أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

توثيق حرب أكتوبر فى زمن المعلومات.. حتى لا نترك للآخرين كتابة تاريخنا

الجمعة، 05 أكتوبر 2018 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الذكرى 45 لانتصار 6 أكتوبر يبدو أن ما هو متوفر من أفلام وثائقية عن هذه الفترة أقل من قيمة وحجم النصر الذى تحقق، وفى نفس الوقت تظل الأفلام السينما التى قدمت هذه الحرب غير كافية للتعبير عما جرى على ساحات السياسة والعسكرية والجبهة الداخلية، وأغلب الأفلام هى مشاهد تعبيرية تمت فى مرحلة تالية للحرب، يخلو أغلبها من العمق أو الأبعاد المختلفة لسينما الحرب كما نعرفها فى الأفلام العالمية.
 
ومن يتابع السينما العالمية يعرف أن هناك مئات الأفلام عن الحرب العالمية الأولى والثانية وبعضها يدور فى فترات زمنية وترصد ويخلد معارك أو عمليات محددة، تتنوع بين الإنسانى والعسكرى لكنها تحمل فى الكثير منها توثيقا لمعارك أو صدامات من وجهة نظر المنتصرين. هناك فيلم مدافع نافرون عن عملية نوعية لضباط الحلفاء لإسكات المدافع الضاربة فى نافرون قبل الإنزال، وفيلم Enemy at the Gates عن معركة ستالينجراد للسوفييت ضد الألمان والمحور التى كانت بداية هزيمة الألمان وتتركز على قصة القناص الروسى «فاسيلى» الذى أصبح أسطورةً بعد أن قنص عددا من أخطر القادة للمحور، وهناك الهروب الكبير أو إنقاذ الجندى رايان، وغيرها كثير، بالإضافة لذلك هناك أفلام وثائقية عن الحروب فى العالم، والحرب الباردة، ويفترض أننا بعد هذه السنوات يكون لدينا أرشيف مرئى للمعارك والحروب التى دارت، وهناك بطولات تنافس فى إنسانيتها وقوتها الكثير مما ورد فى الحروب العالمية.
 
لا يوجد لدينا فعليا غير أفلام قليلة تعالج حروبنا، بعضها إنسانى مثل «حكايات الغريب»، والبعض الآخر محاولة للتوثيق مثل «الطريق على إيلات»، ولدينا معارك مثل رأس العش، أو قصة صائد الدبابات أو الرفاعى، وغيرها لكن السينما لم تعالج هذا، وفى نفس الوقت لا تتوفر مواد وثائقية يمكن الاعتماد عليها، وقد جرت أكثر من محاولة للتوثيق خلال العقود الماضية لا نعرف مصيرها.
 
ويفترض ونحن نقترب من الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر أن تكون لدينا على الأقل أفلام وثائقية حتى لا تترك الساحة فارغة لأطراف أخرى تفرض وجهة نظرها أو تكتب التاريخ بشكل مختلف، وبشكل عام نحن نعانى من نقص شديد فى الأفلام والمواد الوثائقية، فى وقت تتضاعف فيه المواد المرئية على شبكة الإنترنت التى تمثل الذاكرة الأكبر لأجيال قادمة تتلقى التاريخ وتراه، والمفارقة أن الكثير من المواد المتاحة على يوتيوب حول حروب مصر من مصادر أجنبية والقليل جدا منها إنتاج محلى، وبالتالى فإننا ببساطة نترك للآخرين حق كتابة وصياغة تاريخنا، وسلطة كتابة الأحداث أو التلاعب بالأحداث والتفاصيل، وعلينا أن نسعى لإنتاج مواد وثائقية، تقدم الواقع أو تكون مواد خام لأى عمل درامى أو ثقافى، فى زمن تتشكل فيه ذاكرة الإنترنت بشكل مرئى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة