أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

حرائق الجن فى الصعيد

الإثنين، 15 أكتوبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال فنى، لماذا لا ينشط الجن فى إشعال الحرائق وترويع المواطنين إلا فى قرى الصعيد؟ ولماذا لا يظهر هذا الجن الشقى المتخصص فى إشعال الحرائق فى مدينة زى دمياط مثلا؟ هل لأن دمياط مثلا بعيدة عليه وهو بيستقرب لأنه أصلا من الصعيد؟ طيب بلاش دمياط، أخبار سيناء والسويس وبورسعيد والمنصورة والإسكندرية إيه؟ نحاول نفهم بس إذا كان فيه نوع من الجن النارى فى الصعيد فهل معنى ذلك وجود نوع آخر من الجن المائى فى الدلتا والمدن الساحلية؟
آخر كلام فى الموضوع ده إن أهالى قرية الشريف التابعة لمركز ببا بمحافظة بنى سويف حصلهم حالة من الهلع بسبب انتشار حرائق مجهولة المصدر فى أكوام البوص، والتبن وبين الأشجار والنخيل الموجود بالقرية، والناس هناك مشغولة ومتحيرة ومش قادرة تستوعب اللى بيحصل، يبقوا قاعدين فى الغيط فى أمان الله وفجأة النار تشب فى أكوام البوص وعيدان الدرة الناشفة المخزونة علف للمواشى، والواحد لو جه يسحب حزمة بوص عشان يحطها قدام البهايم ممكن النار تولع فيها وفيه.
 
مش قرية الشريف بس، دى قرى كتير فى مركز ببا حصل فيها الكلام ده وكل ما تقبل، يعنى تتجه جنوبا ناحية قنا وأسوان، الحرايق دى بتزيد خصوصا فى فصل الصيف، لغاية ما الناس وجت وتعبت لأن النار بتاكل مخزون البوص والدرة الناشفة والتبن أساس علف المواشى، وكمان ممكن تولع فى النخيل زى ما حصل فى قرية المراشدة فى الوادى الجديد، وكل ما الناس يجيبوا شيخ عشان يصرف الجن بتاع الحرايق ده ميقدرش، لغاية ما وجهوا استغاثة للأزهر إنه يبعت لهم مشايخ معتمدين يقدروا يتعاملوا مع الجن المولع ده.
 
نرجع لبداية المقال ونسأل: هل فى حرايق تلقائية فعلا بتحصل فى قرى ببا وبنى سويف والصعيد الجوانى فى الصيف؟ الإجابة القاطعة: أيوة بتحصل حرايق تلقائية غير مفهومة لكتير من الناس خصوصا المزارعين، طيب ليه دماغ الناس هناك راحت على طول على الجن واتهمته بإشعال النار فى علف مواشيها؟ ليه الجن تحديدا وإيه مصلحته؟ أو ليه هو فى حالة خصومة مع المزارعين فى الصعيد مش مع المزارعين فى الدلتا والمدن الساحلية؟ وهل اتهام المزارعين البسطاء للجن أصلا صحيح؟
 
إحنا اتعلمنا من زمان إن الإنسان عدو ما يجهل، وطول ما عندوش سبب مادى للظواهر اللى بتحصل قدامه، هيأسطرها ويحولها لخرافات مرعبة، زى أول إنسان سمع الرعد وشاف البرق، وزى أول إنسان شاف البراكين بتثور وترمى الحمم بتاعتها على القرى وتبيدها، هنا أجدادنا الأوائل برضه قالوا عن تفسير الظواهر دى حاجات شبيهة بالجن ولما العلم اتقدم قدر يفسرها ويلاقى لها حلول.
 
مشكلة الحرايق فى الصعيد سببها بسيط وواضح وملوش علاقة بالجن لا من بعيد ولا من قريب، أى مواد جافة قابلة للاشتعال تحت الشمس الحارقة فترات طويلة ومع تركز أشعة الشمس بزاوية معينة ممكن تشتعل فيها النار فجأة، وهنا لازم نوعى المزارعين بقرى الصعيد تحديدا بطرق تانية لتخزين علف الماشية الجاف، وبدل ما يلجأوا للأزهر الشريف عليهم أن يلجأوا للمرشد الزراعى ووزارة الزراعة.
 
كمان، لازم أجهزة الأمن المختصة تضرب على إيد الانتهازيين من النصابين ومشايخ السوء وأدعياء العلم اللى بيحاولوا يثبتوا ظاهرة الحرايق دى على أنها من أفعال الجن، بينما الجن غلبان وبيعانى زينا من مصاريف المدارس وغلاء المعيشة وأنفلونزا الطيور وخلافه!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة