حكايات من الغرب.. الدكتور زيفاجو والحب فى زمن الثورة والحرب العالمية

الجمعة، 08 يونيو 2018 09:10 م
حكايات من الغرب.. الدكتور زيفاجو والحب فى زمن الثورة والحرب العالمية رواية الدكتور زيفاجو للكاتب بوريس باسترناك
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الدكتور زيفاجو.. تعد من أشهر الروايات فى تاريخ الأدب العالمى، والأدب الروسى بصفة خاصة، وهى رواية للكاتب الفائز بجائزة نوبل بوريس باسترناك.

وفى رواية "الدكتور زيفاجو" يقدم لنا بوريس باسترناك واحدة من أعظم قصص الحب. حيث نسافر مع الطبيب يورى زيفاجو، الطبيب والشاعر، إلى روسيا من زمن الثورة إلى الحرب العالمية الثانية، وتجمع الرواية فن الطب والعلاقات العائلية والحب والسرد فى مقابل الخبرة والثورة والمجتمع والحرب.

الكاتب بوريس باسترناك

يتابع القارئ شخصية يورى أندرييفيتش جيفاغو منذ أن كان طفلا فى العاشرة من عمره، حتى يقع فى حب تونيا ويرزقان بطفل. ثم يخدم كطبيب إبان الحرب، وهناك يركض إلى أحضان لاريسا فيودوروفنا الفتاة الشابة. أما لارا فقد أغراها كوماروفسكى، فتشعر بالذنب وتخسره لتتزوج من محبوبها فى فترة الطفولة بافلوفيتش (باشا، آنتيبوف) الذى يتحرر من الجيش. تركت مجموعته خلف خطوط العدو فتأتى لارا للبحث عنه. اعتبروه ميتاً لكنه كان فى الواقع سجيناً. كان شعور لارا ويورى الواحد تجاه الآخر هو الانجذاب من دون التعبير عن هذا الشعور.

بعد انتهاء الحرب، عاد يورى إلى موطنه موسكو وإلى أصدقائه القدامى، إلا أن العاملين معه صاروا دائمى الشك به تحت وطأة تأثير البولشيفيك، وإتجه يورى لاستخدام حدسه عوضاً عن منطقه. تتفكك العائلة بعامل السفر وينقسم الثوار الماركسيون، وكان على عائلة يورى الانتقال على متن قطار يستخدم لنقل البضائع. كانت مدة الرحلة فى القطار طويلة ما أتاح ليورى الوقت الكافى لردة الفعل. كان متصلاً بالأشياء الحسية المحيطة به. وهو يرى معاناة سجناء الثورة الروسية. ينصهر يورى بمبدأى المساواة والحرية لكنه يتحرر من المبادئ الثورية غير الفكرية.

الثورة الروسية
 

تصل العائلة بسلام إلى الأورال لتستقر فى مزرعة، ويستخدم يورى "الشتاءات" الطويلة للعودة إلى كتابة الشعر. إبان قيامه بزيارة محلية، يلتقى بلارا ويبدأ معها علاقة عاطفية، ويتشاركان فى بهجة وجودهما معاً. يخبر يورى زوجته عن عدم إخلاصه لها ويطلب منها السماح، إلا أنه حينما تأهب للعودة إلى المنزل تقوم مجموعة مشاركة فى الحرب الأهلية الروسية باختطافه وإجباره على العمل فى خدمتها كطبيب.

مكث هناك لسنوات عدة إلى أن هرب فى أحد الأيام ومشى عائداً إلى لارا. تكتشف زوجته بأنه لم يعد فى مخيم السجن وبأنه إتخذ لنفسه اسماً "قلمياً" هو "ستريلنك"، وبأنه صار عضواً فى الحكومة الجديدة المحصنة. على الرغم من استقراره هناك لفترة وجيزة إلا أنه لم يقم بزيارتها أو بزيارة ابنته، معتزماً إنهاء المهمة أولاً.

تنتقل لارا للعيش مع يورى، لكنهما يكتشفان بأنهما ملاحقان فيسافران إلى مزرعة كان يورى قد عاش مع عائلته فيها سابقاً، حيث يعود إلى كتابة الشعر معبراً عن مخاوفه وشجاعته وحبه للارا، وعن مخاوفه مع ظهور حبيب لارا القديم كوماروفسكى، الذى يخبرهما بأن الثوار يعلمون بمخبئهما وبأنهم سيقتلونهما دون ريب، ونصحهما باصطحابهما إلى الخارج، كان بإمكان يورى اللحاق بعائلته، كان بإمكانه قبول ذلك نظراً لاشتياقه لعائلته، لكنه يرفض المساعدة من أجل إنقاذ حياة لارا. على الرغم من ذلك، يخبر لارا بأنه سوف يلحق بها وهكذا تركته وراءها. وفى وحدته، بدأ بالشرف المفرط.

الطبعة الروسية لرواية الدكتور زيفاجو للكاتب بوريس باسترناك
 

وفى إحدى الليالى، يهجر باشا الحكومة الجديدة. وعندما يعلم بمدى حب يورى ولارا وأحدهما للآخر يقرر الانتحار ويطلق النار على نفسه، حينها يعود يورى إلى موسكو ويبدأ بكتابة الكتيبات الأدبية. يجد له أخوه وظيفة فى إحدى المستشفيات، لكنه ينام على ناقلة فى يوم عمله الأول، لقد توفى. تعود لارا لتراه وتدخل فجأة إلى المنزل لتجد جسده مسجى هناك دون حراك. تصاب بالانهيار إلا أنها تساعد أخاه على جمع كتاباته. يعمل أصدقاء جيفاغو على جمع أشعاره. وتنتهى القصة بمشهد قصير حدث بعد مرور "خمس أو عشر سنوات" عل الحرب العالمية الثانية، حينما فكر أصدقاء جيفاغو القدامى ملياً بمصير بلادهم، وهو ظهور جيفاغو كتجسيد لباسترناك ولارا كتجسيد لرفيقته أولغا إيفانسكايا التى تم اعتقالها مع ابنتها إثر موت الكاتب هل اكون محرر معكم.

فيلم الدكتور زيفاجو المأخوذ عن رواية بوريس باسترناك
 

فى عام 1965، قام ديفيد لين بتحويل رواية الدكتور زيفاجو إلى فيلم من بطولة جولى كريستى وعمر شريف. وفاز بخمسة جوائز فى الأوسكار وتم ترشيحه لخمس جوائز أخرى. هذا هو ثامن أعلى فيلم فى تاريخ الولايات المتحدة. تم نشر دكتور زيفاجو أخيراً فى روسيا عام 1988.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة