صور.. الإهمال الطبى بالمستشفيات الخاصة والحكومية عرض مستمر.. "فريال" ماتت بثقب فى الأمعاء بعد جراحة بالمستشفى.. "شيماء" خرجت بعاهة مستديمة بعد عملية تجميل أسنان.. بلاغ ضد مستشفى لإهمالها فى علاج "حبيبة"

الأحد، 17 يونيو 2018 03:00 م

الإهمال الطبى بالمستشفيات

أعد الملف هند المغربى - فتحية الديب - عادل درة - عبدالله صلاح

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الطب هى مهنة إنسانية فى المقام الأول تهدف دائما إلى تخفيف آلام المرضى والمحافظة على صحتهم النفسية والجسدية، فهى مهنة إنسانية قبل أن تكون علمية، إلا أنه فى الآونة الأخيرة ظهرت العديد من حالات الإهمال الطبى التى أودت بحياة المرضى أو تسببت فى إصاباتهم إصابات بالغة.

ففى محافظة الشرقية شهدت عدد من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، على مدار الأشهر الماضية، وقائع إهمال طبى تسببت فى وفاة ربة منزل أثناء الولادة، وإصابة آخرين بعاهات مستديمة.

الحالة الأولي، عندما توفت "فريال حسين إبراهيم" 33 سنة ربة منزل بعد تعرضها للإهمال الطبى أثناء إجراء عملية وضع، داخل مستشفى منيا القمح العام، ويقول "أحمد إبراهيم مسلم حسين" 32 سنة سائق ومقيم بندر منيا القمح زوج المجنى عليها، إن زوجته، فقدت حياتها ضحية للإهمال الطبي، داخل مستشفى منيا القمح" وتابع: زوجتى عاشت يتيمة وتركت لى طفلتنا "سلمي" 7 أشهر، سوف تتربى يتيمة مثلها، لكن لن أترك حقها، زوجتى دخلت مستشفى منيا القمح على رجليها، خرجت مصابة بثقب فى الأمعاء والرحم.

وأضاف الزوج، فى البداية عندما كانت زوجتى فى حالة متابعة عند طبيب نساء وتوليد، حيث كانت حامل فى الشهر الثاني، وطلب منها الطبيب الذهاب لمستشفى منيا القمح العام، بعد علمه بتوقف نبض الجنين، لإجراء عملية "كحت وتنظيف" وقام طبيب يدعي "خالد م" بإجراء العملية، وطمأننا على صحة زوجتي.

واستكمل الزوج، بعد يوم شعرت زوجتى بانتفاخ بالبطن وحالة إعياء، ذهبت مرة ثانية للمستشفي، لاستطلاع الأمر، فتم تحويلها فى حالة حرجة إلى مستشفى الزقازيق العام، وعلمنا من الأطباء بأن زوجتى أصيبت بثقب بالأمعاء والرحم والقولون أثناء العملية. مما تسبب فى حدوث مضاعفات لها ووفاتها، وأفاد تقرير طبى بمستشفى الزقازيق الجامعى، أن المريضة دخل المستشفي، بتشخيص آلام حادة بالبطن ما بعد عملية كحت خارج مستشفيات جامعة الزقازيق، مع احتمالية وجود ثقب بالأمعاء وما يستجد وقد تم عمل استكشاف للبطن ووجد ثقبين بالأمعاء وتم عمل استئصال لجزء من الأمعاء وتوصيلها ببعض، وقد وجدت كميات هائلة من الصديد داخل البطن، وتم عمل غسيل للبطن من الصديد، ووجد ثقب بالرحم تم تركه للعلاج تحفظيا بعد استشارة أطباء النساء والتوليد، وقد تم وضع درانق وتحويل الحالة إلى العناية المركزة نتيجة لتدهور حالتها العامة، قام الزوج بعدها بتحرير محضر رقم 60512 جنح المركز لسنة 2017.

"شيماء" تصاب بعاهة مستديمة أثناء إجراء عملية فى الفك

تروي "شيماء السيد على" 30 سنة ربة منزل مقيمة الزنكلون مركز الزقازيق، قصتها لـ"اليوم السابع" قائلة، أنا متزوجة ولدى أطفال، ومثل أى زوجة فى عز شبابها تريد أن تهتم بمظهرها الخارجي، فقررت الذهاب لطبيب أسنان لمعاناتى من بروز خفيف فى الفك العلوي، ولكن وقعت تحت يد طبيب غير أمين على مهنته وتسبب لى فى عاهة بنسة 35%.

وتضيف توجهت إلى طبيب بمدينة الزقازيق يدعي" عصام م م ش" لاستشارته فى كيفية تجميل البروز بالفك العلوي، فنصحنى بإجراء عملية تقويم جراحى فى الفك العلوى، وتقويم عادى بالفك السفلي، وبعد عدة زيارات له بالعيادة حدد موعد إجراء العملية بمستشفى خاص بمدينة الزقازيق، وبعد يوم من إجراء العملية، بدأت أشعر بألم شديد بالفك العلوي، أعقبه تساقط 8 أسنان من الفك العلوى.

وتابعت "تم توقيع الكشف عليا وتبين تعرضى لإهمال طبى أثناء الجراحة، وتم تقديم دعوى ضد الطبيب تحمل الرقم 3840 لسنة 2017 جنح قسم أول الزقازيق، لافتة إلى أنه بتوقيع الكشف الطبى من خلال الطب الشرعى تبين أن الإهمال الطبى تسبب خطأ فى إصابتها فى فقد القواطع الأربعة بالفك العلوى على الناحيتين اليمنى واليسرى وفقد بعظام المنطقة الأمامية فى الفلك العلوى مصحوبا بتواجد ناسور متصل بين التجويف الأنفى والتجويف الفمى، بالإضافة إلى عدم انطباق الفكين معا وتقدر نسبة العاهة 35 %، فضلا عن إصابتها بحالة نفسية زوجها وتأثير ما حدث لها على حياتها الشخصية والزوجية، وعدم قدرتها على الحديث بوضوح.

فيما حرر مواطن بمركز أبوكبير بالشرقية، محضر رقم 6575 إدارى مركز شرطة الزقازيق ضد مستشفى الأحرار العام، يتهم فيه طبيب بالمستشفى بالإهمال الطبى فى علاج ابنته، والتسبب فى مضاعفة الألم لها، مع احتفاظه بالتقارير الطبيبة التى تثبت دخولها المستشفى وإجراء العملية.

وقال محمد صلاح عامل والد الطفلة المجنى عليها فى البلاغ أن ابنته الطفلة "حبيبة" أصيبت أثناء تواجدها بالمنزل بقطع بالأوتار بيدها اليمنى من كوب زجاج، وتم تحويلها إلى مستشفى الأحرار، ودخلت غرفة العمليات، وبعدها أخبرنا الطبيب المعالج بتوصيل الأوتار، وتم إزالة الجبائر بعد 22 يوما من إجراء العملية، وطالبنا الطبيب بإجراء علاج طبيعى للطفلة.

وتابع الأب: أنه بعد فترة لم تتحسن الطفلة، وظلت تبكى من الألم، فذهبت بها إلى طبيب خارج المستشفيات الحكومية، وطلب إجراء أشعة جديدة وتبين أن الأوتار ما زالت متقطعة، ولم يتم توصيلها، وطالب والد الطفلة، بمحاسبة الطبيب المتسبب فى التقصير والإهمال فى علاج الطفلة.

وفى محافظة قنا، أقصى جنوب الصعيد، لم يكن أسرة الطفل محمد الذى لم يبلغ من العمر 4 أعوام يعرفون أن أنفاسه الأخيرة ستكون داخل عيادة خاصة لإجراء عملية استئصال اللوزتين، العملية التى يجريها المئات من الأطفال يوميا، إلا أن حظه العثر جاء داخل عيادة خاصة بالمخالفة للقانون دون طبيب تخدير على حد قول أسرة الطفل.

وتجمهر أهل الطفل أمام العيادة بعد وفاته، وتم الدفع بقوات الأمن إلى مقر الواقعة والسيطرة على الموقف، والتحفظ على الطبيب لحين عرضه على النيابة، ونقل جثة الطفل المتوفى إلى مشرحة مستشفى نجع حمادى العام.

وأفاد أهل الطفل أن الإهمال الطبى واضح من قبل الطبيب الذى أجرى العملية داخل عيادته الخاصة بالمخالفة للقانون، بالإضافة إلى عدم وجود طبيب للتخدير، وقام الطبيب بتخديره بنفسه، وطالب محمد عباس ابن عم والد المجنى عليه بتطبيق القانون وأخذ حق الطفل الذى لم يرى الدنيا بعد قائلا "أن أسرته فى انتظار كلمة القانون لتنطق بالحق لتعيد لأسرة محمد حقه بعد أن فقدته دون أدنى ذنب منه".

فيما قررت النيابة العامة بنجع حمادي، تشكيل لجنة ثلاثية لمعاينة العيادة ومدى جاهزيتها لإجراء العمليات وحبس الطبيب 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وطالبت باستعجال تقرير الطبيب الشرعى لتوضيح أسباب الوفاة.

وشهدت محافظة الغربية واقعتى إهمال طبى فى أقل من أسبوعين راح ضحيته سيدتين نتيجة إجراء عملية ولادة قيصرية داخل مستشفيات بالمحلة، وصدر بناء على تقرير لجنة إدارة العلاج الحر قرارين من اللواء احمد صقر محافظ الغربية بغلقهما.

كشف تقرير لجنة الصحة لفحص هذه المستشفيات، والتى صدر بشأنها قرار غلق وسحب تراخيص، عقب وفاة سيدة أثناء إجراء ولادة قيصرية، نظراً لوجود إهمال طبى، وجود كوارث طبية بالإضافة إلى عديد من المخالفات.

وأوضح تقرير اللجنة، التى شكلها الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية، برئاسة الدكتورة صافيناز عثمان مدير إدارة العلاج الحر بالمديرية، المخالفات التى تم رصدها بالمستشفى ومنها أنه تم استقبال السيدة ياسمين أمير البسيونى بالعيادات الخارجية بالمستشفى فى حالة وضع، وتم تجهيزها ومراجعة فحوصها بمعرفة طبيب مقيم غير مختص"غير أخصائية نساء" وقامت بتحديد ميعاد الولادة.

وأضاف التقرير الطبى المرفق من المستشفى:"حدثت مضاعفات أثناء العملية وتبين وجود 3 أورام واستغرقت العملية أكثر من 3 ساعات ومع ذلك تم نقلها إلى غرفة الإقامة".

وأوضح التقرير أن التمريض الموجود بجناح الإقامة لا يحمل ترخيص مزاولة مهنة، وأنه لم يوجد أطباء فى الدور مما أدى إلى تدهور الحالة وتوقف قلبها عن النبض، وعدم وجود نائب عناية، ونموذج التخدير لا يستخدم بانتظام.

كما تبين عدم اتباع سياسة مكافحة العدوى وفقا للتقرير الوارد من إدارة مكافحة العدوى بالمديرية، حيث وجد كيس دم كامل تم سحبه بالمستشفى مكتوب عليه اسم المريضة "ياسمين محمد"، علما بأنه لا يوجد بنك دم بالمستشفى وفقا للتقرير الوارد من إدارة بنك الدم بالمديرية.

وأضافت إدارة العلاج الحر، أن الأدوات داخل العناية المركزة غير نظيفة وبعضها غير موضح به تاريخ الصلاحية وفقا لتقرير إدارة الجودة بالمديرية، ووجود أدوات عالية الخطورة بجوار الحالات، كما تبين وجود ماسكات قديمة تستخدم أكثر من مرة، ووجود صدا على الأرضيات وأجهزة التخدير.

وقام الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية برفع تقرير للواء أحمد صقر محافظ الغربية، الذى قرر غلق المستشفى والسير فى إجراءات سحب تراخيصها.

كان هانى مدحت، محامٍ مقيم بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، قد حرر محضرا بقسم شرطة طنطا ثان يحمل رقم 3526 إدارى يتهم مستشفى "ا.ا" التخصصى، وطبيبة بالمستشفى تدعى "ر.ف" بالتسبب فى وفاة زوجته عقب دخولها للمستشفى لإجراء عملية ولادة قيصرية.

كما قرر وكيل وزارة الصحة بالغربية، تشكيل لجنة عاجلة من إدارة العلاج الحر وإدارة الجودة وإدارة مكافحة العدوى بالمديرية، للتفتيش على المستشفى عقب وفاة سيدة تدعى"نيرة.ا" 23 سنة أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية.

وكشفت اللجنة عن وجود العديد من القصور فى سياسة مكافحة العدوى والتجهيزات وعدم وجود اماكن كافية للإفاقة .

كانت أسرة الفتاة وتدعي"نيرة" 23سنة قد حرروا محضرا بقسم أول المحلة يتهمون أطباء المستشفى بالإهمال الطبى والتسبب فى وفاتها أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية، وأمر أحمد السعيد عمر رئيس نيابة أول المحلة بندب الطب الشرعى لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة.

وبعرض الأمر على الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة، أمر بسرعة تشكيل لجنة عاجلة لفحص المستشفى وإعداد تقرير لرفعه للواء احمد صقر محافظ الغربية، الذى اصدر قرارا بغلق المستشفى.

24 ساعة من القلق والرعب دبت فى قلوب 7 مرضى وذويهم عقب انقطاع التيار الكهربائى عن مستشفى أسوان العام، واضطرار إدارة المستشفى لنقل الحالات إلى مستشفى أسوان الجامعى لحين صيانة العطل المفاجئ فى الكهرباء والمولدات وعودة المرضى مرة أخرى إلى المستشفى.

أهالى المرضى قصوا تفاصيل ساعات الرعب لـ"اليوم السابع"، قائلين: "فوجئنا بانقطاع مفاجئ للتيار الكهربائى بمستشفى أسوان العام بالكامل أثناء احتجاز ذويهم داخل المستشفى لتلقى العلاج، واستمر انقطاع التيار الكهربائى لساعات دون أن يفسر أحد من الموجودين فى المستشفى سبباً لما يحدث.

وأضاف الأهالى، أنهم فوجئوا أيضاً بنحو 7 ساعات من انقطاع الكهرباء بإخبارهم تأسف إدارة المستشفى لما يحدث، وأنهم مضطرون لنقل الحالات الموجودة بالمستشفى العام للمستشفى الجامعى بمدينة أسوان، وسط ذهول ودهشة من أهالى المرضى نظراً لأن من بينهم مرضى بالقلب وغيبوبة كبدية ونزيف بالمخ وغير ذلك.

الدكتور على صبحى، مدير مستشفى أسوان العام، أكد أن واقعة انقطاع التيار الكهربائى بالمستشفى ضمن انقطاع التيار عن منطقة الصداقة شرق مدينة أسوان، مضيفاً أن قرار نقل الحالات السبعة للمستشفى الجامعى إجراء إنسانى مراعاة للحالة المرضية لهذه الحالات وخاصة من الحالات الحرجة، فى ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائى لأكثر من 6 ساعات متواصلة، مشيرا إلى أن هذه المشكلة تأثرت بها أيضا فى نفس التوقيت عدد من المنشات السكنية الأخرى ومستشفيات الحميات والرمد.

وأوضح الدكتور على صبحى، بأن مستشفى أسوان العام فوجئت بانقطاع التيار الكهربائى عن مناطق بمنطقة الصداقة الجديدة، مما ترتب علية خروج خطوط الكهرباء المغذية لمستشفى أسوان العام بالصداقة عن الخدمة بشكل كامل، ولكن المستشفى عادت لاستقبال المرضى والمترددين على المستشفى بشكل طبيعى فى اليوم التالى.