حذرت نقابة الأطباء المواطنين من ارتياد المراكز غير المرخصة التى تزعم علاج الأمراض المستعصية بالحجامة والإبر الصينية، مؤكدة أن هناك من ينتحل صفة طبيب ويستخدم أدوات ملوثة تساعد فى نشر العدوى وإصابة المواطنين بمضاعفات وتسبب عاهات نتيجة استخدام أنشطة محظورة، وبيع مستحضرات طبية مجهولة المصدر وأعشاب مع إيهام المواطنين بقدرتها على شفاء الأمراض المستعصية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الصحة والسكان، ممثلة فى الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص، عن ضبط دجال فى محافظة بنى سويف أوهم المرضى بإمكانية علاجه للأمراض المستعصية، منتحلا صفة طبيب.
وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان، أنه تم ضبط "ع. م" وشهرته "الحجام" لانتحاله صفة طبيب، واستخدام الحجامة، والأبر الصينية، وأدوات ملوثة تتسبب فى نشر العدوى لافتا إلى أن نشاط "المتهم" كان من الممكن أن يتسبب فى أحداث عاهات للمواطنين، حيث استخدم أنشطة محظورة، وباع مستحضرات طبية مجهولة المصدر وأعشاب مع إيهامه بقدرتها على شفاء الأمراض المستعصية.
وكشفت الدكتورة نهال الشاعر، رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص، أنه تم غلق 3 منشآت طبية بسبب مخالفاتها لإجراءات مكافحة العدوى ببنى سويف، كما تم ضبط مركزين للخصوبة والليزر يعملا بدون تراخيص وغير ملتزمين بمعايير مكافحة العدوى، والاشتراطات الطبية الواجب توافرها، موضحة أنه تم إحالة القائمين على تلك المنشآت والمراكز إلى النيابة العامة، والتى تباشر التحقيقات.
وأكدت رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص، أن الوزارة ستواصل الضرب بيد من حديد على مستغلى المرضى، وفقا لتوجيهات الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بتشديد الرقابة على المنشآت الطبية الخاصة والتى تقدم الخدمة الصحية للمريض المصرى.
وكيل نقابة الأطباء: استخدام الطرق غير العلمية فى علاج المريض يتسبب فى تدهور حالته الصحية
وقال الدكتور أسامة عبد الحى، وكيل نقابة الأطباء، فى تصريحات خاصة لــ"اليوم السابع"، أن إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة عليها أن تقوم بمسئولياتها لحماية مهنة الطب ممن يمارسون المهنة وهم ليسوا بأطباء، فلا يجوز أن يسمح بعلاج المرضى من خلال أى شخص غير الأطباء فى مصر.
أضاف وكيل نقابة الأطباء، أن هناك خطورة كبيرة فى علاج الأمراض بطرق غير علمية وبعلاج غير حقيقى إذ تتسبب فى تأخر الحالة لدى المريض، مشيرا إلى أن المريض الذى يعانى من ورم أو سرطان فى أى جزء من جسمه واستمر علاجه بالحجامة أو غيرها، سيتحول الورم من مرحلة أولى إلى مرحلة ثانية أو من مرحلة ثانية إلى مرحلة ثالثة مما يتسبب فى مشاكل كثيرة.
وأشار وكيل نقابة الأطباء إلى أن علاج المريض بالحجامة أو المراكز غير المتخصصة يؤدى إلى كارثة حقيقية ويستعصى علاج المرض بعد ذلك، ولا يستجيب للأدوية أو للجراحة، مشيرا إلى أنه كلما كان هناك اكتشاف مبكر للمرض، يكون علاجه أسرع وأسهل أما استخدام مثل هذه الأساليب يؤدى إلى مشكلة حقيقية.
عضو مجلس نقابة الأطباء: العلاج بالحجامة لم يثبت علميا وتسبب التلوث
وقال الدكتور إيهاب الطاهر، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن العالم كله يتبع الطب المبنى على البراهين وليس الطب المبنى على تجارب شخصية، وأى علاج علمى يجرب على الحيوانات ثم يجرب على الإنسان وبعدها يتم رصد الأضرار الجانبية، ثم بعد ذلك يتخذ القرار النهائى فيه بإقراره أم لا، أما يتعلق بالحجامة وغيرها فهى أساليب ليس لها أى إثبات علمى، وطالما أنه لا يوجد لها إثبات علمى فلا يجوز العمل به.
وأضاف الدكتور إيهاب الطاهر، أنه يجب أن تطبق القوانين الخاصة بانتحال صفة طبيب والإضرار بصحة المواطن المصرى على أى شخص يقوم بالعلاج بالحجامة أو غير ذلك مشيرا إلى أن أبسط ضرر يتسبب فيه العلاج بالحجامة هو التلوث.
وأكد الدكتور إيهاب الطاهر، أن هناك أضرارا أخرى على حسب نوع الأسلوب المستخدم فى الحجامة، فمن الممكن أن يؤثر العلاج بالحجامة على الشرايين والأعصاب، هذا بالإضافة إلى تسبب استخدام الحجامة فى عزوف المواطنين عن العلاج الحقيقى مما يتسبب فى تدهور الحالة الصحية للمريض، وبدلا من أن يصبح المرض سهل فى علاجه يصبح صعبا للغاية وبالتالى يجب منع كل هذه الإجراءات التى تخالف للأصول العلمية.
عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب يطالب بغلق جميع مراكز العلاج غير المرخصة
من جانبه، قال حاتم عبد الحميد، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن هناك خطورة كبيرة فى الحصول على أى علاج بدون طبيب، فهذا الأمر يسبب مشاكل كبيرة ولا يجب أن تترك أماكن للعلاج دون ترخيص من وزارة الصحة مشيرا إلى أن الطب البديل من أخطر ما يمكن.
وأشار حاتم عبد الحميد إلى أن هناك أنواع من الأعشاب تباع فى السوق على أنها طب بديل رغم أنها تسبب مشاكل، مشيرا إلى أن الإعلام يجب أن يسلط الأضواء على هذه القضية على النحو المطلوب حتى يتم القضاء عليها فكلما كان هناك اهتمام وتوعية يستجيب المواطن ويبتعد عن مثل هذه المراكز.
