أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

نادية صالح.. رسالة إذاعية فى صناعة الإعلام والوعى بلا ادعاء

الأحد، 11 نوفمبر 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يكون الأمر مصادفة أن يتزامن رحيل الإعلامية القديرة نادية صالح مع عزاء الراحل الإعلامى الكبير حمدى قنديل، وبالرغم من اختلاف كل من الراحلين الكبيرين فى توجهاته، ومدى ابتعاده واقترابه عن السياسة، تظل هناك مشتركات بين حمدى قنديل ونادية صالح فى أنهما من أبناء الإذاعة والتليفزيون المصرى، فى فترة التأسيس والبدايات، وكلاهما ارتبط اسمه ببرنامج واحد، بالرغم من أن كل منهما قدم العديد من البرامج، حمدى قنديل ببرنامجه الرائد رئيس التحرير، ونادية صالح ببرنامجها زيارة لمكتبة فلان، وهو واحد من أشهر وأهم البرامج الثقافية، وحقق انتشارا شعبيا كبيرا، وارتبط فى أذهان الجمهور الذى اعتاد على الإذاعة مع برامج أخرى أصوات فؤاد المهندس وعبدالرحمن أبوزهرة وحسن شمس وبابا شارو وأبلة فضيلة للأطفال وغيرهم كثيرون من رواد العمل الإعلامى، وربما يكون من حسن الحظ أن منحتنا ثورة المعلومات فرصة للاحتفاظ بهذه البرامج على الأرشيف الإلكترونى، وتثبت الأيام أن هذه البرامج تمثل تراثا ثقافيا مهما يمكن لنا ولغيرنا من الأجيال أن نتعلم منه.
 
نادية صالح اشتهرت ببرنامجها «زيارة لمكتبة فلان» وهو أحد علامات الإذاعة المصرية بمقدمته وموسيقاه وأداء نادية صالح الرائع، حيث كانت تحاور عمالقة الفكر والثقافة فى كل المجالات، توجه أسئلة معدة بشكل رائع وتعبر عن قراءة وافية للأرشيف وللشخص وأعماله إن كان أديبا أو كاتبا أو مثقفا. وقدمت نادية صالح ببرنامجها الذى كان سهلا ممتنعا مئات المفكرين والكتاب والمثقفين على مدار عقود وقدمتهم بأفكارهم ومنحت كلا منهم مساحة من الوقت ليقدم نفسه ويعبر عنها من خلال قراءاته وعلاقته بما يقتنيه من كتب أو موسيقى يتحدث عن أهم الكتب التى قراءها أو يحتفظ بها فى مكتبته، وتتنقل نادية صالح بالأسئلة فى اتجاهات عديدة وبذكاء واضح، بين الشخصى والعام، وتقدم فى كل حلقة تحقيقا حواريا للشخص، ولسنوات عديدة تابعنا زياراتها لمكتبات عقول عشرات المفكرين والآدباء، نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وأنيس منصور وصلاح جاهين وعبدالوهاب وعبدالحليم، وغيرهم رأينا مكتباتهم واستمعنا لآرائهم من زوايا متعددة.
 
وخلال أكثر من 30 عاما قدمت نادية صالح تقريبا كل من يمكن تقديمه من مثقفين وكتاب كبار ومسرحيين وسينمائيين وفلاسفة ومفكرين بشكل عميق وشعبى بسيط ومفهوم، وساهمت نادية صالح فى بناء عقول من المثقفين، بعمق وبساطة، فظلت نموذجا رائعا لجيل خدم مهنته من دون ادعاء وربما كانوا محظوظين بشكل كبير أو هكذا نراهم لأنهم عاصروا العمالقة والتقوا بهم، وهو ما يجعلنا أمام نموذج للإخلاص قدم الكثير بهدف خدمة المهنة ولم يحقق هؤلاء كثيرا من المكاسب المادية وتفرغوا لعملهم، نادية صالح قدمت برامج كثيرة مهمة منها «يوميات امرأة عصرية، بعيدا عن السياسة، ألف مثل ومثل، أسماء وشخصيات»، وغيرها وإن ارتبط اسمها ببرنامج زيارة لمكتبة فلان. وكانت مع أسماء كثيرة من الرواد يقدمون الكثير من البرامج الكبرى التى ساهمت فى نقل أفكار الكبار من مثقفين وروائيين وكتاب إلى مادة مسموعة تقدم الثقافية لمن لا يقرأ ولا يكتب، ولعل هذا هو ما ساهم كثيرا فى نشر الوعى، والثقافة بشكل بسيط وعميق فى نفس الوقت.
 
نادية صالح وعشرات من رواد الإذاعة والتليفزيون يمثلون تجربة مهمة وماتزال المواد التى قدموها تجد إقبالا ونسبة مشاهدة واستماع على يوتيوب ونظرة على ماسبيرو زمان تكشف عن تلاقى أجيال مختلفة واهتمامها بمتابعة هؤلاء، الأمر الذى يكشف أن التقدم التكنولوجى مهم لأنه يقدم وسائل للتواصل، لكن يظل المحتوى الثقافى هو الأهم، وهى رسالة لمن يفكرون فى الإعلام والوعى ومن ينفقون ملايين بلا وعى على برامج بلا تأثير.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مشمش

الشركه التى تخسر هيكلها..واذا استنرت خسارتها بيعها وتوكل على الله... كفا هراء الاشتراكيه المزعومه

😣

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة