أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

شوارع 30-6 للشباب بالمحافظات

الخميس، 27 ديسمبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جميل أن تفكر الدولة من خارج الصندوق بهدف مساعدة الشباب ليبدأوا مشاريعهم الصغيرة وينطلقوا فى دنيا الأعمال، من خلال إنشاء شوارع تجارية ومشروعات صغيرة ومتناهية الصغر للشباب بتمويل من صندوق تحيا مصر، الفكرة لامعة وتحمل بعدا رمزيا إيجابيا، شوارع تحمل اسم 30-6 وتضم محلات للطعام وعربات المشروعات الصغيرة المجهزة بالكامل وفق أحدث التكنولوجيا ووفق معايير صحية صارمة، ثم منحها للشباب الباحث عن فرصة عمل بعد تأهيلهم فى برامج مخصصة، وهذه الشوارع التجارية والمشروعات ليست حكرا على العاصمة وحدها ولا على بعض المدن الكبيرة، بل منتشرة فى جميع المحافظات، ولا يهدف منها الصندوق إلى تحقيق ربح لنفسه، وإن كان يستهدف فى المقام الأول مساعدة الشباب على إيجاد الطريق للتحقق والنمو بمشروع خاص يمتلكونه.
 
لماذا اتجهت الدولة ممثلة فى صندوق تحيا مصر إلى هذا الاتجاه؟ لأن  معظم شبابنا مازالوا خائفين من فكرة المخاطرة، والبداية من المشروع الصغير لتحقيق الحلم الكبير، ولا يمكن أن نلومهم على ذلك، فقد ظلوا طوال أعمارهم يشاهدون الأجيال الأكبر منهم فى محيط الأسرة تحتمى بسقف الوظيفة الميرى المنخفض للغاية، وتدمن الشكوى من الأحوال والغلاء دون أن تفعل شيئا، أو فى أحسن الأحوال تترك الوظيفة الميرى لوظيفة مشابهة فى مؤسسات القطاع الخاص، وهى لن تختلف كثيرا من حيث العائد والمميزات عن الوظيفة الميرى حاليا.
 
  بعض الشباب لديهم خبرات من تجارب الهجرة فاشلة أو ناجحة، وبعضهم الآخر لا يثق كثيرا فى إمكانية النجاح داخل بلده، مع أنه لو فكر قليلا سيجد أن الغربة مخاطرها مهولة، ويمكن أن تكلفه كل ما ادخره كما يمكن أن تكلفه حياته نفسها، أما فى بلده فيمكنه البناء على الخطوة الأولى، وأن ينمى مشروعه الصغير لو أخلص له ليتوسع دون أن يتعرض لأى خطر كما فى الدول التى تجتذب الشباب الآن.
 
وبعض الشباب أيضا لا يعرفون الكثير عن العصامية والاستثمار فى الزمان والمكان بدأب وجهد، ولا يملك الصبر عليها، فالموضة الآن هى حلم الثراء السريع من أى جهة وبأية وسيلة، من الفوز بجائزة أو العثور على كنز أو السير وراء سراب التنقيب عن الآثار، الحمى التى تفشت فى قرى ونجوع الصعيد والدلتا على السواء، وغالبا ما ينتهى الباحثون عن الثراء السريع دون جهد فى السجون أو الجلوس على المقاهى لسنوات، حتى يهرب العمر وتمر السنون ويشعروا بأنهم ضيعوا حياتهم دون جدوى.
 
ومن هنا، فإن ما أعلنه المسؤولون عن صندوق تحيا مصر من تخصيص 5 ملايين جنيه لتأسيس شركة هدفها إنشاء شوارع للشباب فى محافظات الدلتا والصعيد، هو مبادرة لتحفيز الشباب ومساعدتهم على إيجاد طريق العمل والتحقق والنجاح، فصندوق تحيا مصر بهذا المشروع الرائد يفتح طريقا يسير فيه الشباب، سواء من فازوا بمشروع وتمويل أو من لم يفوزوا ليسيروا فى نفس الاتجاه، ويبدأوا حياتهم العملية بمشروعهم الذى يطمحون لتنميته وتوسعته حتى يصبح ماركة عالمية أو اسما تجاريا شهيرا، مثلما هو الحال مع أشهر الصناع ورجال الأعمال الوطنيين الذين بدأوا منذ أربعين أو خمسين سنة بداية متواضعة برأسمال صغير، لكنهم بنوا مجدهم بإصرارهم على تحقيق أحلامهم المشروعة.
 
صندوق تحيا مصر أعلن بالفعل عن شروط التقدم لمشروع شوارع الشباب بالمحافظات، التى يبدأها بشارع 30 يونيو فى طنطا، وسيتم اختيار الشباب عن طريق الإنترنت بشفافية تامة بدون وسائط، على أن يقوم الشاب بتسجيل بياناته واختياره حال مطابقته للاشتراطات المطلوبة، والمختارون سيخضعون لتدريب لمدة أسبوعين، يتضمن كيفية إدارة المشروع بشكل احترافى والنواحى المالية والإدارية، وكيفية مطابقة المنتج للمواصفات، وكيفية التعامل مع العميل وتقديم خدمة متميزة، كما سيدعم الصندوق الشباب بتمويل فى حدود %7 بفوائد منخفضة لتصنيع وحدة الطعام الخاصة به، مع ربط المشروع بشبكة ذكاء اصطناعى بهدف المتابعة والتقييم وتوجيهه للنهوض بنشاطه حسب متطلبات السوق.
 
150 شارعا للشباب ينوى إنشاءها صندوق تحيا مصر بجميع المحافظات، وهى فى رأيى تحمل رسالة من الدولة للشباب فحواها: «لا تجلس على المقهى دون شغلة أو مشغلة، فكر وابدأ ولن تخسر أبدا، توقف عن الشكوى وابدأ العمل وحاسب نفسك بعد أشهر قليلة لتعرف أنك تركت محطة فى حياتك وانتقلت إلى محطة أخرى أجدى وأنجح».
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة