أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

على خطى الرسول.. اهدموا المساجد الضرار

السبت، 21 أبريل 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غريب جدا ما يحدث لنا وبنا نتيجة غفلتنا، وكأننا لا نتعلم من الدروس المؤلمة التى تمر بنا، نترك الشرر الصغير يتزايد وينمو فى هدوء حتى يتحول إلى نيران وحرائق عنيفة تطيح بالبيت ومن يسكنونه، والنيران التى أقصدها بالطبع هى نيران التطرف والتعصب والإرهاب، نتركها تنمو وتعشش فى أركان الزوايا والمساجد الصغيرة التى يبنيها مجهولون تحت العمارات فى المناطق الشعبية المزدحمة، وظاهر الأمر أنها بيوت لله يتوسل بها أصحابها لدخول الجنة، بينما الحقيقة أنها أوكار محتملة للفكر المتطرف وخلايا الإرهابيين، منها ينطلقون إلى الإضرار بالمجتمع بأكمله.
 
السؤال هنا، لماذا نترك كل من هب ودب يفتتح زاوية للصلاة تحت منزله، بينما الشارع الذى يقطن فيه به مسجد جامع أو مسجدان؟ ما فائدة الزاوية أو المسجد الصغير الذى لا تتعدى مساحته الثلاثين مترا فى ظل وجود المساجد الجامعة وانتشارها فى جميع الشوارع تقريبا؟ هل الفائدة أن صاحب المنزل أو العمارة لا يدفع فاتورة للمياه أو الكهرباء مثلا؟ كان التهرب من دفع فواتير المياه والكهرباء وراء ظاهرة إنشاء الزوايا والمساجد الصغيرة أسفل العمارات بالمناطق الشعبية وفى القرى والنجوع، وهنا نسأل لماذا لا يخضع الأمر للمراجعة من قبل الجهات المسؤولة عن تحصيل فواتير المياه والكهرباء حتى لا يصبح التحايل على الدولة هدف من يبنون الزوايا والمساجد الضرار ثم يتركونها عرضة للإهمال حتى يتلقفها المتطرفون والتكفيريون.
 
أغلقوا هذا الباب من الأساس، سواء كان صاحبه يستهدف التحايل على الدولة بعدم دفع الفواتير المستحقة عليه، أو كان منتميا لجماعة أو خلية أو حركة تكفيرية، وليكن إنشاء المساجد أو الزوايا بترخيص مسبق، ويعاقب من ينشئ مسجدا أو يقيم زاوية بدون ترخيص، نعم عاقبوا من ينشئ مسجدا ضرارا أو زاوية بدون ترخيص، لأن هدفه ليس خالصا لوجه الله، ولا يتسق مع صالح المجتمع والدولة.
 
وإياكم أن تخشوا مزايدات المزايدين فى هذا الأمر، وإياكم أن تخضعوا لابتزاز أصحاب الهوى، واهدموا الزوايا والمساجد الصغيرة التى يعشش فيها المتطرفون، وليكن لكم فى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الأسوة الحسنة، عندما رجع من غزوة تبوك وجاءه المنافقون وطلبوا منه أن يأتى إلى مسجدهم بقباء ليصلى فيه، فدعا رسول الله أصحابه وطلب منهم أن ينطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله وأمرهم أن يهدموه ويحرقوه، لأن أصحابه أرادوا تفريق كلمة المسلمين والإضرار بهم، ونزلت الآيات من سورة التوبة « والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون، لا تقم فيه أبدا، لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين».
 
إن بلادنا مليئة بالمساجد الكبيرة والجامعة والحمد لله، وهى بيوت لله يذكر فيها اسمه وتقام فيها شعائره بإشراف وزارة الأوقاف ورجالها أصحاب علم ودراية، كما أنها مفتوحة لعامة المسلمين فى كل وقت ومنتشرة فى الريف والحضر، فى الكفور والنجوع والمراكز والمدن الجديدة، وفى المناطق الشعبية والمزدحمة، ولن يتعب مسلم ليصادف مسجدا بالقرب منه يصلى فيه فروضه خلال اليوم والليلة، إذن نحن لسنا بحاجة إلى زوايا ومساجد الله أعلم بنوايا أصحابها وأهدافهم، ولكننا بحاجة إلى تشريع يحاسب من يبنون هذه الزوايا والمساجد الضرار بغير تصريح، حتى نجفف منابع التطرف و الإرهاب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة