رضوى راضى تكتب: فوبيا الشيزلونج

الثلاثاء، 05 يونيو 2018 12:00 م
رضوى راضى تكتب: فوبيا الشيزلونج رضوى راضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

‏يعنى ايه فوبيا الشيزلونج؟ يعنى الخوف من زيارة دكتور نفسى أو حتى عدم الاعتراف بالأمراض النفسية و الطب النفسي. صاحب الفوبيا دى بيبقى عنده صورة نمطية عن المريض النفسى بشخص مجنون غير واعى وفى أغلب الأحيان عنيف, وبيصور الدكتور النفسى بواحد حافظله كلمتين تنمية بشرية مع شوية أدوية إدمان وبيسحب فى فلوس الناس , وبيحصر المرض النفسى فى البعد عن ربنا والتقصير فى الدين وبالتالى العلاج الوحيد للاضطراب النفسى هو أنك تقرب من ربنا أكتر وتخزى الشيطان ومتجبش السيرة دى تانى. غالباً الأهالى والأجيال الكبيرة بيبقى عندها الفوبيا دى بنسبة أكبر شويتيين عن الأجيال الصغيرة, وبالرغم من ظهور علامات واضحة جداً لضرورة الزيارة للطبيب النفسى إلا إنهم بيخافوا, بيخافوا من إدمان ولادهم للأدوية إلى هيكتبها الدكتور أو أنه هيفتح عليهم حنفية مصاريف مش بتخلص أو أن الاعتراف بالمرض النفسى أصلاً عار وميصحش فا بيتحولوا لأخصائيين اجتماعيين فى البيت ويحاولوا يقلبوا كنبه الصالة شيزلونج بس أكيد بتبوء بالفشل وبيبقى الكرسى القلاب أريح منها.

 

نسبة انتشار الأمراض النفسية فى مصر بين البالغين "من سن 18 إلى 64 سنة" من 10 إلى 12% بمتوسط عدد السكان، يعنى ما يقرب من 8 ملايين شخص بيعانى من اكتئاب أو قلق مزمن أو الفصام، منهم يتم حجزه ومنهم مش محتاج غير التردد على العيادات والمتابعة مع الدكتور, دول بس إلى عندهم ثقافة الدكتور النفسى فتخيلوا معايا الرقم بعد إضافة من لا يعترف بالطب النفسى أصلاً. الرقم يخوف وإلى يخوف أكتر إنى عملت استفتاء على تويتر علشان أشوف كام شخص أهله هيوافقوا لو قالهم أنه محتاج يروح لدكتور نفسى, واتصدمت لما لقيت 49% من 78 شخصا أهلهم هيرفضوا!

‏ نبدأ بأصل المشكلة وهى عدم الرغبة  فى الاعتراف بالمرض النفسى بالرغم من أنه فى وجهة نظرى ونظر ناس كتير ميقلش بل يزيد عن المرض العضوى أهمية . وده لأن الخلل النفسى بيسبب خلل عضوى والدليل على كده أهمية الحالة النفسية لمرضى السرطان, كمان ممكن ينهى حياة المريض أو حياة ناس كتير زى أنه يتحول لسفاح أو إرهابى فى مراحل متقدمة، والأسوأ أن بعض الأهل مش بس بترفض الاعتراف بالمرض كمان بتقلل وتسخر منه وده فى حد ذاته مصيبة .

تانى حاجة وهى الأدوية، فى الغالب بيكونوا فاكريين أن الدكاترة بتكتب للناس أدوية جداول يدمنها المريض طول حياته علشان ينسى "إلى حازز فى نفسيته" بس فى الواقع الأدوية مفيش منها أى خطر لو تحت إشراف الدكتور بجرعات معينة فى أوقات معينة مع طبعاً "الواجبات" إلى بيديهاله الدكتور زى مقال يكتبه مثلاً أو تمرين يعمله يساعده فى العلاج .

تالت سبب فى المشكلة وهو "حنفية الفلوس", الأهالى لو اتعاملت مع المرض النفسى زى المرض العضوى مش هيبقى فيه أى مشكلة من ناحية الفلوس ومش هيبصوا للموضوع من ناحية "ليه ندفع فلوس لواحد يسمعك ؟ " بالعكس هتتحول النظرة دى ل"هندفع فلوس علشان تتعالج" لأن بكل بساطة كشف النفسى زى العظام مثلاً وموجود دكاترة بأسعار مخفضة مقارنةً بالدكاترة المشهورين وبعضهم بيخصص أوقات للكلام مع المرضى أونلاين من غير فلوس..

‏مهم أوى أننا نبدأ حملات توعية بأهمية زيارة الدكاترة النفسية ونوعى الأجيال الكبيرة أن من مصلحة ولادهم أنهم يتكلموا مع مختص عن مشاكلهم ويعالجها بدل ما يتكلم مع واحد صاحبه ويديله نصيحة تجيبه الأرض. لو بس فهمنا أن المرض النفسى ميقلش أى حاجة عن المرض العضوى والدكتور النفسى مش بيبيع هواء، ثقافتنا هتتغير وفوبيا الشيزلونج هتبدأ تتلاشى وده هيأثر على كل جوانب حياتنا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة