"المماليك" مبادرة للتعريف بـ"الآثار المنسية".. يوسف ينظم جولات تطوعية ويصور فيديوهات للتعريف بها.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": لدينا معالم تصنع 5 شوارع معز ونحتاج لتسويقها.. وكل ما أريده تصاريح التصوير فقط.. فيديو

الأحد، 25 فبراير 2018 04:30 م
"المماليك" مبادرة للتعريف بـ"الآثار المنسية".. يوسف ينظم جولات تطوعية ويصور فيديوهات للتعريف بها.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": لدينا معالم تصنع 5 شوارع معز ونحتاج لتسويقها.. وكل ما أريده تصاريح التصوير فقط.. فيديو "المماليك" مبادرة للتعريف بـ"الآثار المنسية"
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إذا كنت واحدا ممن يقضون وقتا طويلا على "فيس بوك" فبالتأكيد قد تكون صادفت أحد فيديوهات "يوسف أسامة" التى يزور فيها آثار منسية فى مصر لا يعرفها الكثيرين، وينشرها على صفحته "المماليك" مثل الفيديو الخاص بـ"الجبخانة" وهى مصنع ضخم بمنطقة "أسطبل عنتر" استخدمه محمد على لصناعة البارود والأسلحة، أو الفيديو الخاص بصعوده المسجد الغامض الموجود أعلى جبل المقطم والمعروف باسم "مسجد شاهين الخلوتى"، والتعريف بتاريخ هذا المسجد الفريد من نوعه والمنحوت فى صخر جبل المقطم.

 

إن كنت أيضًا لم تصادف هذه الفيديوهات الرائعة، فعليك مشاهدتها فورا لتعرف جانبا عظيما ومخفيا من آثار القاهرة، قد تكون مارا بجواره فى أى يوم من الأيام لكنك لا تراه مطلقا، حيث يمسك يوسف هاتفه المحمول بطريقة "السيلفى" ليبدأ فى شرح تاريخ المكان الذى يزوره.

يوسف اسامة
يوسف اسامة

 

"اليوم السابع" تواصلت مع يوسف أسامة الذى يقوم بجانب تقديم هذه الفيديوهات على الإنترنت، عمل جولات تطوعية للتعريف بالآثار مع أشخاص آخرين مهتمين بالآثار، يقوم بدعوتهم عبر صفحته على موقع "فيس بوك" والتى سماها بـ"المماليك".

 

وقال يوسف أسامة، إن مجال دراسته هو الآثار الإسلامية كما أنه مجال عمله أيضا حيث يعمل باحثا فى التاريخ الإسلامى، الأمر بدأ منذ عامين تقريبا حين طلب منه بعض أصدقاؤه أن يقوم بتعريفهم بتاريخ بعض الآثار الإسلامية فأخذ فى اصطحابهم فى جولات ليشرح لهم تاريخ هذه الآثار الإسلامية، وبمرور الوقت بدأ عدد من أصدقائه فى دعوة أشخاص آخرين لا يعرفهم، بعد عام من تلك الجولات فكر "يوسف" أن يقوم بتصوير فيديوهات لهذه الجولات ونشرها على صفحته على موقع "فيس بوك" وهى الفيديوهات التى بدأت تلقى قبولا كبيرا من المشاهدين.

 

واحد من فيديوهات يوسف أسامة التى لاقت انتشارا كبيرا مؤخرا هو فيديو عن "الجبخانة" أو مصنع السلاح الضخم الذى بناه محمد على لتسليح الجيش المصرى، والذى يقع فى منطقة أسطبل عنتر ويلقى اليوم ظروف من الإهمال الكبير، الفيديو حقق على صفحة أسامة 200 ألف مشاهدة، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المشاهدات على صفحات أخرى قامت بنقل الفيديو عنه.

 

يوسف فى جبخانة محمد على

 

ما يميز "أسامة" أنه يذهب إلى آثار غير معروفة ولم يسمع عنها الكثيرين أو يزورها، وذلك فى ظروف صعبة، يحكى أسامة عن رحلة الصعود إلى مسجد "شاهين الخلوتى" يقول: "أجرنا سلم من أحد التربية فى المقابر الواقعة تحت جبل المقطم، ووضع لنا السلم على سطح أحد المدافن الضخمة ثم أخذت أنا و5 من أصدقائى فى تسلق جبل المقطم حتى وصلنا إلى داخل مسجد شاهين الخلوتى، وبدأت التصوير.

 

بخلاف الصور المأخوذة لمسجد شاهين الخلوتى من بعيد، لا يوجد صور كثيرة للمسجد من الداخل، ويعتبر أسامة واحد من القلائل الذين نقلوا صورة لما فى داخل المسجد، بل وصعد مأذنته المتهالكة ليشرح من فوقها عمارة المبنى، وأهم المعالم داخله مثل "خلوات الصوفيين" أو حفرهم فى قلب جبل المقطم، والأهمية الدينية لجبل المقطم فى تصورات المسلمين الأوائل.

مسجد شاهين الخلوتى:

 

يرى يوسف أسامة، أن هناك مشكلة تواجه الدولة حاليا فى الاهتمام بتلك الآثار، قائلا: "الدولة تعرضت لظروف صعبة بعد ثورة 25 يناير، كان لدينا 12 مليون سائح يدخلون إلى مصر ويحملون معهم العملة الصعبة، الدولة كانت تأخذ هذه الأموال وتعيد ضخها من جديد إلى عمليات ترميم أثرية ضخمة مثل ترميم شارع المعز، ولكن بقيام الثورة وانخفاض أعداد السائحين توقفت كل هذه المبادرات، المشكلة هى الفلوس ثم الفلوس".

 

ويرى يوسف فى حواره لـ "اليوم السابع"، أن هناك مشكلة فى توعية المواطنين حول هذه الآثار المنسية بتاريخهم، متابعًا: "لابد أيضا أن نقوم بتوعية المواطنين حول أهمية هذه الآثار، وأنها ليست ملكية خاصة بهم أو مجرد حجارة مهملة، بل هى آثار هامة ويجب أن يتم تطويرها، وأن يدرك المواطن ما يحيط به من آثار قيمة، كما لابد أيضا من توفير حراسة على تلك الآثار حتى الشعوب الراقية تضع حراسات على آثارها".

 

يوسف فى أحد الجولات
يوسف فى أحد الجولات
 
وأكد أسامة، على أنه لدينا فى مصر العديد من الآثار المنسية والمجهولة، وإذا نجحنا فى تسويقها يمكننا أن نصنع ما يوازى 5 شوارع معز، قمت بـ36 جولة لم تتكرر منهم واحدة، مضيفًا: "لدينا مثلا تراث يهودى عظيم فى حارة اليهود التى بها ثلاث معابد يهودية يمكن مثلا أن نسوق لها فى الخارج، لدينا أيضا طريق الدرب الأحمر، وطريق باب الوزير الذان من الممكن أن يتحولا إلى شارع معز لكل منهما، وهناك أيضا فى بولاق أبو العلا مساجد وتراث لا مثيل له فى العالم، كما أن هناك اتجاه عالمى لاستكشاف آثار دولة المماليك، ففى الولايات المتحدة هناك معاهد متخصصة لدراسة آثار المماليك، تلك الدولة التى قامت على أرضنا وكانت القاهرة عاصمتها لـ 276 عاما، كما أن إصدارات الجامعة الأمريكية حول التاريخ المصرى هذا العام مثلا كان أغلبها حول دولة المماليك".
 

يوسف فى حارة اليهود

 

الجولات التى بدأها يوسف بين أصدقائه قبل عامين، تطورت اليوم عبر صفحته، أوضح يوسف، أن آخر جولة شارك فيها 45 شخصا، كما أن هناك هناك جهات رسمية عرضت عليه أن يتم عمل هذه الفيديوهات بشكل احترافى، وهناك حاليا طلب من إذاعة صوت العرب أن تمنحنه نصف ساعة أسبوعيا للتعريف بآثارنا المنسية.

يوسف فى أحد الجولات التعريفية
يوسف فى أحد الجولات التعريفية

 

وطالب يوسف، الدولة أن تساعده بمنحه التصاريح اللازمة للتصوير، مشددًا على أن صعوبة الأماكن وخطورتها لا تهمه كثيرا لكن الصعوبة التى قد يواجهها فى عدم فهم ما يقوم به خاصة من بعض الجهات الرسمية هى الأهم، قائلا: "فى أحد المرات استوقفتنى شرطة الآثار بالمعبد اليهودى فى أحد الجولات، وطلبوا أن يروا الفيديوهات التى أقوم بتصويرها وأخذوا يتحدثون معى بشأنها، بعدها فضلت مثلا ألا أذهب مرة أخرى إلى منطقة مصر القديمة".

 

واستطرد يوسف أسامة، حديثه: "عايز اللى بعمله يبقى بشكل رسمى، بحيث أقدم شغلى وأنا مش خايف إن كلامى يضايق حد أو حد يفهم إنى بهاجم الدولة أو حتى مفتشين الآثار لما بظهر الآثار المنسية، أنا مش عايز فلوس، اللى يهمنى إن الناس تتعلم وتعرف تاريخها، نفسى المصريين يعرفوا الكنز اللى موجود وسطهم ومش حاسين بيه".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة