أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

صلاح ورفاقه وصندوق دعم الصادرات

الإثنين، 19 فبراير 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
`النجاحات التى حققها النجم المصرى محمد صلاح فى إنجلترا منذ انتقاله إلى ليفربول، وقبلها فى فيورنتينا وروما بإيطاليا، جعل من اللاعب المصرى سلعة مطلوبة ورائجة فى أوروبا، خصوصا اللاعبين من أصحاب المهارات، بل إن تأثير محبة صلاح فى قلوب الإنجليز دفعت المشجعين إلى تأليف العديد من الأغانى التى تمجد «مو» الاسم المختصر لصلاح، كما أبدى كثير من المشجعين تعاطفهم وانحيازهم للدين الإسلامى وشعائره التى يبدى صلاح التزاما به، وهذه النقطة بالذات أحب أن نتوقف أمامها قليلا لنعرف مناطق التأثير الحقيقية فيما يعرف بقوتنا الناعمة التى يكثر الحديث عنها أحيانا بوعى وأحيانا أخرى بدون وعى.
لاحظوا أن التعاطف مع صلاح المسلم والملتزم دينيا، يأتى فى الوقت الذى تدير أجهزة استخبارات غربية كبرى مشروعا شيطانيا لتشويه الدين الإسلامى وشيطنة المسلمين وتصويرهم على أنهم عبارة عن جماعات داعش والقاعدة وجبهة النصرة والإخوان وحسم، وبالتالى يستأهلون الحرب الدموية التى يغرقون فيها والإبادة الممنهجة التى يتعرضون لها، كيف إذن استطاع صلاح بمفرده قلب المعادلة وتغليب كفته على أجهزة استخباراتية عاتية وفاق بنجاحه كل الجهود التى يبذلها مؤسساتنا الدينية الوسطية وكذا المليارات التى يتم إنفاقها على مواجهة التطرف.
 
إنه النجاح المرتبط بالتواضع، فالفرعون المصرى يقدم نموذجا إنسانيا ساحرا، بنجاحه ولفتاته الإنسانية، وتقديمه النموذج المبهر لملايين المحرومين والطامحين، استطاع صلاح أن يكون بطلا للملايين وقصة نجاح قابلة للتكرار، وبالتالى أصبح مكون الإسلام الملتزم كما يجسده صلاح مقبولا بل وأحد العناصر الأساسية فى شخصية البطل النموذج المحتذى وبالتالى يتوق إلى تقليده الكثيرون بما فى ذلك أن يكونوا مسلمين ملتزمين دون غلو ومتواضعين رغم نجوميتهم وأصحاب نزعة إنسانية رغم شهرتهم وضيق وقتهم.
 
يمكننا إذن وقد أدركنا المكون المصرى الناجح عالميا، أن نصنع خط إنتاج لتصدير هذا المكون إلى كل بلاد العالم، فالشباب الموهوب فى كرة القدم والتواق إلى أن يسير على درب الفرعون صلاح كثير وموجود فى النوادى المغمورة والشهيرة على السواء، وينتظر فقط الفرصة ليتشبث بها ويحقق حلمه، وهنا نسأل، كيف يمكن أن تسهم الدولة وصندوق دعم الصادرات فى تحويل عشرات الأكاديميات التى ترعى الناشئين إلى مؤسسات تصدر اللاعبين المصريين إلى الأندية الأوربية والعالمية؟
 
أقول صندوق دعم الصادرات وميزانيته تتجاوز المليارى ونصف المليار جنيه، لأنه المعنى بتنشيط ودعم الصادرات المصرية فى العالم بما يدخل العملة الصعبة إلى البلاد وينعش الاقتصاد المصرى ولكم أن تتصوروا أن سعر محمد صلاح فى بورصة اللاعبين يصل فى بعض التقديرات إلى 200 مليون يورو، أى نحو أربعة مليارات جنيه، ولكم أن تتخيلوا ماذا يمكن أن تتحول صناعة اللاعبين المحترفين المصريين فى العالم وما يمكن أن تؤدى إليه من تنشيط للاقتصاد حين تتحول إلى مصدر أساسى من مصادر الدخل على غرار البرازيل التى تبلغ قيمة المعاملات التجارية حول لاعبى الكرة عندها نحو 17 مليار دولار سنويا.
 
الموضوع إذن ليس مجرد هواية ولا طموح لاعب كرة محلى لأن يكون عالميا، إنما هو اقتصاد فى البداية والنهاية، ويمكن لنا أن نستغل مجموعة العوامل التى تحققت خلال العام الأخير 2017 لنحقق طفرة كبرى فى صناعة كرة القدم لتكون أحد مصادر الدخل القومى، كما يمكن أن تكون كرة القدم خط دفاع صلب فى مواجهة التطرف، فعندما يجد الشباب أحلامهم فى لعب الكرة وتحقيق النجاح عالميا، لا يمكن أن يتحولوا إلى التنظيمات المتطرفة.
والله أعلى وأعلم









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة