"أنا ملالا".. قراءة فى سيرة الفتاة العنيدة العائدة للوطن

الإثنين، 02 أبريل 2018 08:00 م
"أنا ملالا".. قراءة فى سيرة الفتاة العنيدة العائدة للوطن كتاب أنا ملالا
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يزعم البعض أننى لن أعود إلى وطنى أبدا، لكنى أؤمن فى قرارة نفسى بأنى سأعود يوما ما" هذه واحدة من الجمل المهمة التى قالتها الباكستانية الملهمة ملالا يوسف، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام فى 2014، وفى الحقيقة ظن البعض أن ملالا لن تعود أبدا إلى الأرض التى أطلق متطرفوها النار على رأسها. 

 

خالفت ملالا يوسف التوقعات وقامت، منذ أيام، بالعودة إلى مسقط رأسها فى وادى سوات بباكستان، لأول مرة منذ خروجها غائبة عن الوعى فى أكتوبر 2012، لذا سوف نستعرض معا كتاب "أنا ملالا" الذى هة بمثابة سيرة ملالا الذاتية.

 

يوضح الكتاب بطريقة سردية كيف أن حياة ملالا لم تنته بتلك الرصاصة، بل كتب لها عمر جديد، لتخلق أحداثا تساعد على تغيير العالم، ولو علم القتلة بها قبل وقوعها، لما أطلقوا عليها رصاصاتهم الغادرة، التى ارتدت عليهم، وأصبحت هذه الفتاة الصغيرة حديث وسائل الإعلام، ونموذجاً لكل إنسان يدافع عن حقوقه الإنسانية الأساسية، وفى مقدمتها حقه بالتعليم والعيش بأمان وسلام مع أفراد عائلته، فى بلده.

 

فى الفصل الأول من الكتاب تحكى ملالا يوسف عن الحياة الهادئة فى مسقط رأسها، مينجورا، كبرى مدن وادى سوات الذى يمتد فى شمال باكستان، قبل قدوم طالبان، حيث كانت المنطقة وجهة للسياح للاستمتاع بجبالها الشاهقة، وتلالها الخضراء، وأنهارها الصافية، وتسهب فى استعراض جوانب من علاقتها بوالديها، وأخويها: خوشال وأتال، والعادات والتقاليد التى ميّزت الحياة فى هذه المنطقة.

 

أما الفصل الثانى والذى يحمل عنوان "ظل فوق وادينا"، تحدثت فيه عن التغيرات التى نجمت عن ظهور طالبان، خاصة معارضة تعليم البنات، وتهديد العائلات التى ترسل فتياتها إلى المدارس، وما أفرزه ذلك من مشكلات قبلية، وخوف فى نفوس الفتيات اللواتى أصبحت يواجهن خطر الطرد من القرى والبلدات التى يقمن بها، وصولاً إلى محاولات القتل، كما حصل مع ملالا نفسها.

 

أما الفصل الثالث، فيسرد قصة بداية ملالا فى أولى خطوات الدفاع عن حق بنات جيلها فى التعليم، عندما كتبت العديد من المقالات والخطابات التى عبرت عن إحساسها ومشاعرها تجاه حملات منع الفتيات من التعليم وحرق مدارسهم، وأوضحت أن صوتها وصل للعالم لإيجادها اللغة الإنجليزية والتى عملت على تسهيل وسول الرسالة العديد من الإعلام والإذاعات الأجنبية التى استطاعت الوصول إليها.

 

ويتناول الفصل الرابع حكاية وتفاصيل محاولة اغتيال ملالا، ويوضح الفصل أنه قبل تنفيذ عملية الاغتيال، كانت تصل إليها عدد كبير من رسائل التهديد إليها ولغيرها من الفتيات اللواتى كن يتعلمن فى مدرسة خوشال، ومن ضمنها منزل عائلتها، وما تلا ذلك من أحداث أمنية فى المنطقة، حيث تعرض أحد أصدقاء والد ملالا إلى محاولة قتل، وتتحدث ملالا كيف أن هذه الحادثة غيّرت سلوك والدها ودفعته إلى مرافقة أبنائه الثلاثة إلى المدرسة كل يوم، خوفاً عليهم.

 

ويسدل الفصل الخامس الستار على رحلة الفتاة الباكستانية الأشهر فى العالم، من الغيبوبة إلى شاشات التلفزيون وأغلفة المجلات، وتروى فيه التغيرات النفسية والفكرية التى مرت بها نتيجة اضطرارها لمغادرة وطنها والعيش فى المملكة المتحدة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة