تمر اليوم الذكرى الـ892، على ميلاد الفيلسوف المسلم أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد (520 هـ- 595 هـ) والشهير بابن رشد، وهو واحد من أشهر الفلاسفة والفقهاء العرب، عرف بكونه فيلسوفًا وطبيبًا وفقيهًا وقاضيًا وفلكيًا وفيزيائيًا.
يعتبر ابن رشد من أكثر الفلاسفة دفاعًا عن الفلسفة، ويذكر أنه قد قام بتصحيح عدد من الفلسفات لبعض السابقين كابن سينا والفارابى، كما شرح أغلب نظريات أفلاطون وأرسطو، ويذكر أن لابن طفيل دور كبير فى تقديم ابن رشد لخليفة الموحدين أبى يعقوب؛ وقد قام الأخير بتعيينه طبيبًا، ثم ولاه منصب القضاء فى قرطبة ثم أشبيلية.
ابن رشدد
وبجانب إسهاماته الفلسفية والطبية والفقهية لتوليه قاضى قضاة قرطبة، كانت له إسهامات وشغف لعلم الفلك، حيث كان ابن رشد مغرمًا بعلوم الفلك منذ صغره، فكان يلاحظ الفلكيون حوله يتكاتفون لمعرفة بعض أسرار هذه السماء فى وقت الظلام، وكان ابن رشد يتمتع بملكات عقلية باهرة، فكان يناقش نظريات بطليموس، بل إنه نبذها من أصلها وأبدلها بنماذج جديدة تعطى تفسيرات أفضل لحقيقة الكون، وقدم للعالم تفسيرًا جديدًا لنظرية رشدية جديدة سميت "اتحاد الكون النموذجى".
وانطلق ابن رشد يقدم الانتقادات الحصيفة حيال بعض الفرضيات التى قدمها الفلكيون فى عصره، ثم قام بالمشاركة بوصف القمر بغير الواضح والغامض، وقال إنه يحمل طبقات سميكة وأخرى أقل سماكة وتجتذب الطبقات السميكة نور الشمس أكثر من الطبقات الأقل سمكًا، وقدم للعالم وللغرب أول التفسيرات البدائية والقريبة علميًا لأشكال البقع الشمسية.
ابن رشد
ابن رشد له شهرة واسعة واهتمام جاد بتراثه لدى الغرب، ولتخليد ذكره وتعبيرًا عن إسهاماته فى علم الفلك أطلق اسمه على كويكب فى المجموعة الشمسية هو أفيرويس 8318 (8318 Averroes)، أو الكويكب ابن رشد 8318 هو كويكب اكتشف فى 29 سبتمبر 1973 على يد علماء الفلك "إنجريد فان هوتين، جرونفيلد، وتوم جيرليز" فى مرصد بالومار وسمى هذا الكويكب باسم العالم الأندلسى ابن رشد القاضى والطبيب والفيلسوف الفلكى الفيزيائى.
تمت تسمية هذا الكويكب تكريمًا لمحمد بن رشد، وهو مسلسل إسلامى من القرن الثانى عشر من الأندلس، تتضمن إنجازاته العلمية العديدة دراسة لعلم الفلك.
كان اسم "ابن رشد" متحولًا إلى "Averroes"، حيث كانت تعليقاته على أرسطو تُترجم إلى اللاتينية، ما جعل معرفة ذلك الفيلسوف الشهير تعود إلى المسيحية، حيث كان قد تم نسيانها تقريبًا، جلبت هذه الأنواع من الترجمات اللاتينية للقرن الثانى عشر المعرفة الكلاسيكية والإسلامية إلى أوروبا، ما حفز عصر النهضة.
