كان الرئيس عبد الفتاح السيسى محقا عندما حذر مبكرا من خطورة الاستغلال السيئ لمواقع التواصل الاجتماعى، عندما قال أمام شباب البرنامج الرئاسى للتأهيل للقيادة: "نحن نخوض حربا حقيقية يستخدم فيها الشائعات ومواقع التواصل الاجتماعى".
خلال الفترة الأخيرة انتشرت كمية شائعات كبيرة وأخبار مغلوطة ومحرف معناها ومجردة من مضمونها الحقيقى، طالت مؤسسات الدولة وشخصيات قيادية فى الحكومة، بهدف التضليل على الشعب وجعل الصورة قاتمة ولا تبشر بأى شيء إيجابيا أو حتى إشارة لأى انجازات تمت خلال الفترة الماضية.
بنظرة موضوعية على هذه المواقع، نجد أن هناك كتائب محترفة تدير نشر هذه الشائعات بكفاءة، منها عناصر الجماعة الإرهابية سواء فى مصر أو خارجها، وأيضا أجهزة مخابرات الدول الأجنبية التى لا هدف لها سوى ضعف الدولة المصرية وإظهارها بالمظهر الضعيف، هناك أيضا نشطاء السبوبة الذى يطلقون هذه الشائعات لتحقيق أهداف شخصية لهم، أيضا مدعى المعرفة والباحثين عن الشهرة
كتائب الإرهابية تروج بإلغاء مادة الدين الإسلامى من المناهج الدراسية
هناك كتائب تتبع الجماعة الإرهابية ومواليها، سواءً فى مصر أو خارجها، خصصت أموالا طائلة لبث هذه الأكاذيب، من ضمنها صفحة "شبكة نبض الحرية"، تبث سمومها على مدار الساعة مرتبطا بموقعها الإلكترونى، فنجد أنها تخدع مرتاد السوشيال ميديا وتضع كلمة بالفيديو قبل عنوان الخبر لتضيف مصداقية وهمية لدى القارئ الذى بدوره لم يقرأ الخبر ويعيد مشاركته ونشره "الشير" ليتابعه الكثير دون التأكد من حقيقة الخبر أو مصدره.
أحدث شائعات هذه الشبكة المضللة، هو نشرها خبر بعنوان "وزيرة الصحة المصرية: الرئيس السيسى وافق على إعطاء حقن عقم للطلاب بدءاً من العام الجديد"، وأيضا خبر بعنوان "وزير الأوقاف المصرى: قررنا إلغاء مادة التربية الإسلامية بداية من العام الدراسى القادم" وغيرها من الأخبار التى لا أساس لها من الواقع، فضلا على أنها تعلن صراحة تأييدها لدولتى تركيا وقطر ومدح أردوغان وتميم.
صفحة أخرى من الصفحات الموالية للجماعة الإرهابية أطلقوا عليها "محبى الرئيس محمد مرسى"، فنجد أن الصفحة تسلك نفس النهج من أشاعة الفوضى وبث شائعات منها: "السيسى يأمر 20 ألف مزرعة دواجن بحقن الدجاج بمادة تسبب العجز الجنسى للحد من كثافة السكان"، أيضا: "وزير التنمية المصرى: أدعو الرئيس السيسى لتعقيم الرجال للحد من الكثافة السكانية"، وهى شائعات عارية من الصحة.
نشطاء السبوبة ومرتزقة السوشيال ميديا
هناك أيضا فئة أخرى تهتم بنشر الشائعات لأهداف تخريبية وفوضوية منهم نشطاء السبوبة ومرتزقة السوشيال ميديا، بهدف التربح المادى، فهناك مثلا من أطلق شائعات تنال من مستشفى الأطفال 57357 وإظهارها بالمظهر السيئ أمام الجميع، لكن إدارة المستشفى بادرت بالرد وأكدت أنها نرحب بأى استفسار يستجلى الحقيقة وأن تقرير الميزانية لدى جهات الرقابة لمراجعته.
الباحثين عن الشهرة ومدعين المعرفة والإشارة للانتحار أشهرها
نوع أخر من فئة مطلقو الشائعات، هم فئة الباحثين عن الشهرة ، فنجد فتاة تكتب عبر حسابها على الفيس بوك: "نحاط بما فعلت أنفسنا ونرضى باللاشيء بالموت فى أى مكان وفى أى وقت.. فنشنق رغبتنا الأخيرة فى الحياة"، وبعد كلمات هذه الفتاة انتشرت أخبارا بانتحارها وخيم الحزن على مواقع التواصل، لكن كانت الصدمة عندما عادت الفتاة من قبرها وكتب إنها بخير، لتستضيفها العديد من القنوات التلفزيونية والمواقع الصحفية وتحقق غرضها من الشهرة بشائعة سخيفة.
لم تقف أجهزة المخابرات فى الدول مكتوفة الأيدى ، أمام ترويج الشائعات فى دول أخرى، فعرى قرار موقع تويتر الأخير بحذف الأكونتات الوهمية وغير المتفاعلة، حيث كُشف نظام الحمدين تماماً وانهارت الحسابات المليونية لتنظيم الحمدين التى كانت غير منطقية، حيث عدد المتابعين أكبر من عدد سكان دولة قطر بأضعاف.
فهبط تميم بن حمد،أمير قطر، من 2.6 مليون متابع إلى 236 ألف متابع، بينما حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطرى الأسبق، قبل الحذف 1.2 مليون متابع، ليصل بعد الحذف 126 ألف متابع، أما محمد عبد الرحمن، وزير خارجية قطر، من 2.8 مليون متابع إلى 320 ألف متابع، وعبد الله بن ناصر، رئيس وزراء قطر، من 1.4 مليون متابع إلى 21.4 متابع، ومحمد بن حمد، نجل أمير قطر السابق، من 2.4 مليون متابع إلى 320 ألف متابع.
مدعو المعرفة.. وزر اللايك والشير
ليس هناك أكثر بلاغة أن نطلق عليهم "النيران الصديقة"، وعادة ما يكونوا من مدعى المعرفة ، حيث يقومون بالتحليلات وترويجها عبر حساباتهم على السوشيال ميديا كأنها معلومات مؤكدة، مما يساهم فى خلق الشائعات وتكرارها، عن طريق القيام باللايك والشير لمعلومات خاطئة، لابد من كل مواطن قبل القيام بتلك الخطوة بالشير أو اللايك التأكد من صحة المعلومات والحصول عليها عن طريق الصفحات الرسمية وليس من صفحات مزورة ، تعمل على ترويج الشائعات.
