د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: كيف تغيرت الأوقات؟!

الخميس، 28 يونيو 2018 12:00 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: كيف تغيرت الأوقات؟! داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

غريبة الحياة، لديها القدرة على تحريكنا، وفقًا لما ترتأيه، والغريب أننا نسير معها، ونُصدقها، ونغتر بها، ولا نُعطى أنفسنا الفرصة، ولو لمرة واحدة، لكى نتساءل، لماذا هى تُعطينا كل هذا ؟! فلو تفكرنا قليلاً، سنُدرك أنها أعطتنا؛ لأن أحوالنا راقت لها، وعندما منعت عنا؛ لأن أحوالها قد تبدلت، ولكن من يُمكنه أن يُصدق أن أحواله قد تتبدل أو تتغير، فالكل ينظر تحت قدميه، ولا يرى أكثر من المسافة التى يشملها نظره، ويسعد جدًا بمكاسب الحياة، ويظُن أن الحال سيبقى على ما هو عليه، وهنا يكسب هذا، ويخسر ذاك، ويغتر بأُولئك، ويتجاهل هؤلاء، فهو صاحب اللعبة، يُديرها كيفما يشاء، من يستطيع أن يسأله، أو يُحاسبه، أو يستوقفه، ولكن هل يُمكن للحال أن يدوم، ليته يدوم، ولكن هذا مُخالف للنَّامُوس الطبيعى للحياة.

فهل كان أحد يُمكن أن يُصدق أن يرى صُورة للمُمثل الشهير " أرنولد شوارزينجر "، وهو نائم فى الشارع، تحت تمثاله الشهير، المصنوع من البُرونز، والتى قام بنشرها، وكتب تحتها بحُزن "كيف تغيرت الأوقات!".

وسبب كتابته لتلك الجملة، ليس فقط لأنه كبر فى السن؛ لكن لأنه عندما كان حاكم ولاية كاليفورنيا، قام بافتتاح الفندق الذى يُوجد التمثال أمامه، حيث قال له المسؤولون عن الفندق وقتها: "فى أى وقت يُمكنك المجيء، ولك غرفة محجوزة باسمك مدى الحياة"، وعندما ترك "أرنولد" الحكم، وذهب إلى الفندق، رفضت الإدارة إعطاءه الغرفة؛ بحُجة أن الفندق محجوز بالكامل!، فأحضر غطاءً، ونام تحت التمثال، وطلب من الناس أن تُصوره، فهو أراد أن يبعث رسالة هامة، أنه عندما كان فى السُّلطة، وكان ذا منصب وقوة، كان الجميع يُجاملونه، ويُنافقونه، ولما فقد القوة والمنصب، نسوه، ولم يُوفوا بوعدهم له.

فلا تثق فى الأيام، فهى لديها القُدرة على أن تَغُرَّك، وتجعلك تُصدقها وتأمن لها، وعليها، تتحكم وتحكم، وتبيع وتشترى، ولا ترى إلا نفسك ومصالحك، وتظُن أن ساعة الحياة قد توقفت، ولن تتحرك عقاربها إلا بيدك، ولكن الإنسان استطاع أن يقهر كل شىء فى الحياة، فهو استطاع أن يقهر أحباءه، وأقرب المُقربين له، وأعداءه، حتى نفسه، استطاع أن يقهرها، ولكن هل قابلنا من قبل من استطاع أن يقهر الزمن أو القدر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة