أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

راهنوا على الثقافة فى مواجهة الإرهاب ولن تندموا

الثلاثاء، 13 مارس 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أتحدث هنا عن مصر القوة العظمى الثقافية، وكيفية استعادة دورها الإقليمى والعالمى فى صناعة السينما والمسرح والدراما والأدب، وكيف أن هذا الوجود المصرى الكاسح خلق محبين للشأن المصرى والحالة المصرية وطالبى علم ودراسة وعلاج فى المؤسسات المصرية وراغبى إقامة وسياحة على الأراضى المصرية كما خلق امتدادا مصريا ثقافيا وإبداعيا فى المحيط العربى والأفريقى والدولى حتى باتت اللهجة المصرية سفيرا فوق العادة يجبدها القاصى والدانى ويستخدمها غير المصريين بفرح ويرحبون بأصحابها متى حلوا.
 
أتحدث هنا عن الثقافة كسلاح ماض وحتمى لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه وكخط دفاع صلب لمنع تسلل هذا الفيروس للأجيال المقبلة، فالمواجهة العسكرية التى تديرها قواتنا المسلحة فى العملية سيناء 2018 وكذا جهود شرطتنا فى تتبع خلايا الإرهاب والتطرف وتوجيه الضربات الاستباقية لها، ستقضى على الجيل الحالى من الإرهابيين وستقطع خطوط اتصالهم بداعميهم فى الخارج، لكن البذرة الإرهابية موجودة وقائمة فى فكرة شيطانية والقائمون عليها بالرعاية والتوجيه والدعم سواء كانوا فى الغرب أو فى الشرق، لابد من مواجهتهم بأفكار مضادة وثقافة مضادة وإبداع مضاد بالتوازى مع العمليات العسكرية الجارية، فهل يمكن أن نقول ونحن مطمئنون أن الجهود الثقافية لإدارة الحرب الفكرية والإبداعية والفنية على الإرهاب على نفس الموجة مع جهود القوات المسلحة والشرطة؟
 
وحتى نوضح أكثر، هل تقوم الوزارات والهيئات المعنية بجهودها فى التوعية من خلال الوسائط الفكرية والثقافية والتوعوية والفنية والأدبية بشكل حاسم ومكثف على غرار القوات المسلحة والشرطة؟ هل لدينا مثلا العملية سيناء 2018 فى الأزهر الشريف بوسائله ودعاته ومناهجه ومؤلفاته؟ بأن نرى قوافل دعوية فى المحافظات والقرى والنجوع وأن نرى رجال الدين المتنورين يأسسون عشرات الصفحات على مواقع التواصل للاجتماعى لمخاطبة الشباب ويستحدثون برامج على القنوات الفضائية لإيصال العلم الصحيح ولمواجهة خطاب التطرف والإرهاب؟
 
وهل لدينا مثلا العملية سيناء 2018 فى وزارة الثقافة من خلال سلاسل كتب المواجهة على غرار ما كان يحدث فى التسعينيات؟ وهل لدينا مثلا من خلال هيئة قصور الثقافة مهرجان للمسرح فى الأقاليم أو مسابقة على مستوى مراكز ومدن مصر يكون موضوعها مواجهة الإرهاب بالمسرح مع إطلاق طاقات شباب المسرحيين فى طول مصر وعرضها ليبدعوا نصوصا وموسيقى وفرجة مسرحية لمواجهة الإرهاب؟
 
وهل لدينا مثلا العملية سيناء 2018، فبدلا من الهرى المستمر عن إعادة هيكلة ماسبيرو وعدد موظفى ماسبيرو، يتجه القائمون على ماسبيرو لإحياء أفلام التلفزيون ومسرح التلفزيون كنوع من الإنقاذ لمؤسسة التليفزيون المصرى وفى إطار الحرب الحتمية والضرورية على الإرهاب، على أن تجمع أفلام التليفزيون كبار وشباب المؤلفين والمخرجين والفنانيين لإطلاق خطاب جديد بلغة الواقع الراهن لمواجهة جذور التطرف والإرهاب، وأن يتم تسويق هذه الأعمال بشكل جيد فى الداخل والخارج.
 
صدقونى يا جماعة الخير، نحن جميعا نفرح ونفخر بجهود القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة الإرهاب، لكننا فى مجالات عملنا وتخصصنا لا يكفى أن نقف ونصفق للجيش والشرطة فى معركتهما مع الإرهاب على الأرض بينما نحن لا ندير معاركنا على أرضنا التخصصية فى الإعلام أو الشأن الثقافى والفنى أو فى تجديد الخطاب الدينى، فجميعها مجالات تحتاج لتخطيط وإدارة ومواجهة للفكر المتطرف حتى نحمى أجيالنا المقبلة من هذا الفيروس الخطير، خاصة وأن هناك دولا وأجهزة استخبارات كبرى تستخدمه لتدمير مجتمعاتنا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة