لم تهمل الدراما المصرية قضايا الإرهاب ومشكلة التطرف، خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ العام 2010، حينما بدأت مشاكل الإرهاب تظهر بقوة فى أرجاء الوطن العربى، حيث ظهرت منظمات مثل «طالبان» و«القاعدة» ومؤخرا «داعش»، وذلك بخلاف جماعات التطرف الفكرى مثل الجماعة الإرهابية «الإخوان».
خلال السنوات الـ8 الأخيرة، أنتجت الدراما المصرية ما يقرب من 8 أعمال درامية قضيتها الأساسية أو جزء من أحداثها تعتمد على تسليط الضوء على الأحداث الإرهابية، ففى عام 2010، قدم الكاتب الكبير وحيد حامد مسلسل «الجماعة»، الذى آثار ضجة كبيرة وقت عرضه، وأخرجه محمد ياسين، ويقدم بطولة العمل النجم الأردنى إياد نصار، الذى جسد شخصية حسن البنا، وكشف وقتها وحيد حامد فى سياق الأحداث، كيف قدر لهذه الجماعة أن تخرج للنور، والطرق غير المشروعة التى سلكتها الجماعة وانحرافها عن أهدافها الأساسية واقتحامها مجال السياسة والاغتيالات التى قامت بها الجماعة، وشارك فى البطولة وقتها حسن الرداد ويسرا اللوزى وسوسن بدر وعزت العلايلى وأحمد راتب وغيرهم من العشرات من النجوم والفنانين.
وفى عام 2012 قدم النجم الكبير الراحل محمود عبدالعزيز مسلسل «باب الخلق» وأيضا ناقش بشكل أو بآخر قضية الإرهاب من خلال شخصية «محفوظ زلطة» الذى يعود من الخارج، بعد أن تورط مع بعض الجماعات الإرهابية، ورغم أن أحداث العمل كان بها اللمحة الكوميدية، ولكنه اقتحم الجماعات الإرهابية وقياداتها وصراعها مع الأجهزة الأمنية المصرية.
وفى العام التالى، قدم النجم هانى سلامة أول أعماله الدرامية، وهو مسلسل الداعية للكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل، ورغم أن المسلسل لم يتطرق خلال أحداثه إلى فكرة الجماعات الإسلامية، ولكنه رصد كيف يمكن للشخص المتطرف فكريا أن يراجع نفسه، حتى وإن لجأ الكاتب فى نهاية العمل إلى فكرة «القتل»، حينما عمد إلى وضع نهايتين للمسلسل إحداهما ينتصر فيها الإرهاب، والأخرى يفشل فيها ويلقى القبض على الشخص الإرهابى، وقد شارك فى بطولة العمل كل من بسمة ورحمة حسن وأحمد راتب وريهام عبدالغفور وأحمد فهمى ومحمد شرنوبى وأحمد مجدى، وقد لاقى المسلسل نجاحا كبيرا لا سيما أنه عرض عقب ثورة 30 يونيو بأيام قليلة.
وبعدها بعام، قدم النجم الراحل خالد صالح مسلسله الأخير «حلاوة الروح» وهو إنتاج عربى مشترك، ولكنه سلط الضوء أيضا على الإرهاب فى منطقة الشام.
وفى الموسم نفسه، قدم النجم عمرو يوسف مسلسل «عد تنازلى»، الذى شاركه فيه البطولة النجم طارق لطفى وكندة علوش ومحمد فراج وسيد رجب وغيرهم، وأخرجه حسين المنباوى، ورصد المسلسل كيف يمكن للشخص المسالم البرىء أن يتحول بسبب الظلم الذى يقع عليه إلى إرهابى، يمكنه أن يقتل الأبرياء فى سبيل الانتقام فقط، رغم أن جوهره إنسان لا يمكن أن يؤذى، وأيضا تألق خلال هذا العمل سيد رجب الذى قدم شخصية «أمير الجماعة» بمنظور مختلف قائم على الإقناع مهما كانت مبرراته.
واستمرارا لمناقشة أعمال الإرهاب، قدم يوسف الشريف مسلسل «القيصر» فى عام 2016، وهو العمل الذى كشف كواليس الصراع بين المنظمات الإرهابية العالمية، وعلاقتها بجماعات التكفير وصراعهما مع الأجهزة الأمنية، وكيف يكون تدريب عناصر هذه الجماعات باحترافية شديدة، وأيضا كيف يمكن للأجهزة المصرية أن تواجه هذه العناصر، وشاركه البطولة ريهام عبدالغفور وخالد زكى وأشرف زكى وأحمد سعيد عبدالغنى وأحمد حلاوة وإخراج أحمد نادر جلال، وتأليف عمرو سمير عاطف.
وفى رمضان 2017، أى العام الماضى، قدم مسلسلان عن الإرهاب والتطرف، أولهما غرابيب سود، الذى كان يحكى عن حكايات نساء انتسبن إلى تنظيم داعش تحت دوافع نفسية مختلفة.
