أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

خاطف الطائرة المصرية بقبرص.. وعلامة النصر

الأربعاء، 22 أغسطس 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يشاهد صور سيف الدين مصطفى خاطف الطائرة المصرية بقبرص عند تسليمه للسلطات المصرية، يكتشف على الفور مدى الجدية الظاهرة على ملامحه وهو يرفع علامة النصر، نعم علامة النصر وكأنه بطل عائد من الحرب بعد هزيمة الأعداء، أو نجح فى خدمة بلاده، بينما يتضمن سجله الجنائى 16 قضية بين سرقة أموال عامة وسرقات متنوعة ومخدرات وإصدار شيكات بدون رصيد وتزوير مستندات وانتحال شخصيات، كما أنه هارب من السجن خلال أحداث ثورة 25 يناير وما شهدته من عمليات اقتحام للسجون وهروب للمساجين بشكل جماعى.
 
إذن من الذى أقنع حرامى مساكن ونصاب ومزور وهارب من السجن بأنه عندما يخطف طائرة ويهرب بها، فإنه يغسل جرائمه كلها ويرتدى ثوب البطولة ويرفع يده بعلامة النصر فى وقاحة؟!
 
أذكر أن المجرم سيف الدين مصطفى، أعلن فور وصول الطائرة المختطفة مطار لارنكا عن مطلبين له، الأول لقاء مندوب عن الاتحاد الأوروبى على متن الطائرة، والثانى الإفراج عن ثلاث وستين سجينة فى السجون المصرية، فهل يعرف الخاطف الحرامى والمسجل خطر ثلاثة وستين سجينة بالسجون المصرية معرفة شخصية ويريد إطلاق سراحهن؟ وهل كتب أسماء السجينات الثلاث والستين فى الكشف الذى ألقاه من باب الطائرة لمسؤولى مطار لارنكا وهو على متن الطائرة من الذاكرة أم أن أحدا أو جهة قد أمده بالكشف، وطالبه بأن يقوم بالحركة الاستعراضية إياها، حتى يصبح لجريمته معنى ومغزى سياسى؟!
 
لكن المجرم فى التحقيقات أمام رئيس نيابة العامرية ثان بالإسكندرية، حاول تغيير أقواله عما أثبتته تحقيقات السلطات القبرصية، ونفى أى شبهة سياسية وراء ارتكابه الجريمة، وأنه فقط كان يريد رؤية زوجته اليونانية التى لم يرها منذ عشرين عاما، وأنه حجز تذكرة الطائرة من الإسكندرية للقاهرة، قبل موعد الرحلة بوقت كاف، وتوجه للمطار، ولم يشك فيه أحد من أمن مطار برج العرب، لأنه كان لا يحمل حقائب تثير الشكوك، واستقل الطائرة بالفعل، وبعد الإقلاع بفترة قصيرة قام من مقعده، وقال لقائد الطائرة إنه يحمل حزاما ناسفا وطلب منه التوجه لليونان لكن الوقود لم يكن كافيا فتوجه إلى قبرص، فمن نصدق المجرم الذى حاول إيهام العالم بدوافعه السياسية المشبوهة فى قبرص أم المجرم الذى يحاول الضحك علينا بادعاء الجنون تارة أو بقصته الإنسانية المزيفة تارة أخرى؟
 
من ناحية ثانية، ألا تستغربون معى  هذا الصمت الإعلامى والتجاهل على مواقع التواصل الاجتماعى لنجاح الحكومة المصرية وكل الأجهزة المعنية فى إدارة أزمة الطائرة المختطفة، بداية من قائد الطائرة الذى أعلى مبدأ حماية أرواح الركاب على أى إجراء آخر رغم احتمال زيف الحزام الناسف الذى كان يحمله الخاطف وعدم جدية التهديدات بإسقاط الطائرة، وكيف استطاع القائد الشجاع الهبوط فى دولة صديقة والابتعاد عن تركيا، وانتهاء باستمرار الاتصالات مع السلطات القبرصية على مدى عامين تقريبا حتى فوتنا الفرصة لمجموعة المحامين التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية بقضاء فترة عقوبة المجرم خاطف الطائرة فى قبرص أو منحه اللجوء السياسى، واستطعنا إقناع السلطات القبرصية بتسليمه لمحاكمته وتنفيذ العقوبة المقررة فيه داخل مصر، الأمر الذى يثبت اعتراف العالم بنزاهة إجراءات التحقيق والمحاكمات فى مصر وعدم تعارضها مع المعايير القانونية الدولية.
 
هل أصبحنا مشوهين لدرجة أننا نفرح فى الكوارث أو نقيم المنادب وسرادقات العزاء ووصلات السخرية والانتقاد، ونغتاظ أو نحزن عند النجاح فى حلها ومواجهتها؟ هل أصبح الصمت وسيلة للتواطؤ والهروب عند نجاح الإدارة المصرية فى التقدم خطوة أو خطوات فى أى ملف؟ على فكرة دى بلدنا وقضاياها تخصنا كلنا.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة