أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

سد «ستجلر جورج» التنزانى تشيده أياد مصرية

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حاجة تدعو للفخر بجد، أن نجد القارة الأفريقية مرتمية فى الحضن المصرى ومصر فى أحضان قارتها الأفريقية، مجال تأثيرها الثانى بعد المجال العربى وامتدادها الإقليمى والحضارى وسوقها المستقبلى، فبعد عقود من البعد غير المبرر والتقصير الشديد فى الحفاظ على دوائر أمننا وعمق تمددنا الحضارى والسياسى والاقتصادى فى قارتنا، ها هو الفجر يلوح من جديد، فجر الوعى المصرى بعبقريته الجغرافية ومقاصدها على كل المستويات.
 
كنا فى أفضل حال داخل القارة الأفريقية طوال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، حتى إذا انتهى عصر ناصر ومد التحرر الوطنى ووقعت هزيمة 1967، انكفأت مصر على نفسها وتعاملت مع أفريقيا بالقصور الذاتى، وتوالت الخسائر والتراجعات على وجودنا التجارى والسياسى فى القارة السمراء، حتى محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الأسبق مبارك، وعندها أدرنا ظهورنا لعمقنا الجغرافى تماما فخسرنا الكثير.
 
ومنذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الأمور فى مصر وهو يسعى إلى تأسيس حضور بالغ القوة والتوازن لمصر فى دوائرها الحضارية والسياسية الثلاث، الدائرة العربية والدائرة الأفريقية والدائرة العالمية، وخلال سنوات قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، تحول البعد إلى قرب والقطيعة إلى صداقة وطيدة وتعاون كبير على كل المستويات، وعادت القاهرة لتكون قبلة الدول الأفريقية وملاذها للبحث عن الخبرات العلمية والتكنولوجية، خاصة بالنسبة لدول حوض النيل التى شهدت علاقتنا بها مطبات كثيرة خلال العهدين السابقين.
 
اليوم تقوم شركة مصرية كبيرة هى «المقاولون العرب» بإنشاء سد «ستيجلر جورج» على نهر روفينجى الذى يصب فى المحيط الهندى شرق أفريقيا، ويشهد رئيس الوزراء المصرى المهندس مصطفى مدبولى توقيع عقود إنشاء السد فى احتفال خاص له دلالة كبيرة على قوة العلاقات المصرية الأفريقية وعودة الوئام بين مصر ودول حوض النيل، كما يدل على استعداد مصر الدائم لتقديم خبراتها التكنولوجية والعلية والاقتصادية لخدمة احتياجات دول حوض النيل وسائر الدول الأفريقية، انطلاقا من وعى القاهرة بدورها ومسؤوليتها فى أفريقيا.
 
اللافت والرائع فى هذا الحدث الكبير أن الرئيس التنزانى جون ماجوفولى الذى وصلته أخبار المشروعات المصرية العملاقة مثل حفر قناة السويس الجديدة والمدن المليونية مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة، كان أن وجه الدعوة للرئيس السيسى، لوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء سد «ستيجلر جورج»، وأن يكون مشروع إنشاء السد تحت إشرافه أسوة بالمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها فى مصر، وبالفعل تقدمت شركة المقاولون العرب بعروض لإنشاء السد وفازت بالمشروع رغم تقدم شركات عالمية بعروض لإنشائه.
 
والسد التنزانى الذى فازت به شركة المقاولون العرب المصرية وبدعم من الحكومة، مشروع كبير ومعقد، فمن المقرر أن يبلغ ارتفاع السد 130 مترا، وأن يتبعه إنشاء أربعة سدود أخرى مكملة لتوليد طاقة كهربائية  2100 ميجاوات بسعة تخزين فى بحيرة السد تصل إلى 34 مليار متر مكعب، وأن تشغل محطة توليد الطاقة وبحيرة الخزان ما يقارب 1350 كيلو مترا مربعا، على أن يتم الإنشاء خلال ثلاث سنوات فقط بتكلفة 3.6 مليار دولار.
 
دعم الحكومة المصرية لشركة المقاولون العرب فى إنشاء سد «ستيجلر جورج» التنزانى لتوليد الكهرباء، يؤكد أن الدولة المصرية لا تقف أبدا أمام مصالح أشقائها الأفارقة، خصوصا دول حوض النيل، وتؤيد سعيهم لدفع عجلة التنمية ببلادهم، بل هى على أتم الاستعداد للمساهمة بخبراتها وجهود أبنائها لمساعدتهم على إقامة أكبر المشروعات التنموية من بناء السدود إلى إنشاء المناطق الصناعية وتوطين التكنولوجيا المتقدمة وتطهير الأنهار وتخطيط المدن الجديدة، بشرط واحد ألا يكون فى هذه المشروعات أى مساس بالحقوق التاريخية للدول المجاورة أو المتشاركة فى حوض النيل.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة