الفائز بـ«جائزة باديب»: أفتش عن الهوية الإنسانية واللغة بوابة دخولى للأدب

السبت، 03 مارس 2018 05:09 م
الفائز بـ«جائزة باديب»: أفتش عن الهوية الإنسانية واللغة بوابة دخولى للأدب الكاتب أحمد صلاح
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الكاتب والقاص أحمد صلاح هاشم الفائز بجائزة باديب للهوية الوطنية مسار القصة القصيرة، أن الكاتب الحقيقى لا يكتب من أجل الجائزة، ولا يتوخّاها بالضرورة، إلا إذا تقاطع طريقه معها.. وبالتالى كانت جائزة «باديب للهوية الوطنية» بالنسبة لى هذا التقاطُع، فهى تفتِّش مثلى عن الهوية الإنسانية، تحت شعار «من أنا؟!»، الذى يمثل شعار الدورة الأولى (عمر مكرم).
 
وقال أحمد صلاح هاشم، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، كانت الجائزة بمثابة تربيتة على الكتف، أو همسة بأننى على الطريق.. وكما يرى الإمام القشيرى،  فـ«ما دام العبد فى الطريق فهو صاحب تلوين؛ لأنه يرتقى من حال إلى حال»، فإننى أتمنى أن أكون ذلك السالك فى طريق الأدب الحقيقى،  الذى يبحث عن المشتركات الإنسانية، ويتوسل بسبل إعلاء الذات البشرية، بوصفها الرهان الحقيقى للبقاء تحت سماء واحدة.
 
وأوضح صاحب قصة "عجائز المرأة" أنه قدم ثلاث قصص فازت فى هذه المسابقة؛ الأولى هى (كابوس) وتدور حول التماهى بين اليقظة والحلم.. تمثل ضياع الإنسان فى موجات الكوارث البشرية المفتعلة، وبحثه عن سبيل النجاة ولو بـ(النوم)، والثانية وهى عنوان هذه المجموعة الصغيرة (عجائز المرآة) تلعب على المفارقة بين رؤيتين فى المرأة يفصل بينهما دقائق، يبحث فيها الشاب - العجوز عن وجهه الذى أضاعته ملامح لا يعرفها.. والأخيرة وهى (حرمة الماء) تبدأ بالوشائج بين القمر والمياه لتنتهى بظهور بنت عازفة كمان تخرج البحر عن تعقله، وأحاول عبرها تعزيز مفهوم البحث عن المواساة فى الامتزاج بالموسيقى.
وأشار صلاح إلى أن القصص بذلك تشترك فى «ثيمة» الهوية العامّة أو ما يصح أن يطلق عليه، نقطة الانطلاق فى تعزيز مفاهيم الحضارة.. فهى تحاول الإجابة عن بداية الطريق عبر تساؤل: أين الطريق؟ من أنا؟ ما أحلامي؟ هل نحن صغار أم عجائز؟!
ونوه الباحث اللغوى والمحاضر فى اللغويات المعاصرة بأنه يعِدّ لنشر مجموعتين قصصيتين انتهى بالفعل من أولاهما، وينتظر الحدث المناسب لإطلاقهما، لافتا إلى أنه  عمله فى البحث بالحقل اللغوى أمده بخبرة التعامل مع اللغة بوصفها كائنًا حيًّا له صفات جنين يُولَد، يستطيع الكاتب - أى كاتب - أن يهتم به فيشب حرًّا معتمدًا على ذاته، أو يهمله ويذويه فتموت بين يديه، أو يجف نبعها.
وشدد صلاح على اهمية اللغة فى كتابته، قائلا: "لقد دخلتُ إلى الإبداع من بوابة اللغة، وفى كثير من الأحيان تستبدّ اللغة بى وأقع فى أسرها وتفلت منى حبكة الراوى،  فأعود لأجاهد فى أن أمسِّد وأناغى المعنى ليستويا وقوفًا".
ويجمع الفائز بجائزة باديب بين الشعر والقصة، مشجِّعا مفهوم الكتابة التى تنعتق من أَسْر التنميط أو التصنيف، فالقصيدة الجميلة يمكن عرضها بصورة قصة، والقصة المجوَّدة تكون أشبه بالقصيدة، ولا يعنى ذلك بالضرورة تداخل الأجناس الأدبية قدر ما يعنى محاولة الالتفاف على الحدود التقليدية الفاصلة بين صنوف الإبداع المختلفة، بما يضمن ألا تكون معوقًا أمام المبدع..
وأنهى أحمد صلاح حديثه: "أنا، وإن كنتُ أنحاز إلى القصة، فلا أنسى أن الشعر مهيمن، والشعر سيد، والشعر أساس، وهو من جملة سحر القول، غير أننى أجد حريتى أكثر بين أسطر القصة".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة