محمد محمود حبيب يكتب: مؤتمر دار الإفتاء وعلاقته ببناء الشخصية المصرية

الجمعة، 05 أكتوبر 2018 08:00 م
محمد محمود حبيب يكتب: مؤتمر دار الإفتاء وعلاقته ببناء الشخصية المصرية محمد محمود حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

البناء الجديد للشخصية المصرية هو الشغل الشاعل للرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة المصرية، لذا كان موضوع المؤتمر الأخير للشباب يدور حول هذا العنوان، ويسعدنى أن أبرز دور وجهود دار الإفتاء المصرية فى هذا المجال افتخارًا بها بوصفى مصريًا، ومن هذه الجهود:

 

أولًا: الاهتمام بترسيخ والحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية

 قام علماء دار الإفتاء المصرية وعلى رأسهم فضيلة مفتى الجمهورية أ.د/ شوقى علام بإصدار العشرات من الفتاوى الشرعية المعتدلة لبيان المحافظة على الفنون والموروث الثقافى ومنها حكم بيع الآثار التى يُعثر عليها والمتاجرة فيها عمومًا، كما طالبت الدار بضرورة سن قوانين تضمن سلامة التراث الحضارى والتصدى لمن يَقدم على تخريب الآثار، وكذلك حرْص فضيلة المفتى الشديد ومستشاريه على المشاركة فى الصالونات الأدبية النافعة لتقديم الرؤية الفكرية المعتدلة والاندماج مع الأدباء والمثقفين وغير ذلك من الأنشطة والجهود.

 

ثانيًا: الاهتمام بتطوير التعليم

قامت دار الإفتاء المصرية بمتابعة كل ما يهم الطلاب والتلاميذ والإسهام فى تقديم كل ما يحفظ سلامتهم ويساعدهم على التفوق وتكافؤ الفرص، ومن ذلك تقديم عدد من الفتاوى الميسرة منها حكم إفطار الطلاب فى الامتحانات، وحكم الغش فى الامتحانات، وحكم الدروس الخصوصية، وحكم الاقتصار على العلوم الشرعية والاختلاط فى التعليم وغير ذلك.

 

ثالثًا: الاهتمام بالشباب

حرصت دار الإفتاء المصرية بالرد على تساؤلات الشباب المثارة إدراكًا منها بأهميتهم فى المجتمع وكذلك حرص علماء الدار على حضور الندوات الشبابية فى معظم الجامعات المصرية والأجنبية لرعاية الشباب والإجابة على أسئلتهم، مع رعاية برامج المقبلين على الزواج والتى تقام بدار الإفتاء المصرية.

 

رابعًا: الاهتمام بصحة المواطن

لم تتوانَ الدار عن التحذير من كل ما يضر بصحة الإنسان كتحذيرها من الألعاب المضرة بصحة الإنسان كلعبة "الحوت الأزرق" أو العمليات الطبية الغير منضبطة مثل التبرع بالميتوكوندريا التى تعارض حكمة الله فى الحفاظ على الأنساب، وكذلك تحريمها لسرقة الأعضاء البشرية ومع إباحة كل ما يفيد الإنسان طبيًا طالما موافق لأصل الشرع، وكذلك التصدى لكل ما يهدد صحة الإنسان ودعوتها لاتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق ذلك منها حكم قتل الحيوانات الضالة، ومنها الانتباه لمرض الحمى القلاعية، وغير ذلك.

 

خامسًا: احترام الحريات الشخصية للآخرين

فقد طالبت الدار مرارًا وتكرارًا على ضرورة احترام معتقدات وأماكن عبادة الآخرين، وتحريم الاعتداء عليها، وكذلك ضرورة احترام الحريات الشخصية حتى بين الزوجين، ومراعاة الأخلاق والآداب مع الآخرين وغير ذلك.

 

سادسًا: الاهتمام بممارسة المواطن للرياضة والأنشطة الترفيهية المفيدة

اهتمت دار الإفتاء المصرية بتسهيل ممارسة الرياضة لتكون سبيلًا لتحقيق ونشر ثقافة التسامح والسلام والعيش المشترك، فأعلنت الضوابط الشرعية المعتدلة لممارسة الرياضة وقت الصيام، وكذلك قدمت أحكامًا معتدلة تتعلق بالرياضة النسائية والرياضات العنيفة.

 

سابعًا: حماية حقوق الطفل

قد حذرت دار الإفتاء المصرية من كل ما يضر بالطفل ويعوقه عن البناء الجديد لشخصيته، كالتحرش الجنسى بالأطفال وغيره، وقد دعت للاهتمام باليتيم ولم تمنع من تخصيص يوم للاجتماع على رعايته كل عام ليتذكره الناس، كما اهتمت الدار بتنظم علاقة الطفل بوالديه المنفصلين فيما يخص حضانة الطفل بعد زواج أمه أو انفصالها، كما حذرت من استغلاله فى الحروب وتجنيد تنظيم داعش الإرهابى له وهو أمر تنبهت له منذ البداية المراصد الإعلامية بالدار والتى يشرف عليها د. إبراهيم نجم المستشار الإعلامى لفضيلة مفتى الجمهورية.

 

ثامنًا: حماية حقوق المرأة

قد تصدى علماء الدار وعلى رأسهم فضيلة المفتى لعشرات القضايا المسيئة للمرأة وقام ببيان الرأى الصواب فيها كزواج القاصرات وختان البنات، كما ثمّن فضيلته دور المرأة فى الحياة السياسية وأبرز دورها الفاعل فى المجتمع فى لقاءات ومقالات إعلامية وفتاوى كثيرة.

 

تاسعًا: الدعوة والحض على استقرار وأمن البلاد

حرصت الدار على دعم ومساندة جهود الرئاسة والجيش والشرطة فى محاربة الإرهاب، كما حذرت من كل الأعمال التى تهدد استقرار المجتمع من بلطجة وعنف، والتحذير من مساعدة الإرهابيين وغير ذلك من الجهود.

 

عاشرًا: دعم الاقتصاد

حرصت الدار على بيان خطورة كل المعاملات الاقتصادية المضرة بالاقتصاد المصرى ومنها بيان خطورة التهرب الضريبى، أو تجارة العملة، كما قامت بإزالة اللبس فى قضايا البنوك وفوائدها وكافة معاملاتها مما يأتى بالنفع على المواطن والدولة وأوضحت حكم فوائد شهادات قناة السويس وشهادات أمان وردت على المتطرفين القائلين بتحريم كل ذلك، كما شجعت كافة الأنشطة الاقتصادية الآمنة والنافعة كتمويل المشروعات عن طريق الصندوق الاجتماعى للتنمية وكتمويل المشروعات الصغيرة بالطرق القانونية.

 

ولم تقف الجهود عند هذا الحد، بل تقوم الصفحات الإعلامية للدار، على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تقترب من الـ10 ملايين متابع، ببث مباشر بصفة يومية للرد على الاستفسارات الدينية، بخلاف الظهور الإعلامى المستمر لعلماء الدار، وعلى رأسهم فضيلة المفتى، للتفاعل مع الناس، كما تنظم الدار مؤتمرات عالمية لوضع ضوابط للإفتاء، أهمها المؤتمر العالمى المقبل فى بداية النصف الثانى من شهر أكتوبر 2018م، تحت عنوان "التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق"، تحت رعاية "الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم" فى القاهرة، تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، والتى يرأسها الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، وأمينها العام الدكتور إبراهيم نجم، المستشار الإعلامى لمفتى الجمهورية.

 

فهذا المؤتمر يضم أكبر وأشهر المفتين والعلماء على مستوى العالم الإسلامي؛ للتباحث سنويًا فى أمر ضبط الفتوى، والتصدى للفتاوى الشاذة، التى تراجعت بفضل الله وبفضل جهود هذه الأمانة العامة بشكل ملحوظ يومًا بعد يوم، وهى جهود جديرة بالاحترام، وتستحق أن تكون مرجعًا ومنهجًا للجميع.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة