أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

الترجمة إلى العامية.. محاولات لا فائدة منها

الأربعاء، 28 فبراير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تاريخ الفكر والثقافة العربية والمصرية فترة يصفها الكتاب والمؤرخون بالضعف، وذلك أواخر زمن المماليك وأول زمن الدولة العثمانية، خاصة أنها على المستوى الفكرى واللغوى أقل من مرحلة سبقتها كانت غنية ومعبرة عن عالم قوى، ومن مظاهر هذا الضعف كانت اللغة المستخدمة فى الكتابة التى اختلط بها الكثير من الألفاظ العامية «المحلية»، مما جعلها ابنة وقتها وزمنها، ولم تستطع أن تعيش حتى وقتنا وتدافع عن نفسها.
 
وفى الفترة الأخيرة بدأ فى الانتشار نوع من الترجمات لكتب عالمية خاصة روايات إلى العامية المصرية، وأعتقد أن من يفعل ذلك يبحث عن شيئين، الأول هو الانتشار والاعتقاد بأن جمهور العامية أكثر من جمهور الفصحى، وهو أمر غير حقيقى بالمرة، لأن جمهور العامية مهما كثر فإنه محدود بإطار جغرافى معين، خاصة بعد تراجع تأثير العامية المصرية فى العالم العربى لضعف فن «السينما والتليفزيون» وانتشار اللهجات الأخرى فى الأعمال الدرامية.
 
الأمر الثانى أن بعض من يلجأ إلى الترجمة بالعامية يكون له موقف من اللغة العربية، يراها «ثقيلة على الأذن» أو يظنها لا تعبر عن الروح التى يريدها أو يعتقد أن العامية المصرية شىء مختلف عن الفصحى ويفعل ذلك بتأثير «انفصالى»، وذلك خطأ أيضا، لأن معظم كلمات العامية المصرية هى كلمات عربية سقط منها التشكيل، لكنها لا تزال محتفظة بالأصل. بالطبع، علىَّ أن أوضح، أننى لست ضد الكتابة بالعامية، فالنصوص المكتوبة أصلا بها، مثل الشعر العامى، لها جمالياتها وفنونها وصورها ودلالاتها وغير ذلك، لكننى لا أستسيغ إجبار النصوص على الظهور فى شكل محدد، فترجمة عمل «عالمى» إلى العربية الفصحى حتما سيكون أكثر تأثيرا من «العامية».
 
كما أننى لا أفكر هنا من منطلق الوحدة والكل فى مقابل التقسيم والتفرقة، بل إن المعنى بعيد عن ذلك، وما أقصده هو «المُناسَبة» أى أن يكون ما نفعله مناسبًا وفى إطار عام لا يفقد مصدره ولا يشوه ما نقوم به، فالكتاب الأجنبى له عالمه الذى يتحدث فيه، ربما أقبله بالعامية المصرية لو كان الكتاب يدور فى مصر وبه حوارات مع أناس فى الشارع المصرى، لكن أن يدور فى شارع الشانزليزيه فى فرنسا أو فى شقق إنجليزية ثم أجعله مصرى الكتابة، حتما سوف أشعر بالقطيعة معه، لكن لو استخدمت الفصحى هنا فإنها تظل محتفظة بدورها المحايد وهو نقل المضمون والروح قدر المستطاع، لكننى بالتأكيد أكون مدركا أن هذا نص مترجم.
 
لا أريد القسوة على من يفعلون ذلك، لكننى أتمنى أن يعرضوا تجربتهم، قبل نشرها، على كتاب ونقاد وقراء محايدين ثم يستمعون إلى رأيهم بشكل جيد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

قتيبة يوسف

الفصحى أولا وآخرا

أشكر للكاتب المحترم حرصه على لغتنا الأم ودفاعه عنها وأريد أن أوضح مسألة تتعلق باللغة العامية مصرية كانت أم غيرها وهي أنها لغة متغيرة عبر الزمان والمكان فكثير مما نتكلم به اليوم لم يعرفه أجدادنا ولم يتكلموا به وأحفادنا سيتكلمون بمفردات جديدة وأحفادهم سيتكلمون بمفردات أخرى وهكذا حتى نجد اللغة قد تغيرت كلها أو معظمها وكذلك المكان فكل دولة لها لغة عامية لكن هناك اختلاف بين منطقة وأخرى في بعض الأصوات وبعض الكلمات  لذا أي ترجمة باللغة العامية ستندثر بعد حين ونكون بحاجة إلى ترجمة أخرى وهلم جرا أما اللغة العربية الفصيحة فهي لا تبلى ولا تموت ما دام القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف مدونان بها فما زلنا نقرأ كتبا كتبت قبل مئات السنين ونفهمها ما دامت باللغة الفصيحة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة