رئيسة بلدية بغداد: أعمل على إعادة اعمار المدينة لتحاكى باريس

الأربعاء، 07 فبراير 2018 12:32 م
رئيسة بلدية بغداد: أعمل على إعادة اعمار المدينة لتحاكى باريس مدينة بغداد - أرشيفية
أ ف ب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تضع أمينة بغداد، ذكرى علوش، نصب عينيها هدف إعادة اعمار مدينتها التى عانت على مدى سنوات من الاهمال والحرب وتوأمتها مع باريس، العاصمة الأخرى التى تديرها امرأة، ولا شك أن المهمة كبيرة، وتقول علوش، البالغة من العمر 60 عامًا، إنها تعطى نفسها 10 سنوات لتنشيط العاصمة السابقة للخلافة العباسية، وتصب تركيزها على إعادة تأهيل البنى التحتية وترميم المعالم التراثية، لكن مسألة إيجاد التمويل تقع على عاتقها.

وداخل مكتبها الضخم فى وسط المدينة، تقول المرأة الوحيدة التى ترأس بلدية عاصمة عربية، "عندما استلمت منصبى فى العام 2015، كانت البلدية مفلسة، ولا دينار واحد، وقيل لى إن على أن أدبر التمويل بنفسى"، ويأتى التمويل من ضرائب مختلفة وغرامات واستثمارات خاصة، ومن المتوقع أيضا أن تزداد الإيرادات بفضل قانون جديد سيحول إلى البلدية بعض الضرائب التى تجمعها حتى الآن وزارة المالية.

وتوضح علوش، أن "ميزانيتنا تبلغ 110 مليارات دينار عراقى، بما يقابل 90 مليون دولار، لكننا نحتاج ضعف ذلك لتشغيل الخدمات الأساسية بشكل صحيح"، مؤكدة أنها على الطريق الصحيح.

بغداد مدينة مترامية الأطراف
 

وليست المهمة سهلة فى مدينة تمتد على مساحة 900 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 7.2 مليون نسمة حاليًا، فى مقابل 5 ملايين فى العام 2015، بزيادة قدرها 45% بسبب النزوح من الأرياف والحرب ضد تنظيم "داعش"، وتقول المهندسة المدنية التى ترأس إدارة تضم 36 ألف موظف، إن "أولويتنا هى السير السليم لمياه الشرب، والمجارى وجمع القمامة".

ومن جهته، أقر البنك الدولى مؤخرا مشروعا جديدا بقيمة 210 ملايين دولار يرمى إلى تحسين نوعية مياه الشرب وخدمات الصرف الصحى فى بغداد التى تعانى من نقص المياه وتفشى الأمراض المعدية.

وتشير علوش، إلى أن البنية التحتية للعاصمة دمرت بفعل 13 عاما من الحصار الذى فرض فى العام 1991، ثم بالنزاعات الطائفية الدامية التى أعقبت الغزو الأمريكى للعراق فى العام 2003، وأخيرا باجتياح تنظيم "داعش"، للبلاد، وأصبحت أحياء عدة مهجورة فى المدينة التى يخنقها التلوث بسبب الحركة الجنونية للسيارات، كما تقترح علوش، إنشاء طريق دائرى جديد، وتوسيع الشوارع، وتطوير وسائل النقل العام، بما فى ذلك إنشاء خط مترو، ضمن مشاريع عدة يتضمنها "المخطط الإنمائى الشامل 2030"، وتوضح السيدة العراقية، أن مساحة المدينة ستكبر 10 كيلومترات من كل جهة، نتيجة هذا التخطيط.

وثمة أولوية أخرى لدى أمينة بغداد، وهى الأبنية التراثية، إذ ستسعى إلى إعادة تأهيل شارعين يعتبران من الشرايين الرئيسية للعاصمة، وهما رشيد وأبو نواس، وقد رسم الشارع الأول خلال الحرب العالمية الأولى، وكان ينظر إليه حتى السبعينات على أنه شانزيليزيه بغداد، أما الشارع الثانى فهو ممشى على طول نهر دجلة، ويشكل الرئة الخضراء للمدينة.

أمينة بغداد تضع نصب أعينها الحد من الفساد
 

وفى شارع رشيد، يثير مرور أمينة بغداد مشاعر متناقضة، ويلومها بعض الباعة المتجولون على إزالة أكشاكهم من الأرصفة، فيما يهنئها آخرون على رغبتها فى إعادة الشارع إلى أمجاده، ولإنجاح مساعيها، ترغب "علوش"، فى توأمة بغداد مع باريس التى تديرها آن هيدالجو، وتقول "أتمنى أن يكون هناك لقاء بيننا، وأن أوقع معها مذكرة تفاهم" للتوأمة، و"آمل أن أستفيد من تجربتها فى إعادة تأهيل الأبنية والمنطقة التراثية".

ومن جانبها، تشير الباحثة سيسيليا بييرى، المشاركة فى المعهد الفرنسى للشرق الأدنى، ومؤلفة كتاب "بغداد 1914-1960، بناء عاصمة حديثة"، إلى أن "باريس، مثل بغداد، اختبرت التدمير الحضرى مع 4 ثورات و3 حروب، إنها عاصمة يعرف المتمرسون فيها كيفية إعادة الاعمار"، أما فيما يتعلق بالفساد المستشرى فى العراق، والذى كان سببا فى إطاحة سلفها، تقول علوش، إنها لا تحب الحديث عنه.

وتقول السيدة - التى عينها رئيس الوزراء حيدر العبادى - "أفضل القول إن هناك نوعا من الأخطاء، ولكن فى كل الأحوال آمل أن يتم فى عهدى تقليص هذا الموضوع إلى أقصى ما يمكن، لاسيما باستخدام التكنولوجيا، واختيار الأشخاص المناسبين"، وتضيف "إذا اختاروا امرأة (لرئاسة البلدية)، فذلك لأننا نعرف أيضا كيفية تقليل المصاريف".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة