محمود السهوجى يكتب: الحرب النفسية

الثلاثاء، 07 أغسطس 2018 10:00 ص
محمود السهوجى يكتب: الحرب النفسية صراع نفسي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إستراتيجية قاتلة متعددة الأوجه والأهداف لتحطيم إرادة الخصم والتعجيل بهزيمته فمنذ أن عرفت البشريه الحروب كان هدف تجريد الخصم من الروح المعنويه وإرادة القتال ماثلآ فى كل صراع كما أنه أعتبر أقصر طريق لإيقاع الهزيمه به وفرض الإراده عليه.

و هذا ما نسميه فى عصرنا الحاضر بإسم "الحروب النفسيه" حيث كان تأثيرها فى الحربين العالميتين تأثيرآ رهيبآ إلى حد أنه كانت تقرر مصير بعض المعارك.

و تعتبر الحرب النفسيه اليوم من الأركان الأساسيه للعمل السياسى والعسكرى فى جميع الدول المتقدمه وتعود سعة إنتشارها فى الواقع إلى التقدم الكبير الذى أحرزته العلوم النفسيه والإجتماعيه والسياسيه فى معرفة العوامل التى تؤثر على السلوك الإنسانى سواء كان الإنسان فردآ أو منتظمآ ضمن جماعه.

و تعتمد القوى الإمبرياليه على الحرب النفسيه فى إخضاع الشعوب إعتمادآ كبيرآ ولاشك أن أمريكا قد سبقت العالم كله فى هذا المجال إذ جندت مئات الألاف من الأشخاص المدربين على أعمال التخريب والحرب النفسيه لبسط نفوذها بواسطة ما تسمى بوكالة المخابرات المركزيه و وكالة الأمن القومي...

التجسس ومقاومة التجسس وعملاء وأجهزه إليكترونيه جباره و أقمار صناعيه تجسسيه...كل هذه الوسائل هى من مستلزمات الحرب النفسيه التى يشهدها عصرنا اليوم فى الحمله المستمره التى تشنها أمريكا...وأخص بالذكر هذه الحمله الدائره الان التى تضرب على وتر "النظام العالمى الجديد" فى محاوله منها للسيطره على العالم بعد أن أخليت لها الساحه بعد إنهيار الإتحاد السوفيتى وشعب الخزر "إسرائيل" الذى جاء من الغرب حاملآ معه مخططه   ليخوض حربه ضد العرب اليوم بالنار والحرب النفسيه جنبآ إلى جنب فقد إعتمد الحرب النفسيه كمنهج أساسى من مناهج عمله لتقويض معنويات الأمه العربيه وشل مقاومتها لفرض وجوده.

تعريف الحرب النفسيه : الحرب النفسيه هى صراع إرادات يديره القاده وفقآ لخطه إستراتيجيه فى الميادين الإعلاميه والسياسيه والعسكريه يتم تنفيذها على أسس نفسيه مدروسه

فهى سلاح فعال يهدف إلى تحطيم إرادة الخصم و التعجيل بهزيمته وهى إستخدام الصنوف المختلفه للحجج الحقيقيه و المزوره و التى تهدف إلى إضعاف الروح المعنويه لسكان "الشعب" الخصم و جيشه وتخريب سمعة قياداته و نزع الثقه بإمكاناتهم.

و هذا يعنى فى نهاية المطاف الضغط والتأثير على الرأى الإجتماعى عامة و آراء الناس المستقلين خاصة لتحقيق هذه الأهداف

كذلك فإن الحرب النفسيه هى إستخدام الدعايه ضد عدو ما مع مساعده عسكريه أو إقتصاديه أو سياسيه لإستكمال الدعايه وهى الإستخدام المخطط للتخاطب الذى يهدف إلى التأثير فى عقول ومشاعر فئه معينه من الناس وهى تطبيق أجزاء من علم النفس لتدعيم جهود العمليات السياسيه أو الإقتصاديه أو العسكريه وهى أيضآ حرب تغيير السلوك و ميدان الحرب النفسيه هو : "الشخصيه" و هى إستخدام مخطط من جانب دوله أو مجموعه لإجراءات إعلاميه بقصد التأثير فى آراء وعواطف و مواقف دول فى وقت الحرب أو وقت السلام وسلوك جماعات أجنبيه معاديه أو محايده أو صديقه بطريقه تساعد على تحقيق سياسة وأهداف الدوله أو الدول المستخدمه

و على العموم فإن الحرب النفسيه هى حرب بارده و هى حرب أيديولوجيه عقائديه وهى أفكار تهدف للسيطره على عقول الشعوب و إذلال إرادتهم وهى أيضآ حرب أعصاب و حرب سياسه و دعايه و كلمات و إشاعات و هى حرب تزلزل العقول و تغير السلوك.

أهداف الحرب النفسيه : تهدف هذه الحرب إلى التأثير على عواطف الجمهور لدى الخصم وتسميم أفكاره وزعزعة مواقفه إلى تبديل سلوكه حسب الإتجاه الذى يساعد العدو على تحقيق أهدافه و مصالحه الشخصيه"

وتنقسم أهداف الحرب النفسيه إلى قسمين ، الأهداف الإستراتيجيه و هى أهداف كبرى رئيسيه و حيويه بعيدة المدى ترمى إلى تحقيق أغراض مخططه يستغرق تحقيقها مده زمنيه طويله قد تمتد إلى عشرات السنين.

الأهداف التكتيكيه ، وهى أهداف مؤقته يتم وضعها بشكل تنسجم فيه مع أهداف الخطط و العمليات المرحليه المراد تنفيذها من قبل جهه ما كما وأنها تعد فى الغالب مرافقة للأعمال الحربية وهذا ما يجعلها ذات طابع تأثيرى مباشر.

ومن أمثلتها المحاولات التى تبذل فى ميدان المعركه لنشر اليأس و تهديم الروح المعنوية فى صفوف القوات العسكريه المعادية بغية التعجيل بهزيمتها .

"الحرب النفسيه و توجيهاتها"

توجه الحرب النفسية لشل معنويات العدو وقتل عزيمته على القتال وإلقاء الرعب فى قلبه ودفعه إلى الإستسلام والحرب النفسيه حرب شامله توجه إلى القوات المسلحة و تمتد إلى الجبهة الداخلية حتى تصل إلى الشعب كله "عسكريين و مدنيين" وهى حرب متصله فى زمن الحرب و السلم على السواء إنها تشن قبل الحرب الفعليه "التدخل العسكري" لتحطيم معنويات العدو .

و تغلغل الحرب النفسيه فى جميع نواحى الحياه منها السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه و النواحى التربويه وتقوم الحرب النفسيه على الهجوم والدفاع فى وقت واحد إن أحسنت إستخدامها وهى تستخدم على أوسع نطاق فى الحرب الخاطفه

لكن ماذا لو تم دمج إستراتيجية الحرب النفسيه مع حرب المعلومات المذكوره فى المقام السابق

سيكون حينها بمقدور العدو تهديد أمن وإقتصاد أى دوله يستهدف إنهيارها و التشويش على قرارات حكوماتها والسيطره على سلوك الشعب و التلاعب بنفسيته و عواطفه و لما لا إستغلاله لتدمير بلده ويمكننه تعطيل شبكات الإتصال للبلد المستهدف و التشويش عليها وتعطيل أجهزة المرافق الحساسه للدوله كالمطارات والمستشفيات والأمن والجيش والمصانع

"والشعوب العربيه حاليآ تعيش تحت وطأة هذه الحرب دون معرفتها لذلك"










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة