يبدو أن النساء لهن دورا كبيرا فى حياة دونالد ترامب، فالرئيس الأمريكى كان أول من يخوض السباق الرئاسى ضد امرأة، وهى هيلارى كلينتون التى نافسته فى سباق البيت الأبيض عام 2016، وهو أول من يواجه اتهامات بالسلوك الجنسى غير المقبول من العديد من النساء قبل وبعد توليه الرئاسة.
ومؤخرا، بدأ يتكشف معالم معركة مقبلة لترامب مع امرأة أخرى فى الأشهر القادمة، معركة سياسية بالأساس لا تخلو من شطحات ترامب ضد النساء. فقد برز اسم السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارن كواحدة من أبرز المرشحين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى فى سباق الرئاسة المقبل لتواجه على الأرجح ترامب الذى أكد أكثر من مرة عزمه السعى لولاية أخرى.
معارك لفظية كثيرة خاضها ترامب ووارن، التى تعد من أشد المنتقدين لترامب، كان آخرها معركة الـ DNA. فقد قالت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية فى تقرير لها أمس، الاثنين، إن وارن قد كشفت عن نتائج تحليل DNA تقدم دليلا قويا أن لديها أمريكيين أصليين فى شجرة عائلتها تعود لما بين ستة إلى 10 أجيال، فى خطوة غير مسبوقة من واحدة من أبرز المتنافسين المحتملين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة 2020.
وأشارت الصحيفة إلى أن وارن، التى سخر ترامب وجمهوريون آخرون من قولها إنها من السكان الأصليين بأمريكا، ووصفها ترامب مرارا بـ "بوكا هانتس"، قدمت نتائح التحليل للصحيفة فى محاولة للرد على الأسئلة التى طرحت لسنوات بشأن أصلها، وتخطط لكشف النتائج الخاصة بالاختبار بالتفصيل اليوم الإثنين من أجل جذب الانتباه على نطاق واسع.
وكان ترامب قد عرض فى يوليو الماضى التبرع بمليون دولار للمنظمة الخيرية التى تفضلها لو أثبت تحليل DNA أصولها.
وخلص التحليل الذى أجراه تشاروس بوستامانتى الأستاذ بجامعة ستانفورد والخبير فى هذا المجال إلى أن الأغلبية الكبرى من أصول وارن أوروبية، لكن أضاف أن النتائج تدعم بقوة وجود سلالة أمريكية أصلية.
لكن ترامب سخر من الأمر، وفى تصريحات له أمس أنكر الرئيس الأمريكى فى البداية أنه قدم هذا الوعد، لكنه عاد وقال إنه سيفعل هذا لو استطاع أن يجرى لها الاختبار بشكل شخصى، مضيفا أن هذا لن يكون شيئا يستمتع بالقيام به.
وردت وارن بتغريدة قالت فيها إن ترامب "نخبوى جبان" وأنها لن تجلس بهدوء أمام عنصرية ترامب ولذلك أجرت الاختبار وكشفت نتائج لكل من يهتم بأن يرى لأنها ليس لديها ما تخفيه.. وكتبت موجهة حديثها لترامب: "ما الذى تخفيه أنت، اكشف عن إقراراتك الضريبية وإلا فإن مجلس النواب الذى يقوده الديمقراطيون سيفعل هذا قريبا جدا سيدى الرئيس".
وكانت وارن تشير إلى انتخابات السادس من نوفمبر، حيث يأمل الديمقراطيون أن يستعيدوا السيطرة على مجلس النواب، مما يسمح لهم بدراسة وربما الكشف عن عائدات ترامب.
وقالت وارن إن الرئيس قام بتهديدات جسدية وقحة بشأن النساء اللاتى يخيفونه وهى من بينهم. وأضافت إن يحاول أن يفعل دائما ما يفعله بالنساء اللاتى يخيفونه، يطلق عليهن أسماء، ويهاجمهن بشكل شخصى ويصغرهن حتى يشعر بشكل أفضل إزاء نفسه.
هذه المشادة بين ترامب ووارن ربما لا تكون الأخيرة، حيث من المتوقع أن تتضح الأمور أكثر عقب الانتخابات النصفية التى تسعى فيها السيناتور الديمقراطية للحفاظ على مقعدها فى مجلس الشيوخ عن ولاية ماسوشستس تمهيدا للبدء فى طموحاتها الرئاسية التى ألمحت إليها أكثر من مرة دون أن تؤكده فى انتظار انتهاء معركة الكونجرس.
