صور.. شيخ البنائين بـ"سيوة" علم العشرات للحفاظ على طراز الواحة

الخميس، 11 أكتوبر 2018 05:55 ص
صور.. شيخ البنائين بـ"سيوة" علم العشرات للحفاظ على طراز الواحة شيخ البنائين فى واحة سيوة
مطروح – حسن مشالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تجاوز عمره 85 سنة، وما زال يعمل كشاب فى الثلاثين من عمره، مهنته تتطلب العمل فى الأماكن المفتوحة وتحت شمس واحة سيوة الحارقة، يبنى بيديه دون استخدام أية أدوات بيوتاً وفنادق وقرى سياحية على الطراز البيئى لواحة سيوة، باستخدام مادة "الكرشيف" وهى مزيج من الطين والملح.

شيخ البنائين في واحة سيوة  (4)

يستيقظ "عم حمزة" فجر كل يوم ليتابع عمله الذى تميز فيه وأتقنه على مدار 55 سنة، شيد خلالها أكثر من 150 منزلاً بالكرشيف، ورفض منذ شبابه التحول إلى البناء الحديث بالطوب والأسمنت والخرسانة المسلحة، من أجل الحفاظ على مهنة الآباء والأجداد، وتعلم على يديه عدد كبير من البنائين، ومن بينهم أحد أبنائه الـ4، فيما اتخذ الـ3 الآخرون طريق المعمار الحديث.

شيخ البنائين في واحة سيوة  (1)

وشهدت الفترة الماضية، توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الآثار والمركز الثقافى البريطانى، لإنقاذ ما تبقى من حصن ومدينة شالى القديمة وإقامة ما تهدم منها وترميم مبانيها، والتى تقع على ربوة عالية وسط مدينة سيوة، والحصن وبيوت مدينة شالى القديمة مبنية بالكامل بمادة الكرشيف منذ مئات السنين، وتم إسناد عملية الترميم لشركة متخصصة فى المعمار البيئى، وبدأت تنفيذ مشروع ترميم وإنقاذ شالى.

شيخ البنائين في واحة سيوة  (2)

لجأت الشركة لـ"عم حمزة"، الذى استعانت به سابقاً فى إنشاء منتجعات سياحية على الطراز البيئى، ليشارك ويرأس البنائين فى لترميم وإقامة شالى من جديد.

شيخ البنائين في واحة سيوة  (3)

"اليوم السابع" التقى عم حمزة بمنزله وتابعت عمله فى بناء وترميم حصن شالى، وقال إن اسمه حمزة حسين محمد، من مواليد سيوة، ينتمى لقبيلة الظناين، وأنه عمل منذ صغره مع معلمين فى بناء الكرشيف لمدة 35 سنة، وشارك فى بناء قرية جعفر السياحية، وهى أشهر منتجع على الطراز البيئى الذى يخلوا من أية مظاهر حديثة، وأكد أنه علم المهنة لعدد كبير.

شيخ البنائين في واحة سيوة  (5)

وأضاف شيخ البنائين فى سيوة، أنه بنى أكثر من 150 منزلاً وقصر ثقافة سيوة وكثيرًا من المبانى الحكومية الأخرى، وأنه يعمل حاليًا فى إعادة بناء شالى القديمة، كما شارك فى ترميم مسجد "تطندى" الأثرى الذى افتتحه وزير الآثار ووزيرة السياحة ومحافظ مطروح، يوم الجمعة الماضى.

شيخ البنائين في واحة سيوة  (6)

وقال عم حمزة: إنه ينام مبكراً ويستيقظ مبكراً ولا يجد راحته إلا فى العمل، وأنه يعمل فى البناء بالكرشيف باستخدام يديه فقط فى البناء ويزن البناء بنظره وليس بالخيط أو الميزان كما يفعل بناء الطوب والأسمنت".

شيخ البنائين في واحة سيوة  (7)

يذكر أن قلعة ومدينة شالى القديمة تقع وسط واحة سيوة، ومقامة على مساحة 10 أفدنة، ومن المقرر إنهاء أعمال ترميمها خلال فترة من 3 إلى 5 سنوات، وتتضمن أعمال الترميم إزالة الأنقاض المتهالكة من المنازل القديمة بالقلعة، وفتح الشوارع والأزقة والممرات واستكمال المنازل والمبانى المتهدمة، باستخدام مادة البناء نفسها وهى مزيج من الطين والملح ويطلق عليه باللغة السيوية "كرشيف"، وذلك لتتماشى أعمال الترميم مع الطابع المعمارى البيئى للقلعة.

 

وتعد مدينة "شالى" القلعة القديمة من أشهر معالم سيوة الأثرية، والتى لا يوجد لها مثيل فى مصر أو العالم، وتم إنشاؤها أعلى جبل شالى ليزيد من تحصينها وحماية سكان الواحة قديماً من أى هجوم ومحاطة بسور يسمى "الباب إن شال" بمعنى "باب المدينة"، وفى الجهة الشمالية من السور يوجد الجامع القديم، الذى تم ترميمه وافتتاحه مؤخراً.

 

وتعد شالى من أهم المواقع الأثرية الإسلامية بالصحراء الغربية، ويعود تاريخ إنشائها لـ1203 ميلادية، وبدأ السكان فى هجرها عام 1820، إلى أن تركوها بشكل نهائى عام 1926، بعد سقوط أمطار غزيرة تسببت فى تهدم معظم مبانيها.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة