عشق التراب المصرى.. سائحة فرنسية توصى بدفنها بجوار الملوك فى الأقصر.. "كاترين أنطوان" عاشت 30 عاما بمدينة الفراعنة ورفضت العودة لبلادها حية وميتة.. جنازة شعبية ورسمية.. وجيرانها المصريين يتلقون العزاء.. صور

في تصرف يعكس مدى تقدير الأجانب للآثار والحضارة المصرية، أوصت سائحة فرنسية بدفنها بأحد الأديرة الأثرية فى الأقصر، ونفذت الجهات الرسمية بمحافظة الأقصر بالتعاون مع السفارة الفرنسية بمصر، وصية السائحة الفرنسية "كاترين أنطوان" 80 سنة بدفنها في دير الأنبا محارب بمدينة القرنة غربي محافظة الأقصر، وذلك بعد إقامتها بالأقصر لأكثر من 30 سنة مضت، وأوصت بدفنها بالقرب من مقابر ملوك وملكات الفراعنة لعشقها التاريخ الأقصر الفرعوني العظيم.

القنصل الفخرى لفرنسا يحضر المراسم

وكانت قد توفيت السائحة الفرنسية "كاترين أنطوان" عن عمر يناهز 80 سنة، وذلك إثر تعرضها لغيبوبة سكر مفاجئة نقلت على إثرها لمستشفي القرنة المركزي وفارقت الحياة داخلها، وشيعت الجنازة عصراً من مستشفي القرنة المركزي إلي دير الأنبا محارب بقرية البعيرات غربي محافظة الأقصر، وذلك بحضور ماري كريستين القنصل الفخري الفرنسي بمحافظة الأقصر، واللواء سعد البدري رئيس مدينه القرنة، وممثلي الجالية الفرنسية والقيادات الأمنية في الأقصر وعدد من رجال مركز شرطة القرنة.

من جانبه صرح اللواء سعد البدري رئيس مدينة القرنة غربي الأقصر، إنه شارك في تشييع جثمان السائحة الفرنسية العاشقة لمصر برفقة ماري كريستين القنصل الفخري الفرنسي بمحافظة الأقصر، وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية الفرنسية والبعثة الآثرية الفرنسية العاملة بالبر الغربي، وقيادات محافظة الأقصر والتي تم دفنها بجوار ملوك وملكات الفراعنة في منطقة دير الأنبا محارب بالبر الغربي وذلك تنفيذاً لوصيتها.

محبة للحضارة الفرعونية

وأضاف اللواء سعد البدري ، أنه نقل لقيادات السفارة الفرنسية تعازي المستشار مصطفي ألهم محافظ الأقصر للجالية الفرنسية بمصر والأقصر لفقدانهم واحدة أحبت الحضارة الفرعونية والتاريخ الأقصري القديم، موضحاً أن الوصية بها إخلاص ومحبة كبيرة لمصر، حيث أوصت "كاترين أنطوان" بدفنها في الأقصر ورفضت إعادة جثمانها بعد وفاتها للدفن في موطنها بفرنسا، مؤكداً أنه تواجد بين الجالية الفرنسية برفقة قيادات المحافظة ومدينة القرنة لتلقي واجب العزاء في الفقيدة بقرية البعيرات التي عاشت فيها عدة سنوات خلال الفترة الماضية.

في السياق ذاته، قام جيران السائحة الفرنسية "كاترين أنطوان" بعد الانتهاء من دفنها بين أهلهم بالأقصر، بتلقى واجب العزاء في وفاتها داخل قرية البعيرات بحضور عدد من الفرنسيين والأجانب المقمين بمصر والجاليات الأوربية فى مدينة الأقصر، حيث كانت كاترين تتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع طوال الثلاث عقود الماضية التى عاشتها في المدينة.

وتعتبر وصية السائحة الفرنسية "كاترين أنطوان" بدفنها في الأقصر ورفضها لإعادة جثمانها للدفن في موطنها بجمهورية فرنسا، ليست الواقعة الأولي ولكنها وصية متكررة خلال السنوات الماضية، حيث أوصي عدد كبير من الأجانب المقيمين بمصر مؤخراً بدفن جثامينهم فى مدينة الأقصر، وبالتحديد في البر الغربي الذى يحوى الآلاف من مقابر الملوك والملكات والنبلاء في مصر القديمة.