صرح ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية فى فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن روسيا مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين بشأن إيران، ولكن مع واشنطن، قد يكون هذا الأمر إشكاليا بسبب الموقف الذى اتخذته.
وقال أوليانوف لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية، ردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين بحثا عن حل جديد بشأن إيران:"روسيا مستعدة دائما للعمل لصالح القضية، لكن لدى شعور بأن العمل مع الولايات المتحدة يمكن أن يكون مشكلة كبيرة بسبب الموقف الذى تتخذه".
وأضاف، "هذه ضربة قوية للجهود الرامية لتعزيز نظام عدم الانتشار النووي، وقد تأكد مجددا أن واشنطن تستخدم خطاب عدم الانتشار لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، وهى أهداف مشكوك فيها للغاية ".
وأوضح، أن الولايات المتحدة بقرارها الانسحاب من الاتفاق بشأن إيران، عملت على تعقيد البحث عن حلول للقضية النووية لشبه الجزيرة الكورية.
وتابع، "وهكذا، تكون الولايات المتحدة، قد اتخذت، مسار تفكيك الاتفاق الحالى بشأن إيران، وبدأت فى الوقت نفسه البحث عن حلول للمشكلة النووية فى شبه الجزيرة الكورية".مشيرا إلى أن القرار الذى اتخذه ترامب، لديه إسقاط مباشر على كوريا الشمالية، خاصة وأنه تم اتخاذه قبل اجتماع قادة كوريا الشمالية والولايات المتحدة بوقت قصير.
وأشاد أوليانوف بإيران، قائلا، "لقد أظهرت طهران الحكمة فى هذا الموقف، وامتنعت عن رد الفعل غير المدروس، وأعلنت استعدادها لدراسة مسألة استمرار الصفقة النووية بدون الولايات المتحدة — مع روسيا والصين والقوى الأوروبية الثلاث، لذلك سوف يستمر العمل الدبلوماسى فى المستقبل القريب، ومن الواضح أنه سيكون مكثفا للغاية".
من جانبه اعتبر عضو لجنة الشئون الدولية فى مجلس الدوما الروسى، سيرجى جلزنياك، أن أسباب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى مع إيران "مزيفة"، مشيرا إلى أن واشنطن تستفز إيران لاتخاذ إجراءات انتقامية وخلق أزمة جديدة فى الشرق الأوسط .
وقال جلزنياك فى تصريح صحفى اليوم الأربعاء: "لقد توصل البيت الأبيض مرة أخرى إلى أسباب زائفة لخرق الاتفاقيات الدولية، التى تهدد ببؤرة جديدة للتوتر فى منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف "أن القيادة الحالية للبيت الأبيض تدمر النظام، الذى تم تشكيله وتنسيقه مع دول أخرى، مما سيدفع إيران لاتخاذ تدابير انتقامية وخلق أزمة جديدة فى الشرق الأوسط". معتبرا أن الإجراءات الأمريكية ضد إيران مدمرة وتهدف إلى الحد من نشاط إيران فى حل الأزمة السورية وإعاقة جهود السلام المشتركة لروسيا وتركيا وإيران فى سوريا.
وتابع قائلا:" أن روسيا تتابع عن كثب تصرفات واشنطن ضد شريكنا الإيراني، وسوف تستخلص الاستنتاجات المناسبة".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت ،على لسان بعض الدبلوماسيين الروس، أن موسكو مستاءة من قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران .
يُذكر أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن أمس الثلاثاء انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، الذى أبرمته الدول الكبرى مع إيران عام 2015، وأعاد فرض العقوبات الإقتصادية على طهران .
