أكرم القصاص - علا الشافعي

حازم صلاح الدين

ساطع النعمانى.. الأساطير لا تموت

الأحد، 18 نوفمبر 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلجامش- صاحب ملحمة ساموراى الشهيرة- قال لصديقه إنكيدو: «لا تتحدث يا صديقى كإنسان ضعيف، انس الموت، من يمض فى المقدمة يحفظ صاحبه، يحمى صديقه، فإذا سقطا خالداً حفرا لنفسيهما اسما».. هذا ما فعله الشهيد العميد ساطع النعمانى الذى رحل عن دنيانا منذ أيام، وشيعت جنازته أمس، فهو غنى عن التعريف وقصته معروفة للجميع، ولا يمكن أن ننسى كلمته الشهيرة عقب عودته إلى أرض الوطن فى المرة الأولى بعد رحلة علاج طويلة، حينما وجه رسالة لكل المصريين قائلاً: «خلوا بالكم من مصر».. فهذه الكلمات تؤكد رؤيته لفكرة الخلود والموت، فقد رحل جسده الآن، ولكن بقيت بطولاته خالدة معبرة عن أحلام أبداً لا تموت، فهو مضى خلال رحلته، وكأنه يبحث عن حقيقة ما يحاول أن يدركها، فكان قدره أن يسبح طوال الرحلة فى تيار القلق على وطنه، فكان الخلود من نصيبه.
 
البعد الأسطورى الذى اتسمت شخصية ساطع النعمانى، والحث الإنسانى فى تعاملاته لم يأتوا من فراغ، فقد استطاع أن يروض التناقضات فى مجتمع يزخر بها، ويتحول بديناميكية خارقة من مجرد ضابط يؤدى عمله إلى رمز لشارع خرج من رحمه وتوحد مع جراح ناسه، حيث اتخذ الوطن بيتا له من البداية فتبلورت هويته وتاريخه الخاص، فهو تركيبة فريدة لشخصية قدر لها أن تنعم بجنة التميز فنزعة القبول لديه هى نتاج التجربة والتعايش فى فضاء إنسانى سمح لها بالنمو والإثمار، مما منحه أرضية مناسبة لدى الناس حتى شعر الجميع بأنه واحد منهم، له نفس ملامحهم، من طين الأرض التى تضمهم، من قلب مجتمعهم. «ساطع النعمانى انضم الآن إلى طابور العظماء من الشهداء المصريين وسيظل أيقونة للبطولة والدفاع عن الوطن ورمزا للعزة والكرامة، ومعه كل من قدموا أرواحهم فداء لمصر وتطهيرا لأراضى الوطن من دنس الإرهابيين.. فالتاريخ لن ينساهم أبدًا».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة