أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا شرف الدين

"وسائل التواصل الاجتماعى".. السم فى العسل

الخميس، 28 يونيو 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

" هنا الضد بالضد داب واستبد

ما تعرف مرارنا هزار ولا جد

و ده نهار عمل ولا جمعة و حد

ولا خد خد باله من أى حد "

وبكلمات الراحل العبقري سيد حجاب وغناء المبدع علي الحجار أستهل مقال اليوم، فبها من معانٍ عميقة، ما يلخص حالة المجتمع بما يسيطر عليه من تناقضات غريبة، تجعلنا نقف جميعاً فى حيرة من أمرنا أمام عدد لا بأس به من علامات الاستفهام ؟

فما كل هذا الكم من العشوائية التى طغت علي مجتمعنا الذي لم يكن يوماً نموذجاً للدقة و النظام و لكنه مقارنة بما آلت إليه الأوضاع مؤخراً زمناً طيباً، نتذكر أيامه الجميلة، فى حين تملأ صدورنا الحسرة و يزلزل كياناتنا التعجب والذهول الذى بات طقساً يومياً علينا تقبله والتآلف معه !

فقد تحول غالبية المصريين إلى مجرد أبواق تردد الشائعات دون أن تترك لأنفسها قليلاً من الوقت لعقل الأمور، والتحقق من صحتها والغرض من إطلاقها، ومن هو المستفيد من إثارة هذا الضجيج  وما هو القصد من وراء ذلك !

عزيزي المواطن المصرى :هل بات مصدر معارفك الأول و الأخير هو وسائل التواصل الاجتماعى؟

 

للأسف: نعم، فقد أصبحت أسهل و أسرع وسيلة لنشر المعلومات التي عادة ما يكون أكثر من نصفها مجرد شائعات يتم بثها بشكل منظم أو غير منظم، مقصود أو حتى دون ذلك.

 

ولكن فى النهاية تكون النتيجة واحدة، وهى انجراف الغالبية العظمى من رواد تلك الوسائل الذين هم كُثر لتصديق هذه الأخبار أو تلك الشائعات.

فيطمئن قلب من أطلقها لغرضٍ في نفسه  أنها ستنتشر كالنار في الهشيم  بفضل آلاف عمليات المشاركة التى لا تكلف المتصفح الشغوف أكثر من ثانيتين بضغطة زر واحدة، لينشر ويؤكد ويوثق الخبر الذى لا يعلم مدى صحته أحد !

فإن كنا نعانى اليوم فى ظل المنظومة الإعلامية الحديثة من فقدان بعض الثقة فيما نتلقي من مواد وأخبار وصور وغيرها عن طريق الجرائد ومواقع الأخبار الشهيرة والتي تسلل إلي أروقتها العتيدة بعض الأخطاء الفردية والتي سرعان ما يتم الإعتذار عنها وتكذيبها إن كانت مؤسسة ذات ثقة ومصداقية ، فما بالك إن كان الخبر مصدرة أحدي وسائل التواصل التي يتحكم و يعبث بها شخصيات افتراضية وهمية فى أغلب الأحوال !

-عزيزى المستغرق فى السوشيال ميديا :

احذر فإنه فخ عميق لا يجب عليك  أن تقع به ، فهذه الفخاخ ليست وليدة الصدفة، ولا سليمة القصد، ولكنها فى أحوال كثيرة تكون خطة منظمة ضمن مجموعة من الخطط لاستراتيجية كبيرة ذات أهداف محددة فى حرب شرسة لا تقل شراستها عن الحروب بالأسلحة الثقيلة فى ميادين الحروب  !

 

فالآن و فى ظل هذا التطور التكنولوجي العظيم  قد نشأت أنواع جديدة من الحروب و أشكال مختلفة للغزو الثقافى، والاحتلال الفكرى لنشر أفكار معينة والترويج لها فى إطار سياسى معين بأسهل وأقصر وسائل السيطرة والانتشار السريع عن طريق وسائل التواصل !

 

 

-هل تعلم أيها المصرى الطيب : أن هناك عدو بألف وجه يتربص بك هو و قبيله و يراك من حيث لا تراه  ليشحنك و يوجهك و يحمسك و يحبطك و يسود الدنيا بعينيك  أحياناً من وراء الكيبورد العجيب و الشاشة الذكية ؟

فلِم تترك له هذه الفرصة العظيمة ليغتنمها و يلتقمك لقمة سائغة ليضرب بك الوطن و يزعزع استقراره و يعرقل خطواته التي بالكاد يخطوها للأمام  ، فتتحول أنت بإرادتك إلي سلاح قاتل لوطنك يصوبه بصدره وقتما يشاء ووفقاً للخطة الموضوعة !

نهاية :

أعلم جيداً أننا جميعاً لا غني لنا عن مواكبة العصر بكل تطوراته و إجادة التعامل بها بل و إتقانها ، و لكن شريطة أن يكون زمام الأمور دائماً و أبداً بأيدينا و في عقولنا.

فلا نترك أنفسنا فرائس سهلة تتلاعب بها أيادي الخبثاء لتحركنا و توجهنا كيفما تشاء، فعلينا جميعاً الحذر ثم الحذر و التعقل و التدبر و التحقق فنأخذ منها ما ينفعنا و ننترك ما يضرنا، ولا ننساق وراء المشاركات السريعة التى تجعل منا وقوداً للنار التى يود أعداؤنا إشعالها بنا وبأوطاننا .

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة