كريم عبد السلام

أشرف الشرقاوى فارس قطاع الأعمال.. ربنا يديك الصحة

الخميس، 08 فبراير 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انفتاح السادات السداح مداح وخصخصة مبارك والبيع بتراب الفلوس والانفلات الأمنى والمجتمعى بعد ثورة 25 يناير، ثلاث أزمات طاحنة عصفت بالمجتمع المصرى عصفا، وخلخلت القيم التى يقوم عليها وكسرت ظهور المصريين لدرجة انكشاف المستورين وإفقار المقتدرين وإملاق محدودى الدخل.
 
انفتاح السادات أفرز طبقة من الهامشيين والفهلوية وكسر كل الأصول المرعية والقواعد الحاكمة فى المجتمع، فلم تعد القيمة هى المعيار ولا الجودة هى الحكم ولا المعرفة هى الثروة، بل أصبح المال هو المعيار الحاكم الوحيد فانهارت القوة الناعمة التى هى عماد المجتمع المصرى، أما خصخصة مبارك فقد جلبت الإملاق على طبقة محدودى الدخل والفقراء الذين كان معظمهم من الفقراء، وانتشرت ظاهرة العاطلين بالجملة على المقاهى، وطال الشك مقولات دالة ومعبرة عن استقرار الحال المصرى مثل «محدش بيبات من غير عشا» كما ظهرت مقولات قاسية ودالة أيضا على التغيير للأسوأ، منها «ناس بتاكل من الزبالة».
 
ومن انفتاح السادات إلى خصخصة مبارك والانفلات الأمنى بعد 25 يناير، كان القطاع العام أو ما سمى بعد التحولات «قطاع الأعمال العام» فى حالة يرثى لها، خسائر بالجملة وتعديات على الأصول وموظفون لا يتطورون ولا ينتجون وإدارة ترى الحل فى تسريح العمالة لتقليل الخسائر أو بيع الأصول بالتدريج للإنفاق على الرواتب أو الإغلاق وإكرام الميت بالإسراع فى دفنه، وفى هذه الأجواء، وتحديدا فى مارس 2015، تولى الوزير السابق أشرف الشرقاوى وزارة قطاع الأعمال التى تدير 121 شركة معظمها خاسرة، ووصلت الخسائر الإجمالية للقطاع 323 مليون جنيه.
 
وخلال أقل من ثلاث سنوات، أحدث أشرف الشرقاوى طفرة فى جميع شركات القطاع، فلأول مرة يتم تغيير رؤساء مجالس إدارة ظلوا على مقاعدهم عشرين عاما، ولأول مرة منذ عشر سنوات تنعقد الجمعيات العمومية لجميع الشركات فى موعدها المقرر، ولأول مرة يستقر نظام التقارير الشهرية المرفوعة من جميع مجالس الإدارات للوزارة بالإيرادات والأرباح والاحتياجات والموقف العام للشركة، وظهرت بشكل فاعل مفاهيم المؤسسية والحوكمة والاجتهاد فى الإدارة وتعظيم الأصول واستخدامها الاستخدام الأمثل.
 
وبالإدارة الرشيدة، تحول موقف شركات قطاع الأعمال من الخسارة إلى تحقيق إجمالى ربح بلغ 8 مليارات جنيه، وزاد عدد الشركات الرابحة من 59 شركة إلى 72 شركة، وفى الوقت نفسه زادت أجور العاملين من 13 مليار جنيه إلى 14.5 مليار جنيه، كما غيرت الوزارة 64 رئيس شركة تابعة و100 عضو مجلس إدارة، فى سبيل رفع كفاءة الشركات، كما تم حل المشكلات المستعصية المستمرة لسنوات مثل مشكلة طنطا للكتان ومشكلات تطوير مصانع الغزل والنسيج فى المحلة وكفر الدوار وقنا، وكذلك وضع أسس لإعادة هيكلة شركات الحديد والأسمنت والنصر للسيارات، وذلك وفق قواعد استثمارية جديدة تقوم على تعظيم الموارد والبحث عن تمويل ذاتى دون الاعتماد على الحكومة والاتجاه لفتح الأبواب أمام انطلاق شركات القطاع خارج مصر وتنمية الصادرات وتقليل الواردات.
 
إجمالا، ما أنجزه الوزير أشرف الشرقاوى قبل أن يطلب إعفاءه من المسؤولية لظروفه الصحية، هو إنجاز للجنود المجهولين فى هذا البلد، الذين يعملون ويحققون الإنجازات دون ضجيج وبإنكار تام للذات، كما أنه أسس منهجا فى العمل يؤكد أن الإدارة السليمة والاجتهاد فى تعظيم الموارد والاعتماد على الجهود الذاتية وتطوير أداء العاملين يمكن أن يحقق طفرة كبيرة فى عملية التنمية الوطنية، كل التحية للوزير المخلص أشرف الشرقاوى ودعاءنا له بدوام الصحة والعافية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة