أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

الأفاضل.. هشام حبلص.. قيمة يحبها الله ورسوله

الأربعاء، 06 يونيو 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستطاردك الدنيا، وتشعر بقسوتها وتغير أهلها، وقلة فضلهم، وأنانيتهم، وبعدهم عن الصواب، إلى أن تلتقى الدكتور هشام حبلص، فيعيد إليك ثقتك فى كل شىء، فى الدنيا والناس والزمن .
 
سمعت عن الدكتور هشام حبلص من أخى كثيرًا قبل أن أراه، كان دائم الحديث عنه وعن اهتمامه بالعلم وأهله، وكنت أسأل نفسى: كيف رهن هذا الرجل نفسه ووقته وماله لصناعة الفضل، وللبحث عن قيم صارت مفقودة لا يهتم به أحد، ولا ينشغل بها غير أولى العزم؟
نعم هشام حبلص من أولى العزم فى هذه الحياة، لا تزال قيم الإنسانية تعنى له الكثير، ولا يزال يؤمن بقيمة العلم، والبحث فى تغيير الدنيا، ولا يرى أى مسافة بين عمار القلوب بتقوى الله واتباع دينه وسنة نبيه، وبين تعمير الأرض بالبحث العلمى والاجتماعى والثقافى.
 
عندما التقيت الدكتور هشام حبلص للمرة الأولى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ألقى الله محبته فى قلبى، وألقى فى قلبه محبة العلم، كان هذا الكلام فى عام 2007، ويومها حدثت أشياء كثيرة كانت جديدة علىّ وتركت أثرها الكبير فى حياتى، كانت واحدة من المرات القليلة التى أرى فيها أحدًا يجلّ الكتب ويحبها بهذا الشكل الكبير، يدفع فيها ماله عن طيب خاطر، قال لى: أريد أن نجمع كتبًا تتعلق بالنقد الأدبى، خاصة الدراسات الأسلوبية، وفعلنا ذلك، وجمعنا مجموعة من الكتب غيرالقليلة، دفع ثمنها، ثم قال لى: خذها استفد منها فى دراستك للماجستير، وأعدها لى بعدما تنتهى منها.
 
بالطبع فإن ما فعله الدكتور هشام حبلص يتجاوز فى نفسى فكرة أنه ساعدنى بهذه الكتب، بل الموضوع أكبر من ذلك، إنه يدخل فى دائرة «الفضل»، حيث يفكر أحدهم فيك، وفى مستقبلك، وأن يفعل ذلك بشىء حقيقى، لا يكتفى بمجرد الكلام أو التوجيه، بل يمد يده إليك، ويقدم ما يستطيع. 
 
بمثل هذه التصرفات، وما أكثرها، أرسى الدكتور هشام حبلص فى نفسى فكرة أن محبة الله للناس ليس لها حدود، وأن عطاءه ليس له شكل محدد، وأن لله جنودًا، يلتقونك فى حياتك على غير ميعاد .
 
زادت العلاقة مع الدكتور هشام، ولم تعد مقصورة على الكتب والبحث العلمى، تحولت إلى صداقة محتفظة بأستاذيته، فزاد أثره الطيب فى حياتى بشكل لا يمكن وصفه، وصار بالنسبة لى «ركنًا أصيلًا» كلما فكرت فى الحياة والرزق وعدالة الله فى الأرض.  
 
وفى النهاية، أعترف بأننى مهما قلت أو كتبت لا يمكن للكلام أن يختصر هشام حبلص وسيرته الطيبة وفضله اللامتناهى، فهو رجل يحبه الله القائل «والله يحب المحسنين»، وهو من المحسنين حقًا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة