لبنانيو الخارج يختارون برلمانهم لأول مرة منذ الاستقلال.. القاهرة أولى محطات تصويت المغتربين وتطبيق إلكترونى يدل المواطنين على مراكز الاقتراع.. عون: لا تنتخبوا من يدفع أكثر.. وتأجيج الطائفية تلاعب باستقرار الوطن

الجمعة، 27 أبريل 2018 06:00 ص
لبنانيو الخارج يختارون برلمانهم لأول مرة منذ الاستقلال.. القاهرة أولى محطات تصويت المغتربين وتطبيق إلكترونى يدل المواطنين على مراكز الاقتراع.. عون: لا تنتخبوا من يدفع أكثر.. وتأجيج الطائفية تلاعب باستقرار الوطن المنافسة الانتخابية فى لبنان تبلغ ذروتها
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لأول مرة منذ استقلال لبنان سيتمكن المغتربون من المشاركة فى الانتخابات النيابية فى دورتها الحالية التى ستجرى داخل لبنان فى 6 مايو المقبل، وذلك بعد أن تم اعتماد قانون جديد للانتخابات أدخل تغيير شامل وإصلاحات متعددة متعلقة بالقانون الانتخابى، وسط حالة استقطاب بلغت ذروتها بين التيارات المختلفة التى تتنافس على صنع القرار اللبنانى على مدار السنوات الأربعة المقبلة.

 

وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، أن غدا الجمعة فى تمام الساعة السادسة صباحا بتوقيت بيروت، ستنطلق المرحلة الأولى فى عملية تصويت اللبنانيين بالخارج والتى تجرى لأول مرة فى تاريخ لبنان، وإن القاهرة ستكون المحطة الأولى فى هذا الاقتراع التاريخى الذى سيمارسه المنتشرون اللبنانيون الذين تسجلوا للإدلاء بأصواتهم بالخارج فى ست دول عربية هى: إضافة الى مصر، كل من السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، وسلطنة عمان. وتستمر عملية الاقتراع فى هذا اليوم إلى الساعة الحادية عشرة بتوقيت لبنان.

 

 أما المرحلة الثانية من انتخابات الخارج، فستجرى – وفقا لبيان الخارجية - يوم الأحد المقبل فى 33 دولة، وستبدأ عملية الاقتراع منتصف ليل "السبت – الأحد" بتوقيت بيروت انطلاقا من الساحل الشرقى لأستراليا على أن يختتم التصويت بتمام الساعة الثامنة صباح يوم الإثنين بتوقيت لبنان، بعد إقفال صناديق الاقتراع فلا تمام الساعة العاشرة ليلا بتوقيت الساحل الغربى للولايات المتحدة الأمريكية.

 

 وتابع البيان "تود وزارة الخارجية والمغتربين التذكير بأنها ستنقل مباشرة عملية الاقتراع بالخارج طيلة ساعات التصويت، وذلك من خلال غرفة عمليات أقامتها فى مقرها. ويمكن لوسائل الإعلام كافة، المحلية والأجنبية، مواكبة هذه العملية فى الوزارة.

 

فيما أطلقت وزارة الداخلية والبلديات على موقعها الإلكترونى تطبيقا يدل المواطنين اللبنانيين إلى مراكز الاقتراع المحددة فى الانتخابات النيابية لكل واحد منهم، حيث سينتخبون، وذلك بالدخول إلى الموقع الإلكترونى ، وكتابة التفاصيل الشخصية، للحصول على نتيجة فورية، حول مراكز اقتراع المقيمين فى مختلف الدول.

 

وتتميز تلك الانتخابات النيابية بنكهة مختلفة عن أى انتخابات سابقة فلم يعد هناك وجود للتحالفات التقليدية فى لبنان، ففى آخر انتخابات كان التنافس واضحا بين تيارين الأول 14 أذار بقيادة سعد الحريرى فى مواجهة التحالف الشيعى 8 أذار، إلا ان القانون الجديد فرض تحالفات مختلفة، ففى دائرة تجد تحالف بين تيارين فى حين أنهما متنافسان فى دائرة آخرى، ويبقى التحالف الأكبر اجتماع "التيّار الوطنى الحرّ"، و"الجماعة الإسلاميّة"، أى الإخوان المسلمين، فى لائحة واحدة فى دائرة "صيدا – جزّين".

 

وقسم القانون الجديد لبنان الى 15 دائرة انتخابية إلا أن هناك دوائر بعينها ستكون فى بؤرة الحدث، فى مقدمتها دائرة «بيروت الثانية» معقل عائلة الحريرى والتى كانت دوما الكلمة فيها لتيار «المستقبل» ، إلا أن الآن يواجه الحريرى محاولات من حزب الله لخرق تلك الدائرة  فهناك ثمانى لوائح مترشحه فى مواجهته، لتشتيت الصوت البيروتى وحدوث اختراق فى معقل الحريرى.

 

ولأن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع اتخذ الحريرى نفس النهج لإختراق البيت الشيعى، حيث شهدت دائرة «بعلبك ـ الهرمل» تسابقا حريريا عليها بهدف انتزاع «حاصل انتخابى» فى المنطقة التى تُعرف بـ "دولة حزب الله".

 

وفى ظل حالة الاستقطاب هذه وجه عدد من السياسيين رسائل للمغتربين لاستغلال حقهم لأول مرة فى الانتخاب، ودعا الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون، مساء أمس الأربعاء، اللبنانيين مقيمين ومغتربين إلى المشاركة فى الانتخابات النيابية.

 

وأكّد عون فى رسالة عشية انطلاق الانتخابات النيابية فى مرحلتها الأولى فى الدول العربية ودول الانتشار أن الانتخاب واجب وطنى، و أنّه "الطريق الوحيد للتغيير ضمن الديمقراطية"، داعيا الشباب اللبنانى إلى "عدم البقاء على الحياد أو اللامبالاة، والمشاركة الكثيفة فى الاستحقاق الانتخابى.

 

وحثّ اللبنانيين المنتشرين "على التمسك بالحق الذى أتاحه لهم القانون الانتخابى الجديد بالاقتراع حيث هم، داعياً إلى أن تكون مشاركتهم تعبيراً عن مدى ارتباطهم بالوطن الأم، مطالبا المواطنين بالتحرر من "وسائل الضغط والاغراء التى تفسد الضمائر"، وإلى عدم الاقتراع "لمن يدفع ويسخى بالمكرمات"، لأن "من يشتريكم يبيعكم، ومن يبيع المواطن ليس صعبا عليه أن يبيع الوطن"، معتبرا "أن الحرية مسؤولية، وكذلك الاختيار".

 

وتوجّه الرئيس عون الى الناخبين، فحثّهم على نبذ "من يؤجج المشاعر الطائفية والعصبيات لأنه يتلاعب باستقرار الوطن"، وتوجّه الى المرشحين بضرورة "مخاطبة عقول الناخبين لا غرائزهم، فالشحن الطائفى هو أول خطوة على طريق الفتنة".

 

ومن جانبه دعا وزير العمل محمد كبارة، فى رسالة الى المغتربين، الى "الاقبال بكثافة على الاقتراع"، قائلا: "أعرف أنكم تتمنون أن يكون لبنان بمستوى البلاد التى تقيمون فيها. لقد غادرتم بلدكم لأنكم تبحثون عن الأمان الاجتماعى، لأنكم تخافون من الغد فى لبنان فى ظل غياب مقومات الحماية الاجتماعية والاستقرار الوطنى".

 

ولفت الى أن "هذه الانتخابات مفصلية فى اطلاق هذا المشروع الضخم الذى يضع لبنان فى مستوى الدول المتقدمة"، داعيا الى "المشاركة فى ورشة النهوض من أجل مستقبل أخوتكم وأهلكم فى الوطن، على أمل عودتكم عندما تطمئنون إلى مسار هذه الخطة".

 

وختم كبارة: "إن مشاركتكم فى هذه الإنتخابات هى حافز لنا كى تكونوا شركاءنا فى عملية تأمين الحماية الاجتماعية للبنانيين، ولذلك أدعوكم للاقتراع بكثافة فى أماكن اغترابكم فى حال كنتم قد تسجلتم مسبقا، كما أدعو الذين لم يتسجلوا الى زيارة لبنان للمشاركة فى الإنتخابات فى 6 مايو. أهلنا فى الاغتراب، نحن لا ننساكم فى غربتكم، فاصنعوا معنا مستقبل لبنان".

 

فى حين خاطب وزير الخارجية جبران باسيل وزير الخارجية ورئيس التيار الوطنى الحر المغتربين بأربع لغات فى البلدان كافة، وحثهم فى رسالة مصورة الى الناخبين لحثهم على المشاركة بالانتخابات مهما كان خيارهم، قائلا: "صوتوا للائحتكم المفضلة ولمرشحكم المفضل".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة