الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تصعد عمليات الزج بالأطفال فى القتال

السبت، 12 يناير 2019 03:40 م
الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تصعد عمليات الزج بالأطفال فى القتال الحرب فى اليمن - أرشيفية
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت مصادر حقوقية يمنية فى صنعاء عن وثيقة تضم أسماء 50 قتيلا من مدرسة واحدة فى مديرية بنى حشيش الواقعة فى الضواحى الشرقية لصنعاء، بحسب العربية.

 

كما وثقت المصادر اليمنية، قيام الجماعة الحوثية باستقطاب العشرات من الأطفال من نزلاء مدرسة الأيتام فى صنعاء، والذين عاد أغلبهم جثثا هامدة من جبهات القتال فى مديرية"نهم" خلال العامين الماضيين.

 

ويقدر الكثير من المراقبين أن الجماعة الحوثية حرصت خلال العامين الأخيرين على انهيار النظام التعليمى فى مناطق سيطرتها بسبب عدم دفع رواتب المعلمين من أجل دفع الأطفال لترك المدارس وتسهيل عملية استقطابهم للقتال.

 

ويؤكد حقوقيون وناشطون فى صنعاء، أن الجماعة الحوثية لم تتوقف للحظة واحدة منذ نشأتها عن عملية استقطاب الأطفال وتجنيدهم، بطرق شتى وأساليب متعددة، لكنها فى العامين الأخيرين صعدت من أساليبها فى الاستقطاب والتجنيد، فى المدارس والمساجد والأسواق والأحياء الفقيرة، والأندية الرياضية.

 

ومع النقص الحاد فى عناصر الجماعة فى جبهات القتال، كان مسئولو الجماعة فى صنعاء أطلقوا معمميهم الطائفيين إلى المدارس وتحويل طابور الصباح والإذاعات المدرسية إلى وسيلة من وسائل التعبئة والاستقطاب، فضلا عن توجيه الأنشطة المدرسية لما يخدم عمليات الاستقطاب والتجنيد.

 

وسبق أن اقترح القيادى فى الجماعة ووزيرها للشباب والرياضة حسن زيد، قبل عامين إغلاق المدارس ودفع الطلبة إلى جبهات القتال، فى الوقت الذى أكد ناشطون يمنيون أن اثنين من أولاد زيد يدرسون خارج البلاد فى أحسن الجامعات العالمية.

 

ويؤكد ناشطون يمنيون أن الجماعة الحوثية، سخرت كميات كبيرة من المساعدات الغذائية الدولية من أجل استقطاب الأطفال المجندين بخاصة فى مناطق الحديدة وحجة والمحويت وإب، عبر إغراء الأسر الفقيرة بسلال الطعام مقابل الموافقة على إرسال أحد أبناء الأسرة إلى الجبهات.

 

ويؤكد سكان محليون فى العاصمة صنعاء، أن مليشيات الحوثيين مستمرة فى استقطاب الأطفال تحت سن 18 وإدخالهم دورات طائفية تقيمها فى عدد من مساجد العاصمة.

 

وأضافت المصادر أن المليشيات خصصت بدرومات المساجد لمبيت الأطفال والشباب الملتحقين فى صفوفها ولإقامة دوراتها الطائفية وتدريس ملازم مؤسسها حسين الحوثى ودروس شقيقه عبدالملك الحوثي.

 

وكثير من الضحايا يروون قصص معاناتهم خلال فترات تجنيدهم بصفوف الحوثى، من تلك القثث " عمر" فى الصف الخامس الابتدائى ترصده فخ الميليشيات الحوثية فى أحد أحياء صنعاء، ليصنع منه مقاتلا طفلا يردد دونما وعى صرخة الجماعة الإيرانية التى تشبع بها خلال 40 يوما فى أحد المراكز الطائفية الحوثية.

 

ينتمى الصغير عمر إلى مديرية"ماوية" التابعة إداريا لمحافظة تعز، ويعيش مع أبويه فى صنعاء منذ ولادته وفقا لرواية أقاربه والمحيطين به.

 

 لم يكمل عمر الذى أصبح لقبه "أبو الكرار" 12 من عمره بعد، ومع ذلك زجت به الجماعة الحوثية إلى الخطوط الأمامية للقتال فى جبهة"نهم" ليعود فى ديسمبر(كانون الأول) الماضى أشلاء مصحوبة بموكب احتفالى مغطى بالألوان الخضر، كما هو دأب الجماعة فى الاحتفال بقتلاها وإرغام ذويهم على عدم الحزن.

 

يقول(ن.و) وهو من جيران والده فى حي"سعوان" شرقى العاصمة صنعاء، كان عمر طفلا مؤدبا وذكيا، ذهب يوما إلى أحد المساجد القريبة الخاضعة للحوثيين لكنه لم يعد، فقد أسرته الأمل فى عودته إلا أنه عاد بعد 40 يوما وقد أصبح لقبه أبو الكرار، ومعه حزمة من أوراق الجماعة الحوثية وملازمها.

 

ولا تجد الجماعة الحوثية أى غضاضة فى المفاخرة والتباهى بتسليح الأطفال والاستعراض بهم، كما تفعل عادة فى مهرجاناتها الاستعراضية المسلحة التى تنقل وقائعها وسائلها الإعلامية.

 

 

b82e74f9-00a0-4f8f-9c92-a4c2052657e1
 

وفى الوقت الذى أكدت تقارير أممية سابقة أن نحو ثلث مقاتلى الجماعة الحوثية هم القصر والأطفال، وأكد وزير حقوق الإنسان فى الحكومة اليمنية محمد عسكر أن الجماعة جندت بين 23-25 ألف طفل خلال الأعوام الأربعة الماضية، فيما كانت منظمة يمنية معنية بالدفاع عن حقوق الأطفال(سياج) ذكرت فى تقارير سابقة لها أن الأطفال والقصر شكلوا نحو 50% من مقاتلى الحوثيين خلال حروبهم منذ 2004.

 

ويقدر خبراء فى علم نفس الطفل أن طبيعة المجتمع اليمنى المحتفية بالسلاح والممجدة للرجولة المبكرة، إضافة إلى عوامل مثل اتساع رقعة الأمية والفقر، كلها ساعدت الجماعة على استقطاب آلاف الصغار إلى صفوفها بعد إخضاعهم لعمليات تثقيف طائفى مكثف فى مراكزها المتخصصة.

 

وفى أحدث إحصائية حكومية عن تجنيد الأطفال فى صفوف الحوثيين، قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل فى الحكومة الشرعية الدكتورة ابتهاج الكمال، أن الحوثيين قاموا "بتجنيد ما يزيد عن 23 ألف طفل، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم ألفان و500 طفل منذ بداية 2018".

 

وأشارت الكمال فى تصريح نقلته وكالة"سبأ" إلى أن استمرار مليشيات الحوثى بتجنيد الأطفال والزج بهم فى المعارك، واختطافهم من المدارس والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسالهم إلى المعارك تمثل جرائم حرب، ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بالطفل.

 

من جهتها ذكرت منظمة"وثاق" وهى منظمة محلية فى أحدث تقاريرها، أنها وثقت تجنيد المليشيات الحوثية لـ 2500 طفل دون سن الـ15، معظمهم من صنعاء وذمار وعمران والمحويت وحجة، خلال العام الماضى، وتوزيعهم على الجبهات المشتعلة، للمشاركة بشكل مباشر فى العمليات القتالية، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل.

 

وفى أحدث إحاطة للمنسق الأممى للشئون الإنسانية والإغاثة مارك لوكوك، أمام مجلس الأمن، قبل أيام، قال أن تجنيد الأطفال ازداد خلال العام الماضى فى اليمن وهو أمر غير مقبول إطلاقاً، مشدداً على ضرورة تحقيق التزام كامل باتفاق ستوكهولم قبل المضى فى جولة جديدة من المحادثات.

 

وبحسب تقارير حقوقية يمنية ودولية فإن الحرب التى أشعلها الحوثيون فى اليمن دفعت أكثر من مليونى طفل إلى سوق العمل، جراء الظروف الاقتصادية الصعبة، بالإضافة إلى حرمان أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين.

 

وتمكنت قوات تحالف دعم الشرعية فى اليمن، من حماية وتأهيل أكثر من 100 طفل مجند تم أسرهم فى جبهات القتال، خلال العام الماضى عبر برنامج متكامل تم استحداثه فى 2017 ويمر الأطفال المجندون عبر عدة مراحل فى هذا البرنامج وصولا إلى تسليم الأطفال إلى ذويهم.

 

وأوردت أغلب القصص التى سردها الأطفال المجندون المعاد تأهيلهم، جانبا ضافيا عن التوحش الحوثى، لجهة طريقة الاستقطاب للتجنيد، أو قيام الجماعة باختطاف الطفل أو أرغام أسرته على تسليمه للقتال، ووصولا إلى الدفع بالصغار إلى الخطوط الأمامية وتركهم لمواجهة قدرهم المحتوم.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة