شهدت محكمة الأحداث بالبحيرة المنعقدة بمدينة دمنهور واقعة غريبة، حيث وقف طفل عمره لا يتعدى 4 سنوات أمام القاضى لاتهامه بالاعتداء على زميلته بالضرب أثناء لعبهما داخل الحضانة .
وتأتى هذه المحاكمة على خلفية اتهام والد الطفلة وتدعى "م. م.ش" 4 سنوات لزميلها محمد سامح مدكور 4 سنوات بالتعدى عليها ما أدى إلى إصابتها داخل حضانه مدرسة عبد العظيم بديوى الابتدائية بحوش عيسى، فيما أكد والد الطفل أن البلاغ الكيدى سببه الحقيقى أن طفله قام بتقبيل الطفلة وتوديعها أثناء خروجها من الحضانة ما آثار غيرة والدها.
وتعود وقائع القضية الغريبة إلى 5 شهور مضت بالتحديد 6 ديسمبر 2017، حينما تلقى اللواء علاء الدين عبد الفتاح مدير أمن البحيرة، إخطارا من ضباط المباحث بقسم شرطة حوش عيسى بورود بلاغ من والد الطفلة "م.م.ش" 4 سنوات باتهام زميلها بمدرسة عبد العظيم بديوى الابتدائية بالتعدى عليها بالضرب ما أدى إلى إصابتها، وتم تحرير محضر بذلك برقم 10 لسنة 2018 أحداث البحيرة.
ولم تنتهى القصة عند ذلك فتم إحالة البلاغ إلى النيابة التى أحالتها بدورها إلى محكمة جنح حوش عيسى التى رأت عدم اختصاصها بالموضوع لتحيلها مرة أخرى لمحكمة الأحداث بدمنهور.
وخلال جلسة المحاكمة سادت قاعة محكمة الأحداث حالة من الاندهاش لهذا المشهد الغريب الذى أدى إلى وقوف طفل لم يتعدى عمره 4 سنوات فى ساحات المحاكم ليدافع عن نفسه.
ومن جانبه، قال سامح مدكور والد الطفل المتهم ويعمل صاحب معرض سيارات أنه فوجىء بقيام أحد أولياء الأمور بمدرسة عبد العظيم بديوى الابتدائية بتحرير محضر ضد ابنه فى ديسمبر من العام الماضى لاتهامه بضرب ابنته، مضيفًا أنه قدم تقرير طبى بحالة الطفلة يثبت أن بها إصابات خلال وقوعها على الأرض وبناء عليه تم اتهام نجلى بأحداث تلك الإصابات.
وأوضح مدكور أنه تم تداول القضية خلال أكثر من 5 شهور من خلال محكمة جنح حوش عيسى التى أحالت القضية إلى محكمة أحداث دمنهور رغم صغر سن الطفل وعدم جواز محاكمته جنائيا، مؤكدا معاناته الشديدة هو وأسرته خلال الشهور الماضية بعد معرفته بالاتهام الغريب لنجله.
وكشف والد الطفل عن مفاجأة فى القضية قائلا إن السبب الأساسى لرفع الدعوى واتهام ابنه قد جاء بعد اتهام والد الطفلة لنجله بتقبيل ابنته وتوديعها أثناء خروجها من حضانة المدرسة، مضيفًا أن والد الطفلة اعتبر أن هذا السلوك بمثابة فعل تحرش رغم عدم اتساقه مع المنطق السليم، وحرر محضر كيدى بالضرب ضد ابنه للقصاص منه وكأنه رجل عاقل يدرك ما يفعل، خاصة أن هناك خلافات سابقه بين جدة الطفل التى تعمل بالمدرسة فحاول الانتقام منها فى صورة حفيدها، واعتبر سامح مدكور، أن هذا الفعل العفوى من ابنه هو مجرد "لعب عيال" لا يجب تضخيمه بهذه الصورة الغريبة.
وقال والد الطفل إنه اصطحب نجله إلى المحكمة مما آثار استغراب رئيس المحكمة وقال له: "مين ده"، فنظر له وضحك وقام بمصافحته وقال لى: "خد ابنك وامشى"، لافتًا إلى أنه من غير المنطقى أن يتم تداول القضية وعدم حفظها فى النيابة رغم وجود تحريات المباحث التى أكدت أن سن الطفل الذى لا يتعدى 4 سنوات
وتابع: "الحمد لله أن الموضوع وصل لحد كده ..ابنى كان هيروح السجن علشان بوسة أطفال"
فيما قال عماد عبد الله محامى الطفل المتهم، أن والد الطفلة حرر محضر اتهم فيه الطفل بالاعتداء على ابنته بحضانة المدرسة، مضيفا أن النيابة العامة أحالت المحضر لمحكمة الجنح، والتى أعادت القضية لمحكمة الإحداث للاختصاص التى قررت حجز القضية للحكم يوم 30 مايو الجارى.
وأوضح محامى الطفل، أن هذا المتهم لا يجوز محاكمته لأنه صبى غير مميز وغير مسئول عن أفعاله، وهناك قصور فى قرار النيابة التى كان يجب عليها حفظ التحقيق لعدم معقوليته، وتابع: "هو فيه حد يصدق أن طفل يلبس البامبرز يتم محاكمته جنائيا".
ونفى محامى الطفل المتهم صحة ما نشر من أخبار على مواقع التواصل الاجتماعى عن تحرش الطفل بزميلته، موضحا أن المحضر الذى حرره والد الطفلة اتهم الطفل بضرب ابنته فقط دون أى اتهامات أخرى، مشيرا إلى كيدية البلاغ الذى يتهم فيه الطفل بالتعدى على زميلته بالضرب وذلك بسبب خلافات عمل سابقه بين والد الطفلة وبين جدة الطفل المتهم.
