خناقة روسية أمريكية فى مجلس الأمن بسبب إيران.. فيتو موسكو ينقذ طهران من إدانة دولية ويؤجج الخلاف.. واشنطن توعدت روسيا وهددت بمعاقبة طهران بشأن ارسال سلاح للحوثيين.. ومسئول إيرانى: نتائج الاجتماع هزيمة لأمريكا

الأربعاء، 28 فبراير 2018 03:30 ص
خناقة روسية أمريكية فى مجلس الأمن بسبب إيران.. فيتو موسكو ينقذ طهران من إدانة دولية ويؤجج الخلاف.. واشنطن توعدت روسيا وهددت بمعاقبة طهران بشأن ارسال سلاح للحوثيين.. ومسئول إيرانى: نتائج الاجتماع هزيمة لأمريكا مجلس الامن
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نشب مساء الإثنين، خلافا بين روسيا والولايات المتحدة، فى مجلس الأمن خلال جلسة التصويت على مشروعي قرارين بشأن باليمن، أحدهما بريطاني يدعو إلى التحرك ضد طهران بشأن تسليحها للحوثيين، والآخر روسى يهدف إلى منع ذلك، حيث استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" على مشروع القرار البريطانى الذى تسانده والولايات المتحدة، بعد أن تمكنت موسكو من انقاذ حليفتها طهران، من إدانة دولية بشأن انتهاك الأخيرة للحظر على الأسلحة المفروض على اليمن وإرسال سلاح للمتمردين الحوثيين المواليين لها، مما جعل واشنطن تتوعد غريمها الدب الروسى.

 

واعتمد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، بالإجماع مشروع القرار الروسي بشأن تجديد نظام العقوبات على اليمن، كما صوتت بوليفيا ضد مشروع بريطانيا أيضا، فيما امتنعت الصين (العضو الدائم في مجلس الأمن) وكازاخستان عن التصويت، ونص القرار الذي قدمته روسيا إلى المجلس، يوم السبت الماضى، يقضي بتمديد العقوبات على اليمن حتى فبراير 2019، لكن من دون أي إشارة إلى التقرير الأممى بشأن إيران أو أى تحرك محتمل يستهدف طهران.

 

وعليه أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 2402 بشأن تمديد تدابير عقوبات مفروضة على اليمن بموجب القرار 2140، حتى 26 فبراير 2019، وتمديد ولاية فريق الخبراء بصيغتها الواردة في نفس القرار المذكور حتى 28 مارس 2019، وذلك بعدما اعتمد المجلس مشروعا روسيا على هذا الصعيد، في أعقاب إفشال المشروع البريطانى، وأكد قرار مجلس الأمن الجديد الحاجة إلى تنفيذ عملية انتقال سياسي بشكل كامل وفي الوقت المناسب، في أعقاب مؤتمر الحوار الوطني الشامل، تمشيا مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها.

 

وشكل الفيتو الروسي هزيمة للولايات المتحدة التي تضغط منذ شهور لتحميل إيران المسئولية في الأمم المتحدة، كما هددت بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية، وفقا لمراقبون.

 

 

واشنطن تثأر لهزيمتها أمام الدب الروسى

واشنطن لم تصمت أمام هزيمتها، فقد هددت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكى هايلى بالجنوح إلى إجراء أحادى الجانب ضد إيران، وقالت "إذا كانت روسيا ستستمر فى حماية إيران، فعندها سيتوجب علينا نحن وشركاؤنا اتخاذ إجراءات بمفردنا"، دون تحديد نوع الإجراءات التي تتحدث عنها.وأضافت هايلى "من الواضح أن هذا التصويت ليس في مصلحة الاتفاق النووي.. إن هذا يؤكد صحة الكثير مما نعتقده بالفعل، وهو أن إيران تحصل على تمرير لسلوكها الخطير وغير القانوني".

 

من جانبها توعدت الدبلوماسية الأمريكية ومثلة البعثة الأمريكية كيلى كارى، موسكو بعدم نسيان رفضها انتقاد إيران فى قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن اليمن، وبحسب روسيا اليوم، زعمت ممثلة الولايات المتحدة: "أن استخدام روسيا لحق الفيتو هدف فقط إلى حماية الإجراءات الإيرانية الساعية لزعزعة استقرار المنطقة".

وقالت أن "الاتحاد الروسى، بوليفيا، وكازاخستان قرروا حماية إيران من المسؤولية.. وبدلا من الإصرار على جعلها تمتثل للالتزامات الدولية، قدّموا لإيران دعوة لمواصلة تعزيز الفوضى في الشرق الأوسط، ونحن لن ننسى أعمالهم، التي لن تبقى دون رد" وفقا لما ذكرته كوري بعد التصويت.

 

وخلصت الدبلوماسية الأمريكية إلى القول: إن "إيران تجعل العالم أكثر خطورة، ومن دون تردد وسوف نستمر في إبلاغ العالم عن فظائع إيران، ولن نتوقف ما لم يتم ثني طهران، ليصبح السلام ممكنا مرة أخرى للناس في الشرق الأوسط ".

 

 

 

 

روسيا تعطى مبررات لمشروعها

وأبدى المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة أسباب معارضة بلاده لمشروع القرار البريطاني- الذى يعبر عن قلق لندن من أسلحة إيرانية المنشأ تبين وجودها في اليمن متهما طهران بعدم التزامها بالقرارات الأممية-، حيث أكدفاسيلي نيبينزيا، موافقة بلاده على تمديد العقوبات المفروضة على اليمن وصلاحيات فريق الخبراء الدوليين هناك، لكنه ذكر أن روسيا ضد إجراء تمديد عمل الخبراء "فى أجواء مسيسة".

 

وقال الممثل الدائم للاتحاد الروسى لدى الأمم المتحدة، أن اعتماد القرار الذى اقترحته موسكو بالإجماع : "يفتح الباب أمام المزيد من العمل الجماعى على إيجاد حل سياسى للأزمة اليمنية وتحسين الوضع في المنطقة ككل".  وقال إن مجموعة الخبراء خلال سير العمل "ستواصل التحقيق بدقة فى المعلومات المتعلقة بإطلاق الصواريخ على أراضي المملكة العربية السعودية التي ندينها بشدة". وشدد في الوقت نفسه على أن: "هناك حاجة إلى نهج موحد لجميع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين"، بما في ذلك الرياض وطهران، من أجل حل مشاكل المنطقة.

 

ورد نيبنزيا على كاري، مؤكدا أن الوفد الروسي لم يؤيد قرار المملكة المتحدة "ليس لأننا أردنا تدميره بأي وسيلة، ولكن لأننا لم نتمكن من الاتفاق على بعض الصياغات المنفصلة ولكن الأساسية".

 

 

بريطانيا قلقة من خطر الصواريخ الباليستية في اليمن

وخلال الجلسة لم تقبل بريطانيا رفض مشروع قراراها لإدانة إيران بسهولة، حيث عبر المندوب البريطانى لدى الأمم المتحدة مارك جرانت، عن قلقله حيال الصواريخ فى اليمن، قائلا"علينا أن لا نتجاهل خطر الصواريخ الباليستية في اليمن التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفا أن إيران لم تتخذ الإجراءات المفروضة لمنع تزويد الحوثيين بالأسلحة ولا تمتثل لقرار مجلس الأمن بهذا الشأن.

 

وأضاف المندوب البريطانى خلال كلمته بمجلس الأمن، أنه لا يمكن القبول بالهجمات الصاروخية على أهداف مدنية في السعودية، ويجب على أطراف النزاع اليمني حل خلافاتهم بشكل سلمي، والاتفاق على قرار متوازن بشأن اليمن بعد تقديم تنازلات.

 

 

إيران: نتيجة اجتماع مجلس الأمن هزيمة للولايات المتحدة الأمريكية

أما إيران التى حالفها الحظ فى مساندة روسيا لها، علقت على القرار على لسان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، الذى اعتبره هزيمة للولايات المتحدة، قائلا "إن نتيجة اجتماع مجلس الأمن شكلت هزيمة للولايات المتحدة الأمريكية، وأظهرت عزلتها"، وأكد على إن بلاده ماضية في سياساتها الإقليمية بما يصب لصالح دول المنطقة، مضيفا أن الاتهامات الموجهة لإيران بشأن اليمن مغرضة.

وأوضح عراقجي في تصريح اليوم الثلاثاء، أن أمريكا سعت خلال العام الماضي إلى إدانة إيران في مجلس الأمن من خلال الاحتجاجات أو اليمن أو المنظومة الصاروخية، لكنها فشلت، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر دليلا على عزلة أمريكا في مجلس الأمن.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة