خروجه للنور، والإلهاء محاولة لإشغال وقت الأفراد طوال الوقت حتى لا يفيقون مما هم فيه ولا يتكلمون فى السياسية لدرجة أننا اعتبرنا أن الجماعة فصلت الدين عن السياسية داخل السجن، وسياسة «التخدير» تعنى إشغال فكر الفرد داخل السجن بعمل خطب عن الصراع بين الحق والباطل، وأن الحق ممثل فى الجماعة، وأن الجماعة سنتنصر قريبا، وكانت قيادات الجماعة تحاول تبرير ما حدث لنا بأننا فى طريق الابتلاء وهو طريق الأنبياء والرسل، وأذكر لك فى موضوع التخدير أن أحد المساجين معنا كان يحضر جلسات فى محاكمة مع المرشد، كان كل مرة يذهب فيها إلى المحكمة ويرى المرشد يأتى لنا بما يصفه بشائر النصر ورسالة من المرشد محمد بديع، ويجود ويظل يحكى مواقف ويعتبرها بشائر مثلما كان يقول إن «مرسى» يؤذن الفجر داخل السجن، وإن بديع ارتدى البدلة الحمراء والزرقاء والبيضاء، وهذه علامات نصر، فكان الموضوع فيه استهتار بالعقول، وفكرة الرؤية والأحلام أسلوب متبع لتخديرنا.
حوار عماد على (8)

حتى الآن لم تحك لنا كيف جاء قرار المراجعات والانشقاق عن الجماعة؟

- كانت قيادات الجماعة ترفض تماما الحديث عن وجود انقسام بالجماعة لجبهتين، حتى قام أحد الأشخاص معنا فى السجن بعمل ملف كامل عن أزمة الإخوان، ووقتها قيادات الجماعة كانت فى حرج شديد، وكان من ضمن الأنشطة التى نقوم بها داخل السجن، نشاط اسمه المشهد السياسى كان هناك سجين يقدمها بشكل تحليل للمشهد، وآخر كان يتبع سياسة أن النصر قادم للإخوان لدرجة أن هناك أفرادا فى السجن يلملمون أشياءهم ويتوهمون الخروج من داخل السجن، وأن مصر تشهد ثورة، والإخوان ستعود للحكم ثانية، وخلال نشاط المشهد السياسى تناول أحد الشخصيات أزمة الإخوان الداخلية، الأمر الذى أدى إلى تصادم بين أفراد الجماعة داخل السجن، ومن هنا بدأنا عمل مراجعات، ورفضنا الاستبداد والأفكار الغريبة، وحصلت مشادات عنيفة، وانقسام بين مؤيد لعملية المراجعات والاستمرار فى الجماعة، وتم منعنا من الكلام، وهناك أفراد من الجماعة تأثروا بفكر داعش من أجل التغيير.
حوار عماد على (10)

كيف رأيتم قيادات الجماعة داخل السجن؟

- حدث احتكاك بشكل كبير بيننا وبين قيادات الجماعة داخل السجن، ففى الأول كانت الصورة الذهنية لدى أفراد الإخوان عن قياداتهم بأنهم يمتلكون قدرات خارقة فكريا وتنظيميا وإداريا، لكننا اكتشفنا أنهم شخصيات سطحية جدا ومحدودو الثقافة بل معدومو الثقافة، فقيادات الجماعة لم نجدهم يقرأون فى أى كتب فكرية، بل كانت كل قراءاتهم فى الكتب الخاصة بالإخوان والكتب الشرعية، مثلهم مثل أعضاء الجماعة، ويعيشون داخل إطار فكرى معين، ومشغولون طوال الوقت بالقراءة فى كتب ابن تيمية والقرضاوى، وغير قابلين للقراءة فى غير ذلك، وجماعة الإخوان لديها ظن أن أى منتج بشرى غير إسلامى أو القاعدة الفكرية الإسلامية غير مقبولة، فكل هذه العوامل كانت أيضا سببا فى خروجنا من الجماعة.

هل حدث تغير فى التعامل معكم بعد انشقاقكم عن الجماعة؟

- حدث أمور لا أخلاقية، فبعدما كان الأفراد يتعاملون معنا على أننا بيننا أخوة إسلامية وصداقة لها عمق دينى، فكل هذه القيم تغيرت، واكتشفنا أن هذه القيم داخل التنظيم فقط، وبمجرد أن يخرج الشخص من التنظيم أو تحدث حالة من الخلاف فى وجهات النظر الخاصة تحدث عداوة تبرر أى تصرف ورد فعل غير أخلاقى، مثل التشويه والاعتداء باللسان والأيدى وتلفيق أى اتهامات، وكانوا يدعون علينا فى خطب الجمعة والصلوات.

وماذا فعلتم بعدما أعلنت إجراء مراجعات فكرية؟

- بدأنا عمل أنشطة بعيدة عن الإخوان داخل السجن، وانتقلنا لمرحلة انتقاد الجماعة بشكل علنى، ثم بدأ الموضوع ينتقل إلى الإعلام، وصحيفة «اليوم السابع» نشرت وثيقة إعلان إجراء مراجعات داخل السجن، وبدأ الموضوع ينتقل إلى سجون أخرى، وهنا شعرت قيادات الجماعة بخطورة الأمر، والاعتداء علينا بدأ يزيد، ووتيرة العنف ضدنا كانت تتصاعد بشكل سريع، وبدأ تهديد البعض بقطع المساعدات المالية، وبدأت الجماعة فى السجون تلف علينا لتحذيرنا.

ما هى خلاصة المراجعات التى توصلتم إليها؟

- هناك محوران فى هذا الأمر، الأول هو تقييمنا لتجربة الجماعة، ولماذا فشل الإخوان؟.. بدأنا نحلل مواقف الجماعة ونقيمها، وتأكدنا أنها أخطأت فى مواقف، أما المحور الثانى فهو البحث فى المنطلقات الفكرية للجماعة، فوجدنا أن أفكار الجماعة يمكن تلخيصها فى 4 محاور، الأول التكوين النفسى لأعضاء الجماعة، وجدنا أنها تسهم فى أن أفراد الإخوان يكون لديهم تضخم فى الذات، وأنهم يمثلون الإسلام ويعتبرون الجماعة أنها الدين ويقدسون القيادات، ومتربون على فكرة السمع والطاعة وعدم التفكير، والمحور الثانى أهداف الجماعة التى تتلخص فى الخلافة وأستاذية العالم، وهذا الأمر يعتبر مشروعا صداميا، والثالث هو منهجية التغيير عند الإخوان، والمحور الأخير هو شكل التنظيم وهو التنظيم الشمولى غير المتخصص فى أى حاجة ويعمل فى كل حاجة، وهنا بدأنا نتأكد أن محاولات الإصلاح مع الإخوان لن تصلح ولن تنفع معها.
 
وهناك بعض الأشياء يمكن إصلاحها، ولكن لو العيب فى الفكرة الرئيسية أو البذرة القائمة فلن ينفع الإصلاح، فاحنا وصلنا لأن فكرة الإخوان كجماعة تحمل من العيوب الذاتية ما تؤهلها للدخول فى صدامات مع المجتمع والدولة، والذى حصل مع الإخوان طوال تاريخها طبيعى جدا وفقا لأفكار حسن البنا الخاطئة، فالجماعة قائمة على مشروع صدامى، هى وكل الجماعات الإسلامية ولن ينفع معها إصلاح، وبالتالى خروجنا من الجماعة طبيعى جدا.

هل المراجعات حصلت فى سجون غير الفيوم العمومى؟

- عرفنا فيما بعد أن هناك أفرادا فى سجون أخرى بدأت تسمع عن المراجعات، وتواصلت معنا عن طريق أهاليهم، وأعلنوا استعدادهم للسير على نفس الطريق،، فقطار المراجعات طاف سجونا كثيرة.

حوار عماد على (9)


ذكرت فى كلامك معى، أن قيادات الجماعة كانت تهدد البعض بقطع المساعدات المالية، فعن أى مساعدات تتحدث وماذا تعرف عن الملف المالى للإخوان؟

- الإخوان لديهم بند أساسى اسمه التبرعات، ولكن أظن أن هذا البند لا يغطى كل هذه التكاليف، وهناك أثرياء منتمون للجماعة يتبرعون للتنظيم بشكل كبير، بالإضافة إلى أن الإخوان لديهم استثمارات، والملف المالى للإخوان فيه خبايا لم أصل إليها، ويدار على نطاق ضيق جدا داخل التنظيم، وكان يأتى لنا فى السجن موائد طعام فاخرة جدا، بالإضافة إلى شهرية تأتى بشكل ثابت لأهالى المساجين المنتمين للإخوان، وتختلف وفقا لمكانة العضو فى الجماعة وحالة عائلته المالية، وكانت تتراوح هذه المبالغ بين 500 جنيه و2000.

هل هناك عناصر إخوانية انضمت لتنظيم داعش الإرهابى؟

- أعرف حالات من الإخوان انضمت فكريا وتنظيميا لداعش، وهناك عناصر كثيرة جدا من الإخوان معجبة بنموذج داعش الإرهابى.

وهل الفكر الداعشى يختلف عن فكر الإخوان؟

- لا طعبا، فالعنف لديه جذور عند الإخوان، والفكر الداعشى أصله من الإخوان، فحسن البنا أسس لفكرة القوة والعنف من أجل التغيير إذا لم تكن هناك وسيلة غير العنف، والإخوان لديهم وسيلة الجهاد من أجل نشر الدعوة وهى نفس أفكار تنظيم القاعدة وجميع التيارات المسلحة، فالمادة الخام لدى كل الجماعات وعلى رأسهم الإخوان واحدة، ولكنها تختلف فى الحدة فقط، ولذلك تجد سهولة الانتقال من الإخوان لداعش، وأنا أرى أن أفكار حسن البنا هى المادة الخام التى انطلقت منها التيارات الإسلامية والتطرف، وأفكار الإخوان قابلة فى ظروف معينة أن تتحول إلى داعشية.
 
هل شاركت فى اعتصام رابعة؟

- نعم، وكان هناك تكليف من قبل الجماعة بمشاركتنا فى الاعتصام.


هل كان الاعتصام مسلحا؟

- كان أحد الإخوان من الذين كانت لديهم معلومات قال لى إن فى بداية الاعتصام كان فى سلاح، ولكنه تم نقله من الاعتصام فى وقت معين، من أجل تعاطف القوى الدولية معهم.

من وجهة نظرك متى ستنتهى الإخوان؟

- الإخوان انتهت، لأنها فقدت قدرتها على الإقناع والجذب، وذلك عكس الأول تماما، والجماعة أصيبت بالشيخوخة، والأزمة فى أفكار حسن البنا.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة