نهلة الصعيدى

المرأة والجهر بالمعصية

الأحد، 20 مايو 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثر فى هذه الأيام بعض النساء والفتيات اللائى لم يكتفِ بعضهن بفعل المعاصى والمنكرات، فعمدنَ إلى المجاهرة بالمعصية، والافتخار بارتكابها، والتحدث بها، ولم يقرأنَ قول الله تعالى ولم يتدبرنه «لَّا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا»، «سورة النساء- آية 148».
ولم يتأملنَ قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كل أمتى معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملًا، ثم يصبح قد ستره ربه فيقول يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه».
فالمرأة تفعل ذلك تجاهر بتحدى دين الله عز وجل، فهناك امرأة تتحدث أمام زميلاتها عن سفريات لها، وما يتخللها من فسق وفجور، وتفاخر بذلك فى مجالسها، وتعتبر ذلك نصرًا وإعجابًا، وأنه لا مثيل لها فى النساء.
وهناك من تفاخرت بعلاقات محرمة، أو فعل محرم، أو معصية معينة، أو بذاءة لسان، أو إتلاف شىء لأحد، أو مزاولة مهنة لا يقبلها ديننا ولا شريعة ربنا.
اعلمى أيتها المرأة المسلمة أن المجاهرة بالمعصية استخفاف بأوامر الله عز وجل، وتؤدى بك إلى اعتياد القبائح واستمرائها، فتصبح أمورًا عادية لا شىء فيها مع الوقت، كما أنك بذلك تُعدّين شريكة فى الإثم مع من ارتكب مثل ما ارتكبتِ، لأن فعلك هذا بمثابة دعوة غيرك من النساء إلى ارتكاب المعاصى وإشاعة الفساد ونشر المنكرات، كما أن فعلك هذا دليل سوء خلقك وقسوة قلبك واستحكام الغفلة منه.
والمطلوب منك أيتها المرأة المسلمة، ونحن نعيش بركات هذا الشهر الكريم، ليس هو ترك المجاهرة بالمعاصى فقط، وإنما هو ترك المعاصى كلها، إذ هى قبيحة العواقب، سيئة المنتهى.
فما أهلك الله الأقوام إلا بالمعاصى والمجاهرة بها، ولنا فيهم عبرة وعظة، فإغراق قوم نوح وفرعون، وهلاك عاد وثمود كان بسبب ذلك.
ولنعلم- نحن النساء- أن من اقترف الذنب، ووقع فى المعصية، ثم استتر بستر الله ولم يجاهر بها، كان ذلك أدعى للتوبة، وأرجى للإقلاع عن المعاصى، ولنا فى حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير إرشاد وتوجيه، وذلك عندما اعترف رجل على نفسه بالزنا، فما كان من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أن قال: «قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله ما أصاب من هذه القاذورات شيئًا فليستتر بستر الله».
ولنضع أمامنا معشر النساء حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن الله يدنى المؤمن فيضع عليه كتفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول نعم أى رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى فى نفسه أنه هلك قال: سترتها عليه فى الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته».
واعلمى أيتها المرأة المسلمة أن صلاحك هو صلاح للمجتمع كله، وفسادك هو فساد للمجتمع كله.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة