د. محمد عبداللطيف يكتب: " الوفد" ما بين ماضى عريق وهوية مفقودة

الثلاثاء، 10 أبريل 2018 06:00 م
د. محمد عبداللطيف يكتب: " الوفد" ما بين ماضى عريق وهوية مفقودة محمد عبداللطيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحزب السياسى هو تنظيم قانونى يسعى للوصول إلى رأس السلطة الحاكمة فى الأنظمة الديمقراطية وممارسة الحكم وفق البرنامج الذى يضعه من الناحية السياسية والإقتصادية والإجتماعية .
 
أما الليبرالية بمعناها الكلاسيكى القديم فهى فلسفة سياسية تقوم على أفكار الحرية والمساواة ، والليبرالية الإجتماعية أو الجديدة كما يطلق عليها فتضيف إلى فلسفة الليبرالية السابقة مفهوم إلتزام الدولة بتوفير فرص العمل والرعاية الصحية والتعليم مع الحقوق المدنية .
 
حزب الوفد هو حزب سياسى ليبرالى تشكل فى مصر عام 1918 وكان حزب الأغلبية قبل ثورة 23 يوليو 1952 ولم يعد الحزب إلى نشاطه السياسى إلا عام 1978 فى عهد الرئيس أنور السادات بعد السماح بالتعددية الحزبية .
 
والفترة التى كان الوفد فيها هو حزب الأغلبية قبل ثورة يوليو 1952 إستطاع أن يسطر ملحمة سياسية عريقة كان عمادها مجموعة من التشريعات التى عكست الهوية الحقيقية للحزب وكانت ممارسات الحزب سواء على مستوى الحكم أو حتى خلال الفترات التى كان فيها خارج الحكم تعكس مدى الحرية والإستقلال فى الممارسة السياسية ، بل لم يفقد الحزب هويته أثناء فترة تولى فؤاد باشا سراج الدين رئاسة الحزب بعد إعادة تأسيسه من جديد ، أما بعد وفاته فقد الحزب هويته وتولى رئاسته إناساً لم يكن لهم أى موقف سياسى أو فكرى ثابت وواضح ومعلن وصامد ضد السلطة ، إناساً كان تركيزهم على تولى القيادة والإستفادة من تاريخ حزب الوفد ليكونوا فى دائرة الضوء، فبتطبيق مفهوم الحزب السياسى لم يحاول رؤساء حزب الوفد وقياداته السابقين الوصول حقيقة إلى السلطة سواء على مستوى البرلمان أو الحكومة أو الرئاسة ، وهو ما جعل الحزب فى وضع أضعف من أحزاب حديثة نشأت بمساعدة بعض رجال الأعمال .
 
والإنتخابات التى أجريت أخيراً على مقعد رئاسة الحزب وفاز بها المستشار بهاء أبو شقة سوف تشكل إما بداية جديدة لحزب ليبرالى عريق له برنامج واضح ومحدد وهدفه الوصول إلى السلطة قادر على جذب كفاءات حقيقية ومحترمة تساعد الحزب على تحقيق أهدافه ، وإما سوف تكون المسمار الأخير فى نعش حزب عريق لم يعد يملك إلا ذكريات لسياسيين سوف يخلدهم التاريخ على مواقفهم ونضالهم السياسى .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة