أكرم القصاص - علا الشافعي

وسط الموت يبنون الأمل.. أطفال مقابر الإمام يعودون للدراسة

السبت، 29 سبتمبر 2018 09:00 م
وسط الموت يبنون الأمل.. أطفال مقابر الإمام يعودون للدراسة أطفال المقابر
كتبت شيماء حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أطفال يستيقظون وينامون ويلعبون وسط المقابر، لا يسمعون سوى صوت الصمت أحيانًا وصوت الصراخ والنحيب أحيانًا أخرى، إلا أنهم لم يستسلموا لرائحة الموت التى تبعث حولهم، بل تلمسوا خطواتهم ليبنوا وسط النهايات بداية لحياة أخرى أساسها التعليم والعمل، هم أطفال مقابر الإمام الشافعى.

عودة الطلاب للمدارس
عودة الطلاب للمدارس

يستيقظ الأطفال من الصباح الباكر يخطون بخطوات ثابتة نحو الأمل ولسان حالهم "أنا رايح مدرستى"، أدوار مختلفة يقومون بها إلى جانب دراستهم بعضها يتعلق بالعمل فى إحدى الورش بعد المدرسة وأخرى مساعدة الأب والأم على كسب لقمة عيشهم بفرشة شاى أو بيع السندوتشات.

أطفال المقابر 2
أطفال المقابر 

 

مسرح مدرسى وسط المقابر

داخل مدرسة الإمام الشافعى الابتدائية، يتم حاليا بناء أول مسرح مدرسى بالمنطقة، لتعليم الطلاب فنون المسرح والتمثيل والمشاركة فى مهارات وأنشطة فنية، تساعد على تحفيز الأمل بداخلهم وغسل المناظر النفسية السيئة التى يعانون منها، خلال الفترة الأخيرة.

عودة أطفال المقابر للتعليم
عودة أطفال المقابر للتعليم

 

مباردة "عودة"

ومن جانبه يقول مدحت حامد رئيس مجلس إدارة جمعية العالم بيتى، أن الجمعية تهتم بعودة الأطفال والتلاميذ المتسربين من التعليم عن طريق مبادرة بعنوان "عودة" عن طريق بتروكوول تعاون مع وحدة التعليم المجتمعى، لإعادة الأطفال إلى التعليم، حيث زاد عدد الأطفال فى هذه الفصول من 4 طلاب إلى 24 طالبا.

أطفال المقابر
أطفال المقابر

الدعم المالى أيضًا

وتقوم فكرة المبادرة كما يقول مدحت حامد، على توفير مصروف شهرى 50 جنيها، وشنطة تموينية بـ200 جنيه لكل طالب، لأن غالبًا الأطفال المتسربين من التعليم بيكونوا بيشتغلوا وبيحققوا دخل لأسرهم، مضيفًا: دورنا على الأطفال المتسربين عن طريق الباحثين الاجتماعيين، موضحًا أن هناك 3 فصول للاستقبال الاطفال المتسربين من التعليم فى 3 مناطق هى حى الأسمرات، والمقطم، والخليفة.

 التلاميذ

التلاميذ

مؤمن عبد الفضيل طفل يبلغ من العمر 16 سنة، تسرب من التعليم طوال سنوات عمره الدراسية قائلا "مكنتش بحب المدرسة، بحب اللعب والبلايستيشين وكنت بروح الشغل مع أبويا، لما كملت 13 سنة كنت بقعد مع صحابى وهم بيعرفوا يقروا ويكتبوا فنصحونى بمحو الأمية وروحت فعلا، وهناك عرفت أن فى تعليم مجتمعى بيستوعب الأطفال اللى فى سنى لتعليمهم، وقالولى هتبدأ من سنة أولى قلت أنا عايز أتعلم".

أما الطالب قاسم أمين فيقول خرجت من المدرسة لظروف مادية، وتسرب من التعليم لمدة 3 سنوات، لكن رجعت تانى علشان أتعلم القراءة والكتابة، استفادنا كتير من عودتنا للتعليم زى القراءة.

ويضيف قاسم أمين قائلا "باشتغل مع الدراسة، فالشغل لم يؤثر على تعليمى حاليا نظمت وقتى، خاصة أن العلم فرق فى شغلى وأن إزاى أنظم وقتى، أصبحت أعرف اقرأ المقاسات والأرقام واحسب الفلوس، وكونت صداقات، وانتهيت من مرحلة التعليم الابتدائية، ونفسى أكمل لغاية لما ادخل الكلية العسكرية الجوية".

 

التعليم بالحب مش بالإجبار

مبادرات إعادة أطفال المقابر للتعليم تجد بعضها خارج الصندوق، من خلال بعض الأفكار لتحفيز الطفل على الاستمرار فى الدراسة وحب التعليم، من خلال مبادرة "شاهد تاريخ" التى تقوم على تعريف الطلاب عمليًا على تاريخهم الذى يدرسونه خلال العام الدراسى مثل عمل زيارات ميدانية للمناطق الأثرية والتاريخية مثل قصر عابدين وقلعة صلاح الدين، وجذبهم للتعليم بطرق جذابة بدلاً من التلقين والحفظ، فيشعر الطالب أنه يذهب للمدرسة ليس كعقاب بل هناك رحلات أيضا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة