أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

57357 ومركز يعقوب وغنيم تحل المعادلة الصعبة للصحة

الخميس، 08 مارس 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما ترى مؤسسات طبية على مستوى مستشفى سرطان الأطفال 57357، ومركز مجدى يعقوب للقلب فى أسوان يمكننا اكتشاف الحل للمعادلة الصعبة المحيرة فيما يتعلق بالصحة فى مصر. هذه المؤسسات تقدم خدماتها بدون مقابل وبمساواة تامة بين المرضى، حسب الأولوية ومن دون نظر للحالة المادية للمريض. 
 
كل من هذه التجارب تقوم على جهود المجتمع الأهلى وتبرعات المواطنين، وتقدم كل منها درسا فى كيفية النجاح وتقديم خدمة طبية راقية وبمستويات عالمية، وبإمكانات أقل مما يمكن تصوره. بل أنها تجيب على السؤال: هل مشكلة الصحة المال فقط أم الإدارة والشفافية والعلم؟.
 
الواقع أن هناك تجارب كثيرة لأموال تدفع فى شكل معونات أو دعم مباشر أو تبرعات تقدم للفقراء لكنها تنفق ويظل الوضع كما هو عليه، ثم إن سوء الإدارة والفساد يبتلعان أى حجم من الأموال وتفقدها قيمتها. والأهم أن العلم فى الإدارة والبحث يوفران الجهد والوقت والمال لأنه يضع كل مليم فى مكانه. بينما سوء الإدارة يهدر الثروة ويفرض محسوبية تضيع حقوق المرضى. 
 
ومن أهم ميزات مستشفى سرطان الأطفال ومركز مجدى يعقوب، أنها توفر لطاقم العمل من الأطباء والتمريض رواتب مناسبة مع شرط التفرغ، وقضت على أكثر عيوب النظام الطبى عندنا، وهو توزع الطبيب بين العمل فى مستشفيات عامة وخاصة، والنتيجة تضييع حق المريض فى كل مكان وتحويل الطب إلى تجارة وسباق لجمع المال.كما أن هذه المؤسسات توفر لطواقمها البحث العلمى والتعليم المستمر ونقل الخبرات والاتصال بأحدث الأبحاث فى العالم، وبسبب الثقة فيها فإنها تجد عونا من المؤسسات الدولية ذات السمعة.
 
 كل من مستشفى سرطان الأطفال ومركز مجدى يعقوب، ومركز الكلى تقوم على عمل الفريق، والبحث العلمى، والإدارة المتخصصة القائمة أيضا على العلم.
 
وحسن إدارة المال العام، بشفافية ووضوح. ولهذا نجحت فى جذب تبرعات بسبب ثقة الناس، وهى تبرعات تأتى من أثرياء وأيضا من فقراء يقدمون قروشا وجنيهات قليلة، وهم يشعرون بسعادة لكونهم يشاركون فى إقامة صروح تخدمهم وتخدم غيرهم، ويفترض أن يتم التركيز فى عدد محدود من المؤسسات، خاصة فى ظل فوضى تبدو أحيانا من ازدياد أعداد المؤسسات التى تعمل فى الأنشطة الخيرية وبعضها ليس على مستوى الثقة، ولم تقدم نتائج واضحة، وإنما تشوش على الحركة الأهلية.
 
نحن أمام تجارب مصرية ناجحة ومحترمة تقوم على العلم والبحث، يمكن أن نتعلم منها على مستويات مختلفة. هذه المؤسسات تكرار لتجارب سابقة فى تاريخ مصر قامت بالجهد الأهلى والمبادرات الفردية، مثل الجامعة المصرية والمستشفيات والمبرات كلها قامت بجهود خيرية لمجتمع أهلى يدرك قيمة العمل الأهلى.
 
وعلى المستوى العام فهو يتعلق بكيفية بناء مؤسسات ناجحة تقوم على الثقة والعلم والإدارة، ويفترض أن نتعلم منها، لأنها تحل المعادلات الصعبة حسن توظيف المال وإدارة علمية. لأن المال من دون علم وإدارة يضيع ويهدر، بينما يمكننا أن نتعلم من تجارب مثل مستشفى سرطان الأطفال ومجدى يعقوب وغنيم. والتى يمكنها أن تحل المعادلة الصعبة للصحة والعلاج فى مصر. حيث العلم مع الرحمة مع المساواة، تصنع النجاح والتجارب الإنسانية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة